كشف تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال 2024-2025، الذي يعد من أهم التقارير العالمية في تقييم النظم البيئية لريادة الأعمال. عن تزايد ملحوظ في نسبة مخاوف الفشل في ريادة الأعمال على مستوى العالم.
شارك في الاستطلاع، الذي أجراه المرصد، أكثر من 150 ألف شخص، في كل من عام 2019 (قبل جائحة كورونا) بـ50 دولة. وعام 2024 بـ51 دولة. وهو ما يعكس شمولية الدراسة، وقدرتها على تقديم صورة واضحة عن واقع ريادة الأعمال عالميًا.
تزايد المخاوف من الفشل
وفي استطلاع عام 2019، اتفق 44% من المشاركين على أنهم لن يبدؤوا مشروعًا تجاريًا. بسبب الخوف من الفشل في ريادة الأعمال.
بينما ارتفعت النسبة في عام 2024، إلى 49%. ما يدل على تزايد المخاوف من الفشل بين رواد الأعمال المحتملين.
علاوة على ذلك، فإن هذه الزيادة تعكس أيضًا التحديات المتزايدة التي يواجهها رواد الأعمال، في بيئة الأعمال العالمية المتغيرة.
كما أنه في كلا الاستطلاعين، وافقت نسبة كبيرة من المشاركين على أنهم يرون فرصا جيدة لبدء العمل التجاري. (حوالي 66 ألف في عام 2019 و60 ألف في عام 2024).
ومن هؤلاء المشاركين، ازدادت نسبة الذين ذكروا أنهم لن يبدؤوا فعليًا في مشروع تجاري، لاستغلال تلك الفرص، خوفًا من الفشل في ريادة الأعمال. من 42% في عام 2019، إلى 47% في عام 2024.
تأثير الجائحة
من ناحية أخرى، يمكن أن يكون لجائحة كورونا تأثير كبير على تزايد مخاوف الفشل في ريادة الأعمال. فقد أدت الجائحة إلى اضطرابات اقتصادية كبيرة، وزادت من حالة عدم اليقين. ما جعل العديد من الأشخاص أكثر حذرًا بشأن بدء مشاريع تجارية جديدة.
وفي حين أن هناك العديد من الفرص المتاحة لرواد الأعمال، فإن هناك أيضًا العديد من التحديات، التي يجب عليهم مواجهتها. وتشمل هذه التحديات التمويل والمنافسة والتغيرات التكنولوجية، وكذلك، يمكن أن يكون الفشل في ريادة الأعمال مكلفًا للغاية. سواء من الناحية المالية أو العاطفية.
كما يلعب الدعم الحكومي والمؤسسي دورًا حاسمًا في تقليل مخاوف الفشل في ريادة الأعمال. بالإضافة إلى أنه يمكن للحكومات والمؤسسات تقديم الدعم المالي، والتدريب والإرشاد، لرواد الأعمال المحتملين.
ارتفاع ملحوظ في عدد الاقتصادات
في الوقت نفسه ارتفع عدد الاقتصادات، التي يرى فيها شخصان على الأقل، من كل خمسة، فرصًا تجارية جيدة ومع ذلك لن يبدؤوا مشروعًا تجاريًا، وذلك تخوفا من الفشل. من 34 من أصل 50 (68%) في عام 2019، إلى 43 من أصل 51 (84%) في عام 2024.
علاوة على ذلك، فإن هذه الزيادة الملحوظة، تعكس تزايدًا في مخاوف الفشل في ريادة الأعمال على مستوى العالم أيضا. وتدل على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات فعالة للتغلب على هذه المخاوف.
توسع نطاق الخوف من الفشل
وفي الوقت ذاته فإن هذا الارتفاع في عدد الاقتصادات، التي تشهد تزايدًا بمخاوف الفشل في ريادة الأعمال. يشير إلى أن هذه الظاهرة لم تعد قاصرة على مناطق محددة، بل أصبحت تمثل تحديًا عالميًا. وفي حين أن هناك العديد من الفرص المتاحة لرواد الأعمال، فإن الخوف من الفشل يثبط عزيمتهم، ويمنعهم من استغلال هذه الفرص.
أهمية تطوير أنظمة دعم قوية
وللتغلب على الخوف من الفشل في ريادة الأعمال، يؤكد فريق إعداد التقرير أهمية تطوير أنظمة دعم قوية. بما في ذلك المساعدة المالية، وتوفير التدريب، وبرامج الإرشاد والتوجيه، وتبسيط اللوائح التنظيمية للحد من مخاطر بدء المشروع التجاري. ومعالجة الخوف من الفشل.
كذلك، فإن هذه الأنظمة ينبغي أن تكون شاملة ومتكاملة، وتستهدف جميع جوانب عملية ريادة الأعمال، بدءًا من التمويل والتخطيط، وصولًا إلى التسويق والإدارة.
دور الإرشاد والتوجيه
كما أن برامج الإرشاد والتوجيه تلعب دورًا حاسمًا في مساعدة رواد الأعمال على التغلب على مخاوفهم وتحقيق النجاح.
ومن خلال هذه البرامج، يمكن لرواد الأعمال الحصول على الدعم والإرشاد من رواد أعمال ناجحين. وتبادل الخبرات والمعرفة، وتطوير مهاراتهم وقدراتهم.
ومن الضروري أن نتذكر أن تمكين رواد الأعمال وتحقيق النجاح ليس مسؤولية الحكومات والمؤسسات فحسب، بل هو مسؤولية المجتمع بأسره. ومن خلال توفير بيئة داعمة ومشجعة، يمكننا مساعدة المزيد من رواد الأعمال على تحقيق أحلامهم والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تحديات تواجه رواد الأعمال
ويجب أن نذكر أن تطوير أنظمة دعم قوية وشاملة، وتوفير برامج الإرشاد والتوجيه، وتبسيط اللوائح التنظيمية. هي خطوات أساسية لتهيئة بيئة مشجعة وداعمة لريادة الأعمال.
كما أن التعاون بين الحكومات والمؤسسات والمجتمع المدني يلعب دورًا حاسمًا في تمكين رواد الأعمال وتحقيق النجاح.