مشكلتنا الانشغال بالوسائل وليس الاستراتيجيات

 

شبابنا فيهم الاتكالي الذي لا يفكر في المستقبل، والطموح الذي لا يعرف الطريق إليه،والعارف بمعالم هذا الطريق

 

 برنامج “مساند الوالدين” يستهدف رجال وسيدات الأعمال وأصحاب الوظائف التي تستدعي السفر الكثير والطويل

 

 تعليمنا ينقصه الكثير حتى يكون ذا تصنيف عالٍ عالميًا

 

عمل الدكتور أحمد بن محمد بن عامر بارباع – مدير مركز مستشارك المميز- بالقرب من الشباب، سواء في المدارس أو في التخطيط التربوي والاستراتيجي ،واستمر في أداء رسالته حتى أطلق هذا المركز الذي يديره حاليًا، والذي يُعنى بابتكار الحلول الفعالة في المجالين:التربوي، والتعليمي، سواء للأفراد أو الوالدين أو الجهات التعليمية. وقضي في التعليم 15 سنة، جميعها في التعليم الأهلي ترجم هذه السنوات الي خبرات متراكمة وجهها لخدمة وطنه ومجتمعه. في هذا الحوار نتعرف رؤاه وآراءه التي يمكن أن يستفيد منها الشباب المتطلع إلى الريادة والتميز.

*بحكم عملك بالقرب من الشباب،سواء في المدارس أو الرحلات الداخلية والدولية، أو غيرها من الأنشطة،ما الذي يشغل بال رجال المستقبل؟

– من أصعب الكلمات التي يفكر فيها الإنسان كلمة “المستقبل”؛ إذ لابد من التفكير فيها والإعداد لها.وينقسم شبابنا اليوم إلى ثلاثة أقسام: قسم اتكالي تمامًا في كل شؤون حياته؛ فلا يوجد في تفكيره أي اهتمام بمستقبله، وقسم يفكر كثيرًا في المستقبل، ولديه طموح ورغبة،لكن لا يعرف الطريق الموصل إلى رؤيته، وهذه هي الشريحة الكبرى، وقسم يعرف نفسه جيدًا، ورؤيته واضحة، ويعرف معالم الطريق الموصل إلى طموحه، وهذه الشريحة هي الأقل.

*هل ترى فيهم قدرات ريادية واضحة؟

-القدرات الريادية لدى الشباب كبيرة جدًا،ولديهم روح التحدي والمغامرة، ويمتلكون الفكر والشجاعة وجميع مقومات الريادي، بل كثير منهم مهتمون بريادة الأعمال ولم ينتظروا الفرص للحصول عليها، بل صنعوها لأنفسهم، وحققوا نجاحات مبهرة.

*ما الأسباب التي تحول دون بروز دور ريادي واضح للشباب في مجتمعنا؟

-الأسباب كثيرة جدًا؛ منها غياب ثقة المجتمع بالشباب، وغياب الجهات الاستشارية عنهم، وعدم وجود تسهيلات مادية وخدمية تقدّم إليهم ، وسيطرة ثقافة الأمان الوظيفي في الوظائف الحكومية على كثير من الشباب، وندرة الحفز للرياديين في مراحلهم الأولى؛ إذ يكون التشجيع والحفز عادة بعد ظهور النتائج الإيجابية فقط، واستعجال النتائج، وعدم وجود تخطيط استراتيجي؛ لأنه هو الذي يؤدي إلى الاستدامة، وله تأثير كبير في عدم الاستمرارية.

* ما حصيلة تجربتك في حقل التعليم من خلال عملك في المدارس؟

– بفضل الله عملت في التعليم 15 سنة، جميعها في التعليم الأهلي، وانتقلت من التدريس إلى الوكالة،ثم القيادة. وأشعر أنني كنت محظوظًا جدًا خلال هذه المدة بمشاركتي في تأسيس أكثر من إدارة داخل هذه المدارس:إدارة جودة، وموارد  بشرية، وتخطيط استراتيجي، وتطوير تربوي، وغيرها،وأيضًا عملت مع نخبة مميزة أضافت إلي الكثير، واختصروا الزمن.

* كيف ترى مستقبل التعليم عندنا؟

– في الواقع لا توجد أي ملامح لرؤية واضحة لمستقبل التعليم في المملكة، وكنا نأمل من القائمين على مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم أن يرسموا لنا الملامح المستقبلية للتعليم في المملكة، خصوصًا أن مدة المشروع بلغت ست سنوات،ورُصد له المليارات،وقد انتهت الآن تسع سنوات وليس لدينا مشروع حكومي تعليمي نهضوي معلن.

* وأين الخلل في رأيكم؟

– لا نستطيع اختزال الخلل في جانب معين؛ فنحن نملك كل مقومات النجاح البشرية والمادية، لكن أحد الأسباب التي تظهر لي هو الانشغال الكبير جدًا بالوسائل والمساعدات، وليس بالرؤية الاستراتيجية والأهداف الجوهرية، وهو أمر طبيعي عندغياب الرؤية.

* قدّمتم كثيرًا من البرامج التطويرية إلى مؤسسات التعليم، فما أهم ملامحها ؟

– العمل في المجال التربوي والتعليمي لديّ علم وعشق؛ لذلك نحن في مركزنا حريصون جدًا على تقديم كل ما هو نوعي ومميّز؛ فقد قدّمنا كثيرًا من البرامج منذ عام 2008م، سواء داخل المملكة أو خارجها، كانت تركز على المساهمة في بناء مهارات الطالب الحياتية التي يحتاج إليها في سوق العمل،والتي لاتبنى من خلال العمل الأكاديمي البحت.

* ماذاعن آخرالبرامج المميزة التي أطلقتموها؟

– أطلقنا برنامجًا جديدًا مميّزًا ينمي العادات المالية الصحيحة لدى الأبناء ابتداءً من عمر ست سنوات إلى 17 سنة، ويعالج كثيرًا من المشكلات المالية في المجتمع، خصوصًا أننا في زمن يسهل فيه الصرف، ويصعب فيه الكسب والربح، ويحتاج إلى جهد أكبر؛ لذا نحتاج إلى بناء عادات مالية صحية لدى أبنائنا، سواء أكان ذلك في الإنفاق أو الادخار أو الاستثمار، ونحن وكلاء حصريون في الشرق الأوسط لشركة “موني تري” المالكة لهذا البرنامج، وهونظام اقتصادي مصغر،بل نموذج حقيقي للحياة.

* هل تمّت تجربة البرنامج؟

– أكيد؛ فهو معتمد من أكثر من 15 جامعة ماليزية حكومية وخاصة، ومعتمد لدى تعليم سنغافورة، ومطبق في 42% من مدارسها، إضافة إلى أنه محكّم من أكثر من عشر جهات قانونية ومحاسبية في أستراليا وماليزيا وسنغافورة.

* ما المساعدات التي يقدمها برنامج “مستشارك المميّز” إلى أولياء الأمور؟

– لدينا مجموعة من البرامج المتنوعة التي تخدم أولياء الأمور وأبناءهم، ولدينا كذلك خدمة الاستشارات التربوية والتعليمية، وأخصّ بالذكر هنا برنامج (مساند الوالدين)،الذي يستهدف رجال وسيدات الأعمال وأصحاب الوظائف التي تستدعي السفر الكثير والطويل؛ ما يؤثر في متابعة مستويات أبنائهم الدراسية، والتواصل مع المدرسة؛ فنأتي نحن مساندين للوالدين للقيام بهذه المهمة، ومتابعة الأبناء دراسيًا، والتدخل المباشر في كل ما له علاقة تعليمية بالأبناء، سواء أكان بالتعزيز أم الحل إن كانت هناك مشكلة،وإفادة الوالدين دوريًا.

* كيف لا يكون التحصيل التعليمي كافيًا لنجاح الشخص في الحياة العملية؟

– التحصيل العلمي مهم جدًا، وأساس قويّ للحياة العملية، لكن الحياة العملية لا تحتاج إلى تحصيل علمي فقط، بل أيضًا إلى كثير من المهارات المهنية والقدرات الشخصية والعقلية؛ لذلك لا تكتفي الشركات بعمل اختبار قبول لوظيفة ما، بل تتبع ذلك بالمقابلة الشخصية.

* ماالذي ينقص جامعتنا كي تحتل مرتبة الريادة بين جامعات العالم؟

– تعليمنا بصفة عامة ينقصه الكثير جدًا حتى يكون ذا تصنيف عالٍ على مستوى العالم، وهذا النقص يمكننا توفيره، وكما ذكرت سابقًا فلدينا كل عوامل النجاح، لكنها تحتاج إلى التوظيف الصحيح،ومساندة الناجحين.

* كيف يصبح الطالب متميزًا؟ وكيف يختار المجال الذي يناسبه؟

– حتى يتميّز الطالب يحتاج إلى مجموعة من الخطوات السهلة والمهمة جدًا، وهي:اختيار التخصص الأنسب له، ولذلك مجموعة من الآليات وأدوات القياس بإمكانه الاستفادة منها لتحديد ميوله المهنية، ثم البحث عن أفضل الجامعات التي تقدم تخصصه، ويبقى هنا كيف يستطيع هذا الطالب أن يميز نفسه من غيره في تخصّصه؛ فإذا اكتفى بدراسته الأكاديمية فقط فلن يتميز عن غيره، أما إذا استثمر حياته الجامعية أفضل استثمار فسيختلف عن غيره تمامًا عند التخرج. ونحن في مركزنا نقدم برنامج “البوصلة”، الذي يساعد الطلاب وغيرهم على رسم خططهم المستقبلية، وكيفية تحقيقها بطريقة علمية مجربة حقّقت نجاحات كبيرة على مستوى الطلاب والموظفين.

*أين المرأة في برامجكم؟ وكيف تستطيع أن تطور قدراتها؟

– بالعكس،المرأة ليست غائبة عن برامجنا ؛فجميع البرامج التي نقدمها،سواء التي ذكرناها أم التي لم نذكرها،تقدم إلى الجنسين.

* كلمة نختم بها الحوار؟

– أتقدم بالشكر الجزيل إلى المنبر الإعلامي المميز:مجلة “رواد الأعمال”،التي تساهم في تنمية المجتمع.

 

 

الرابط المختصر :

عن رواد الأعمال

مجلة رواد الأعمال Entrepreneurship KSA هي مجلة فاعلة في مجال التوعية بثقافة ريادة الأعمال وتطوير الفرص الوظيفيّة المتنوّعة للشباب والشابّات في المؤسّسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهي الدعامة الأساسيّة لتفعيل المزايا التنافسية لهذه المؤسّسات من خلال استعراض تجارب نخبة مميزة من الناجحين في مختلف الميادين واستخلاص ما يفيد الأجيال المقبلة.

شاهد أيضاً

يوم التأسيس

يوم التأسيس.. الاعتزاز بجذور المملكة الراسخة

صدر قرار سامي خلال فبراير 2022 يقضي باعتبار يوم 22 فبراير من كل عام يومًا …

تعليق واحد

  1. عبدالله العطاس

    وفقكم الله يا دكتور / احمد
    ولا حرمنا الله منكم ولا من علمكم وزادكم الله علماً❤️