قبل الحديث عن دور تقنية الفيديو وأهميتها في العمليات التسويقية، علينا أولاً تأكيد أمر حتمي لابد من وجوده، ألا وهو «الهدف»؛ فمن المستحيل حقًا أن يتحقق أي شيء دون وجود هدف، إذن قبل أن تضع استراتيجية محددة للترويج والتسويق لمنتج شركتك، عليك أن تحدد؛ ما الذي ترغب في تحقيقه من وراء هذه الحملات التسويقية؟ وما هو جمهورك المستهدف من هذه الحملات؟ فعندما تُجيب على هذين السؤالين بدقة وإتقان، يتحتم عليك معرفة الدور المحوري الذي تلعبه تقنية الفيديو في العمليات الترويجية أو التسويقية.
قد يظن البعض أن الترويج عبر تقنية الفيديو أمر اختياري نستخدمه كيفما نشاء، وهذا خطأ؛ لأن تقنية الفيديو أصبحت وسيلة حتمية على كل رواد الأعمال وأصحاب الشركات أن يضعوها على رأس الاستراتيجيات التسويقية لمنتج مؤسساتهم التجارية، هذا الأمر يُمكنهم من الصمود أمام المنتجات المنافسة التي تنمو بشكل سريع يومًا تلو الآخر.
في عام 2017 بلغ إجمالي حجم الإنفاق على إعلانات الفيديو نحو أكثر من 11 مليار دولار، وهو ما يشُكّل حوالي 35% من إجمالي الإنفاق على الإعلانات الرقمية فكل هذا وذاك يؤكد مدى أهمية التسويق عبر تقنية الفيديو، واستخدام الفيديو كوسيلة أساسية يمكن من خلالها تحقيق الأهداف التسويقية المُختلفة.
ذكر تقرير لشركة Hubspot، أن مُعدل الفيديوهات التي يتم نشرها بشكلٍ شهري من قِبل المؤسسات التجارية تتراوح بين 10 و18 فيديو، هذا الأمر دفع الشركات والمؤسسات التجارية لتعيين متخصصين في إنتاج الفيديوهات.
لذلك، أصبحت شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، تعج بالآلاف من الفيديوهات التجارية؛ حيث زاد الإقبال على التسويق عبر تقنية الفيديو من قِبل الشركات بمختلف أنشطتها التجارية؛ خاصة بعد أن أصبحت شبكات التواصل؛ ومنها « يوتيوب، إنستجرام، سناب شات، فيسبوك، وتويتر» وغيرها، تُمثل منصات ترويجية محورية لا يُمكن لأي شركة الاستغناء عنها.
في هذا المقال نتحدث تفصيليًا عن الدور الذي تلعبه تقنية الفيديو في العمليات التسويقية، وما الطرق الصحيحة لإنتاج فيديو ترويجي ناجح.
أفاد عدد من الخبراء المتخصصين في مجال التسويق الإلكتروني، بأن التسويق عبر تقنية الفيديو سيشهد نموًا كبيرًا خلال الفترة القليلة المُقبلة؛ نظرًا لقوة تأثيره ونتائجه المضمونة.
إحصائيات وأرقام
– مع حلول عام 2020، تستحوذ تقنية الفيديو على أكثر من 80% من إجمالي عدد زيارات رواد شبكة الإنترنت.
– أكثر من 75% من مستخدمي شبكة الإنترنت سيشاهدون مقاطع الفيديو كل أسبوع و50% يُشاهدونها كل يوم.
– أكثر من 65% من مستخدمي شبكة الإنترنت يفضلون مشاهدة مقاطع الفيديو أكثر من المحتويات الأخرى.
– 40 % من رواد شبكة اليويتوب يثقون في محتوى الفيديو المعروض، و60% يعترفون بتغيير نظرتهم للعالم بعد مشاهدتهم لمقاطع الفيديو، وفقًا لـ”جوجل”.
– حسب “جوجل”؛ أكثر من 500 مليون ساعة مشاهدة يحققها موقع يوتيوب يوميًا، و500 مليون ساعة مشاهدة لمقاطع الفيديو كل يوم على “فيسبوك”.
– مستخدمو تطبيق سناب شات يُشاهدون أكثر من 10 مليارات مقطع فيديو يوميًا.
– أكثر من 80% من مستخدمي شبكة التدوينات الصغيرة «تويتر» يفضلون مشاهدة محتويات الفيديو.
ما الطرق الصحيحة لإنتاج فيديو تسويقي ناجح؟
أصبحت تقنية الفيديو جزءًا أساسيًا من جميع الاستراتيجيات التي تضعها الشركات والمؤسسات التجارية للتسويق بالمحتوى عبر شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، حيث إن 65% من رواد الأعمال وأصحاب الشركات يُخططون لاستخدام تقنية الفيديو كعنصر أساسي يُمكن الاعتماد عليه في العمليات الترويجية على شبكات التواصل الاجتماعي.
ومن المتوقع أن يشهد عام 2020، نموًا سريعًا لمحتويات الفيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
الإعلان بأسلوب غير مباشر
أثبتت بعض الدراسات المتخصصة في مجال التسويق الإلكتروني، أن من أهم عوامل جذب مستخدمي شبكة الإنترنت؛ عنصر المتعة والترفيه والتعلم وكسب مزيد من الخبرات، ما دفع أصحاب الشركات للجوء إلى عنصر المتعة والترفيه في جميع عملياتهم التسويقية عبر تقنية الفيديو؛ للإعلان عن منتجهم بأسلوب غير مباشر.
من النادر حقًا أن نرى فيديوهات تسويقية لمؤسسات تجارية بأسلوب مباشر، لأن هذا الأمر نتائجه ضعيفة ولا يحقق الهدف المنشود، لذا ننصحك بالإعلان عن منتج شركتك كما تحب لكن بأسلوب غير مباشر، كما تفعل الكثير من الشركات الأخرى المنافسة.
قدم فكرتك مُبكرًا
في هذه الخطوة تحديدًا يتحتم علينا أن نُذكرك بأن أغلب مقاطع الفيديو تفقد 35% من مشاهديها بعد أول 30 ثانية، و60% خلال أول دقيقتين؛ لذلك على رواد الأعمال وأصحاب الشركات أن يطرحوا فكرة منتجهم في الربع الأول من الفيديو؛ حتى يتحقق الهدف المطلوب.
إن أغلب مستخدمي شبكة الإنترنت ينفرون من المحتويات التي تحتوي على أسلوب المماطلة والتأجيل؛ لأن هذا الأمر يشعرهم بالملل، إذن كن حريصًا على استخدام أسلوب جديد ومبتكر لعرض منتجك، وكما ذكرنا سلفًا خلال الربع الأول من الفيديو.
وفي هذا الشأن ينصح فيسبوك: «أحضر قصتك إلى الحياة بسرعة! فبينما الناس يمررون أصابعهم خلال الصفحة الرئيسية بحثًا عن المحتوى.. مقطع الفيديو الخاص بك يجب أن يكون مثيرًا لاهتماماتهم، كما يجب أن تظهر علامتك التجارية في الثواني القليلة الأولى».
قصص تفاعلية عبر تقنية الفيديو
من أكثر العوامل التي تحقق نتائج تفاعلية كبيرة وفائقة، القصص الواقعية، نسبة كبيرة من مستخدمي شبكة الإنترنت وتحديدًا رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»؛ يتفاعلون مع القصص الواقعية، لأن ذلك يُمثل لهم مصدرًا مهمًا لكسب الخبرات ومعرفة الأخطاء لتجنبها.
لذلك، يُمكن لرواد الأعمال وأصحاب الشركات صناعة محتوى يتضمن بداية التأسيس للشركة والصعوبات التي واجهتها وكيفية التغلب عليها وكثير من الأمور الأخرى التي تتعلق بالشركة، وهذا الأمر لا يشمل حقًا الأسرار التي يمكن أن تكون نقاط ضعف فيما بعد، وإنما أقصد ما هو معروف ومتناول بما لا يؤثر في منظومة العمل، فهذا وذاك يُعد قصصًا تفاعلية تُكسبك مزيدًا من العملاء والجمهور والتعريف بشركتك، وما الخدمات المُقدمة.
لذا، يجب أن تصنع سردًا قصصيًا متميزًا من أول لحظة في الفيديو وحتى اللحظة الأخيرة، وذلك لكي لا تفقد اهتمام جمهورك في منتصف الطريق.
استهداف فيسبوك لنشر الفيديوهات الترويجية
يُعد موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، من أكبر المنصات الاجتماعية التي يُمكن لأصحاب الشركات استهدافها في نشر محتويات الفيديو الترويجية.
وفي هذا الشأن، أجرت شبكة «فيسبوك» إحصائية عام 2016، أثبتت أن رواد الشبكة يشاهدون أكثر من 500 مليون ساعة يوميًا، إذن، وبعد هذه الإحصائية فأنت أمامك فرصة ذهبية لا تُقدّر بثمن، يُمكنك استغلالها في نشر منتجك عبر تقنية الفيديو وجذب مزيد من العملاء والجمهور، ومن ثم زيادة حجم مبيعات شركتك.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي وتأثيره في العنصر البشري