نظمت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في 17 سبتمبر الماضي وعلى مدار 4 أيام، ملتقى “بيبان 2017″، تحت شعار “بين الحلم والواقع باب مفتاحه بيدك”، بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بمدينة الرياض.
جمع الملتقى بين المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والهيئات التمويلية، والجهات الحكومية والخاصة، وكان بمثابة فرصة مميزة لعقد شراكات بين المؤسسات الكبرى والشركات الصغيرة والمتوسطة؛ لتسهيل عمل تلك المنشآت بمختلف الأنشطة الاقتصادية.
ضم الملتقى 12 بابًا، فتح للزوار آفاقًا شتى للمعرفة، وهي: الرحلة، المؤتمر، الجوائز، المعرض، السوق، التواصل، التمكين، الفرص، الحلول، التدريب، المنشآت، عالم بيبان الرقمي، إلى جانب عقد المحاضرات، وجلسات النقاش، والجلسات التفاعلية، وورش العمل، وجلسات التواصل، وتكوين العلاقات، والاستفادة من الاستشارات المقدمة من أصحاب الخبرة العملية والأكاديمية وقادة فكر وصناع قرار.
وتضمن “باب الفرص” نحو 500 فرصة استثمارية في القطاعين الحكومي والخاص، مثل مناقصات المشاريع الاستثمارية الخاصة بشركة أرامكو، وفرص أخرى متنوعة لدى وزارة البيئة والمياه والزراعة والمركز الوطني للنخيل والتمور، وأيضًا هيئة الغذاء والدواء والشؤون الصحية في الحرس الوطني، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، إضافة إلى الغرفة التجارية في القصيم.
أما “باب الرحلة”، فقد استضاف 60 شخصًا في كل ساعة؛ ليقوموا بعملية توليد الأفكار؛ لمساعدة الشباب الباحث عن أفكار لبدء تأسيس مشروعات في مجالات مختلفة، وذلك بواسطة خبراء معنيين بهذا المجال.
وأعلن الدكتور غسان السليمان؛ محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، أن أنشطة المنشآت الصغيرة والمتوسطة تشكل 99% من الشركات والمؤسسات في المملكة، وتسهم بـ 64% من إجمالي الفرص الوظيفية في القطاع الخاص.
وفي جلسة بعنوان “دور الحكومة في تمكين إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة في السعودية”، استعرض 5 وزراء إجراءات تسهيل أعمال المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وهم: الدكتور ماجد القصبي؛ وزير التجارة والاستثمار ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، والمهندس عبداللطيف آل الشيخ؛ وزير الشؤون البلدية والقروية، والمهندس عبدالله السواحة؛ وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، والدكتور علي بن ناصر الغفيص؛ وزير العمل والتنمية الاجتماعية، والدكتور غسان السليمان؛ محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وتمثلت أهم هذه الإجراءات في إطلاق منصة رقمية لخدمة الشباب الرياديين، وتسجيل أصحاب العمل الحُر والجزئي مع التأمينات الاجتماعية؛ إذ سيتحمل صندوق التأمينات الاجتماعية جميع التكاليف الخاصة بمزاولي العمل الحُر في حالة التسجيل.
ومن جانبه، أطلق وزير التجارة والاستثمار- بالتعاون مع وزير الاتصالات وتقنية المعلومات- مبادرة “فكرة” الرقمية التي نفذت بالتعاون بين “منشآت” ووحدة التحول الرقمي، التي تسعى إلى توظيف العقل الاجتماعي في تطوير الخدمات والمنتجات من خلال منصة وطنية للأفكار، فيما دشن الدكتور القصبي 25 مبادرة أخرى لهيئة “منشآت”، وهي: منصة التجارة الإلكترونية، ومنصة فنار، ومنصة بنك الأفكار، ومنصة الحوسبة السحابية، إضافة إلى منصتي التدريب والتسهيلات.
في سياق متصل، أطلق على هامش ملتقى “بيبان” 26 مشروعًا لخدمة رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة
وتضمنت المبادرات التي دشنها وزير التجارة والاستثمار: منصة صوت المنشآت، والخريطة الاقتصادية، ومبادرة “ممكن”، والإقراض غير المباشر، ومركز المعلومات للمنشآت، والاستثمار في الشركات الناشئة، إضافة إلى “السعودية تبتكر”، و”تحدي الريادة الاجتماعية”، وتحفيز منصات ريادة الأعمال، و”بزنس نورة”، إلى جانب منصة الفرص الاستثمارية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، و”طموح”، وتنظيم منصات الأعمال، وتنمية السوق، وجمعية التنمية والتمكين، وجمعية ريادة الأعمال، وجمعية الخدمات الاستشارية، وجمعية رأس المال الجريء والملكية الخاصة، الجمعية السعودية لسلاسل الإمداد، وجمعية الامتياز التجاري.
على صعيد الامتياز التجاري، نُظمت جلسة بعنوان ” أهمية الامتياز التجاري في المشاريع الصغيرة والمتوسطة ”، ناقشت سبل دعم ونمو هذا القطاع من خلال الأنظمة الحكومية والتشريعات والمبادرات التي توفر مزيدًا من الفرص للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، منها مشروع نظام الامتياز التجاري، ومشروع نظام المشتريات الحكومية لتحقيق رؤية 2030.
شاركت المرأة بفعاليات الملتقى المختلفة وتم عرض بعض قصص النجاح الملهمة للكثيرات منهن.
في السياق ذاته، شهد الملتقى مشاركة ورعاية مصرف الراجحي لقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، الذي قدم حلولًا مصرفية متكاملة لرواد الأعمال، وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.
يُعنى ملتقى بيبان بتهيئة البيئة المناسبة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة القائمة بما يضمن استمرارها ونموها، ويُحفز دخول منشآت جديدة للسوق باحتواء المبادرين والمهتمين بمجال الأعمال، وإنشاء المشاريع وتجاوز مراحل التأسيس بسلاسة، والتعرّف على مراحل استقطاب المستثمرين، وخطوات إجراءات الجهات الحكومية وجهات الدعم والتمكين، ويقدم لهم استشارات في كيفية استثمار تجارب الآخرين لتوسيع مداركهم الإدارية في بناء هيكل مشاريعهم وإنجاحها.
ويسهم الملتقى في تفعيل رؤية 2030، ورفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي من 20% إلى 35%، إضافة إلى رفع نسبة التمويل المخصص لتلك الشركات من 5% حالياً إلى 20%.
جدير بالذكر أن ملتقى بيبان يتسم بتفرده بجمع كافة المهتمين بقطاع الأعمال والجهات الداعمة والممكّنة تحت سقفٍ واحد، إضافة إلى ريادته فهو الملتقى الأول من نوعه الذي يُعنى بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة، كما أنه لا يقتصر على الجانب النظري بقطاع الأعمال فحسب بل يقدم حلولاً مناسبة لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ويزخر بالعديد من حلقات النقاش العلمية وورش العمل المتخصصة
كتبت: سلمى مصطفى