ينتمي نجيب محفوظ؛ أديب نوبل ذائع الصيت، إلى مدرسة أدبية فريدة؛ فالرجل، رغم موهبته الفذة، يميل إلى حسن إدارة هذه الموهبة؛ فهو، على سبيل المثال، كما قال في أحد لقاءاته، يكتب في أوقات معينة، وهناك أوقات معينة أخرى من العام ينقطع فيها تمامًا عن الكتابة.
يذكرنا نجيب محفوظ بالفيلسوف الألماني “إيمانويل كانط” الذي كانت حياته تسير كما الساعة، وفق روتين واحد لا يتغير.
ليس نجيب في الكتابة _والكتابة مذاهب على أي حال_ مثل نيتشه أو سيوران؛ الذين يخضعون لوجدانات خاصة وعنيفة غالبًا تدفعهم إلى الحرث على الأوراق بالأقلام، ولكنه يستقصي الأمور، عادة، قبل أن يكتب، وربما يعرف كيف سينتهي من كتابة هذه الرواية أو المجموعة القصصية منذ أن يضع السطر الأول فيها.
وربما نظرًا لهذه القدرة على التنظيم وحسن إدارة الموهبة تمكّن نجيب محفوظ من إصدار كتاب أو مجموعة قصصية على مدى سنوات طوال.
وفي حياته؛ أديب نوبل المشهور ذاك، ملمح آخر، وهو إبعاد حياته الشخصية عن الأجواء العامة، حتى إن كثيرين لم يعرفوا شيئًا عن زوجته إلا بعد وقت طويل، بل ظل خبر زواجه مطمورًا لوقت غير قصير.
اقرأ أيضًا: باربرا كوركوران
وُلد نجيب محفوظ في حي الجمالية بالقاهرة، في 11 ديسمبر 1911. أما والده “عبد العزيز إبراهيم”، والذي كان موظفًا، فلم يقرأ كتابًا في حياته بعد القرآن غير حديث عيسى بن هشام؛ لأن كاتبه المويلحي كان صديقًا له.
والدته هي “فاطمة مصطفى قشيشة” ابنة الشيخ “مصطفى قشيشة”؛ وهو من علماء الأزهر. كان نجيب محفوظ أصغر إخوته، ولأن الفرق بينه وبين أقرب إخوته سنًا إليه كان عشر سنوات؛ عُومل كأنه طفلٌ وحيد.
كان نجيب محفوظ عمره 7 أعوام حين قامت ثورة 1919، والتي أثرت فيه وتذكرها فيما بعد في “بين القصرين” أول أجزاء ثلاثيته.
التحق بجامعة القاهرة في 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، ثم غيّر رأيه وقرر التركيز على الأدب.
ومن أقوال نجيب محفوظ يرصد «رواد الأعمال» ما يلي:
اقرأ أيضًا: