الاستثمار في المجال الصحي موجود بطبيعة الحال وإن كان حديثًا بعض الشيء، ولفتت أزمة جائحة كورونا الحالية الأنظار ليس إلى هذا النوع من الاستثمار فحسب وإنما إلى ريادة الأعمال الصحية؛ إذ لا يتعلق الأمر بتقديم حلول تقليدية لمشكلات متكررة، وإنما بتقديم حلول رائدة ومبتكرة، خاصة إذا كانت المشكلة مستعصية، أو موجودة منذ زمن ولم نعثر لها على حل.
إن الإنسان هو محور الاهتمام الأول للشركات التي تعمل في مجال ريادة الأعمال الصحية، لكن هذا لا ينفي رغبتها في الحصول على الربح كذلك.
وفي هذا السياق، قال وائل كابلي؛ الشريك والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “كيورا”، في تصريحات حصرية لموقع رواد الأعمال، إن ريادة الأعمال الصحية تنطوي على أهمية كبرى لأنها تسد الثغرات التي تتركها الشركات الكبرى، موضحًا أن كل شركة من الشركات التي تعمل في المجال الصحي تغطي قطاعًا واحدًا أو جانبًا معينًا في السوق، وهذه الفراغات الموجودة بين الشركات وبعضها إما لصغر حجم السوق، أو لبعدها عن العمل في تلك المناطق، أو قلة الإمكانيات، الفقر في الإبداع، ومن ثم فإن مهمة شركات ريادة الأعمال الصحية هي تغطية هذه الفراغات.
اقرأ أيضًا: جائحة “كورونا” تدفع “التأمين الصحي” إلى تفعيل خدمات التطبيب عن بعد
وأضاف أن الشركات الناشئة العاملة في المجال الصحي تتميز بكونها تركز على مشكلة واحدة وتقدم لها حلًا إبداعيًا؛ إذ يمكنها أن تجعل حل هذه المشكلة أرخص، أكثر كفاءة، أو أكثر سهولة، أو أسرع، لافتًا إلى أن هذه الميزة لا تمتلكها الشركات الكبرى بسهولة.
حلول دائمة
ولفت «كابلي» إلى أن مهمة كل الشركات، سواءً كانت كبرى أو ناشئة، هي تقديم حلول دائمة، وتحويل هذه المشكلات إلى حلول دائمة ومستدامة، ومن ثم تحقيق الأرباح حتى تتمكن من جعل هذه الحلول مستدامة، مؤكدًا أن الشركات الناشئة في المجال الصحي تقدم خدمة كبيرة للمجتمع الصحي والمجتمع بشكل عام.
وذكر أن هناك صعوبة في الدخول والاستثمار في القطاع الصحي؛ وذلك لكثرة التعقيدات والتشريعات، لكنها فرصة في نفس الوقت لرواد الأعمال؛ فهذه الصعوبات تقلل عدد المنافسين، مشددًا على أنه من الواجب على رواد الأعمال الراغبين في الاستثمار بالمجال الصحي أن يفهموا نموذج العمل وجلب الربح.
اقرأ أيضًا: المسؤولية الاجتماعية وتحسين نوعية الحياة
وأوضح أن هناك أربع جهات تدخل على صعيد الحصول على الربح من الاستثمار في المجال الصحي، هي: الحكومة؛ فالحكومات تدفع جزءًا من ثمن الخدمات الصحية، وجهات التأمين، وأصحاب العمل، والجهة الرابعة والأخيرة هو المواطن أو المستخدم النهائي أو المستهلك، مبينًا أن التركيبة بين هذه الجهات، وتفاوت النسب المئوية بينها يكون حسب الخدمة، ففهم هذه المسألة بشكل عميق وواضح يُسهل على رواد الأعمال بناء نموذج عمل ناجح، وبالتالي إنشاء شركة ناجحة في المجال الصحي.
العاملون في المجال الصحي
ورأى الشريك والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كيورا أن المسؤولية الملقاة على كاهل رواد الأعمال العاملين في المجال الصحي كبيرة جدًا؛ فهذا وقت عملهم الجاد؛ ففي الوقت الذي يجلس فيه الجميع في بيوتهم، تكون المسؤوليات على العاملين في المجال الصحي أضعافًا مضاعفة لتقديم الخدمات كل في مكانه، سواءً كانت توصيل أدوية، وصفات إلكترونية، استشارات طبية عبر الإنترنت، إلى خدمات صحية في العيادات، أو خدمات لوجستية، بالإضافة إلى مكافحة الأمراض المزمنة بشكل مباشر.
وذكر أن المسؤولية كبيرة جدًا على القطاع الصحي، وهذا هو الوقت الذي تفكر فيه الشركات لخدمة المجتمع، والتأكد من الوصول لأكبر شرائح ممكنة، خاصة تلك الشرائح التي يصعب الوصول إليها في الأوقات العادية فما بالك بالأوقات الصعبة.
اقرأ أيضًا:
المسؤولية الاجتماعية وأزمة كورونا.. تهديدات أم فرص؟
الابتكارات الطبية كمهمة إنسانية
ريادة الأعمال في المجال الطبي.. نمو اقتصادي وانتصار للإنسانية