في عالم الشركات الناشئة والقطاعات الحيوية، يعد شعار “كن نفسك” مبدأ جيدًا للغاية. ولكن في الواقع هو نصيحة خاطئة في أغلب الأحيان. ذلك في حالة الرغبة في بناء مسيرة ناجحة من الحياة العملية. حسبما قال البروفيسور توماس شاموروبروموزيك، أستاذ علم النفس الإداري في جامعة كولومبيا.
كذلك، أكد شامورو-بروموزيك الأصالة تعتبر قيمة مثالية. ولكن في الواقع، يعد الذكاء العاطفي هو سر النجاح وليس التصرف بتلقائية.
الذكاء العاطفي.. أهم مراحل تطوير الحياة العملية
أيضا، يشير الذكاء العاطفي إلى القدرة على فهم نفسك والآخرين والتعامل معهم بفاعلية. كما يعتبر ركيزة أساسية في سوق العمل”. حيث يجعل الشخص أكثر مرونة في التعامل مع المدير والموظفين.
وأضاف:“ يجيد الناجحون في العمل المزج بين المهارات الاجتماعية، والتعاطف، والاهتمام بما يظهره الفرد للآخرين”.
أيضا، أوضح في كتابه الجديد ،الصادر في 7 أكتوبر، “لا تكن نفسك”: لماذا يتم المبالغة في تقدير الأصالة؟.
لذا، استخلص شامورو-بروموزيك ثلاث مهارات اجتماعية على كل موظف اتباعها لتعزيز علاقاته الاجتماعية وتطوير مسيرة الحياة العملية.
أبرز مهارات تطوير الحياة العملية
قبول النقد البناء والاستماع إلى الملاحظات
يقول شامورو-بروموزيك إن أنجح الموظفين هم الذين يطلبون تقييمًا صريحًا ونقدًا بناء من الآخرين. وخاصة من قبل الأفراد القادرين على تقييم أدائهم بصراحة. ويشعرون بالارتياح لقول ما يحتاجون إلى سماعه لا ما يرغبون في سماعه.
وكما شدد على أن الغالبية العظمى يفضلون تقديم تعليقات إيجابية فقط. لذا، من المهم توجيه السؤال المناسب.
فبدلُا من سؤال: “كيف كان عرضي التقديمي؟”، يجب أن يكون السؤال“ما الفعل الذي كان يمكنني تطويره؟ لو كنت مكاني ماذا ستفعل؟
أيضُا، يحذر الكاتب من اتخاذ ردود أفعال دفاعية أثناء تلقي النقد. حيث ستغلق مساحة من الصراحة والوضوح مستقبلًا.
وقال: “بالتأكيد يعتبر الأمر صعبًا للغاية، لكن إذا طلبت النقد البناء بشجاعة ، فستسد الفجوة بين ما تعتقد أنك عليه فعلًا، وما أنت عليه في الواقع”.
رفع الوعي المجتمعي
يعتبر الذكاء الاجتماعي أو الوعي الاجتماعي ،بحسب ما يصفه شامورو-بروموزيك، من ركائز نجاح الحياة العملية.
كذلك، قال بروموزيك “عندما تتعامل مع الآخرين في إطار مهني، أقل على نفسك وأكثر على من حولك”.
إن القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتعامل معها بذكاء تمثل أحد أعمدة الذكاء العاطفي. حيث يستطيع الأشخاض الواعون عاطفيًا من توظيف سلوكهم، حسب طبيعة الموقف دون أن يبدوا متصنعين.
كما يصف الكاتب هذه المهارة بـ “العرض الذاتي الإستراتيجي”. أي “القدرة على التصرف بطريقة اجتماعية إيجابية. بما يتوافق مع توقعات الآخرين وتفكيرهم.
مضيفا: “يفكر غالبية الموظفين في أنفسهم فقط، لذا إذا كنت تفكر أنت فيهم، فستمتلك ميزة كبيرة”.
المرونة والقدرة على التكيف
علاوة على ذلك، أكد شامورو-بروموزيك أن تسليط الضوء على نقاط قوتنا فقط يخفض من معدلات تطور الحياة العملية. بينما يصنع تحمل الضغط واكتساب مهارات جديدة النمو الحقيقي.
أيضُا, أشار بروموزيك إلى أن الأشخاص الناجحين هم الذين يقولون لأنفسهم:“سأحاول القيام بالأمور بطريقة مختلفة، حتى لو لم أشعر بالراحة في البداية”.
في كثير من الأحيان، نظن أن مواصفاتنا الشخصية مثل الانطوائية أو الاجتماعية أو المرونة هي سمات ساكنة لا يمكن تغييرها. لكن قد يعيق هذا الاعتقاد تطورنا.
وقال الكاتب أيضُا: “إذا حددت اختياراتك في نفسك الحالية والماضية، فلن تطور نسخة مستقبلية أكثر وعيًا وثراء ونضجً.”.
وعلى الرغم من أن الابتعاد عن الشعور بالراحة قد يبدو أمرًا صعبًا، إلا أنه يوسع آفاقًا جديدة لمسارات تطور الحياة العملية.
التوازن بين الحياة العملية والشخصية
قد تجد نفسك غارقًا في الكثير من الأمور التي تسيطر على حياتك؛ قد يكون أهمها العمل الذي تحاول النجاح فيه، وإثبات ذاتك، كما أنه يعتبر الوسيلة الوحيدة لكسب الأموال، التي بدورها تستخدمها في شؤونك الشخصية، سواء كنت أعزب أم متزوجًا ولديك أسرة تخشى عليها من غدر الزمان.
تتطلب عملية التوازن بين الحياة الشخصية والعملية مراعاة تامة لموازين الحياة؛ فذلك ليس بالأمر السهل على الإطلاق، وكلما ازداد التطور في حياتك، ظهرت العديد من المسؤوليات الجديدة.
إن مهمة توفير المستوى المعيشي المناسب لك ولأسرتك تستدعي التفكير جديًا في أساليب التعامل الصحيحة مع الوقت، وتنظيمه وفقًا لجدول أعمالك، الذي يخضع لتقييم الأولويات.
من الناحية الشخصية؛ يجب أن تنسى أن الأمور المادية هي المتحكم الرئيسي في نشر السعادة بين أفراد أسرتك، فوجودك في حد ذاته يعتبر أهم دعم لهم، وهو الأمر الذي يبحثون عنه باستمرار؛ من أجل الحفاظ على الترابط الأسري الحقيقي.
ومن أجل تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعملية يمكنك الاعتماد على بعض الخطوات، التي تحدد كيفية تعاملك مع وقتك، وتتطلب إدارة جيدة له؛ من أجل تحقيق المعادلة الصعبة في بلوغ السعادة.
المقال الأصلي: من هنـا