يحتل الملياردير جيف بيزوس المرتبة الرابعة بين أغنى أثرياء العالم بثروة تُقدَّر بنحو 242 مليار دولار، كما يجسد مؤسس «أمازون» نموذجًا للثروة على نطاق يصعب استيعابه.
كما أن رحلته من خريج جامعة «برينستون» إلى رائد التجارة الإلكترونية ومالك وسائل الإعلام الشهير. جعلت منه شخصية ينافس بثروته الناتج المحلي لبعض الدول متوسطة الحجم.
راتب «متوسط» وحيازة مليارات الأسهم
كذلك خلال فترة عمله كمدير تنفيذي لـ«أمازون»، كان بيزوس يتقاضى راتبًا رسميًا قدره 81,840 دولارًا فقط في 2020. وهو مستوى يُعد متوسطًا في كاليفورنيا.
لكن هذا الراتب كان مضلِّلًا. إذ إن مصدر ثروته الأساسي هو حصته الضخمة في أسهم «أمازون». التي تضخمت مع إعادة الشركة تشكيل التجارة العالمية. ورغم تنحيه عن منصب المدير التنفيذي في 2021. ما زال بيزوس أكبر مساهم في الشركة ورئيسها التنفيذي.
كم يربح جيف بيزوس في الثانية؟
كذلك يربح جيف بيزوس في الثانية ما يكسبه كثيرون في شهر. تفصيل دخله يُظهر الفارق الهائل:
- 8.9 مليار دولار في الشهر.
- 2.25 مليار دولار في الأسبوع.
- 321 مليون دولار في اليوم.
- 8 ملايين دولار في الساعة
- 3,715 دولارًا في الثانية.
كما يعني هذا أن جيف بيزوس في ثانية واحدة يحقق ما تكسبه عائلات كثيرة خلال شهر كامل. وبالمقارنة، فإن إسقاط ورقة بقيمة 100 دولار لا يستحق بالنسبة له حتى عناء الانحناء لالتقاطها.
أول من تجاوز حاجز الـ200 مليار دولار
كذلك أصبح بيزوس في أغسطس 2020، أول شخص في التاريخ تتجاوز ثروته 200 مليار دولار. متقدّمًا على إيلون ماسك وبرنار أرنو. كما يعكس الإنجاز مكانته المستمرة في هرم الثروة العالمي. ويؤكد قوة أسهم «أمازون» التي تمثل حجر الأساس لثروته.
شراء صحيفة بثمن «زهيد»
أخيرًا وليس آخرًا، في 2013، اشترى جيف بيزوس صحيفة «واشنطن بوست» مقابل 250 مليون دولار عبر شركته الاستثمارية «ناش هولدينجز».
كذلك بالنسبة لكثير من المليارديرات، يُعد هذا استحواذًا ضخمًا. لكن بالنسبة لبيزوس كان مجرد مصروف جيب يعادل نحو 30 ساعة فقط من دخله. كما أن هذه الصفقة حوّلت «واشنطن بوست» إلى مؤسسة إعلامية رقمية ومنحت بيزوس تأثيرًا واسعًا في الخطاب العام.
مليارات تُنفق للوصول إلى الفضاء
ولعل أكثر استثمارات جيف بيزوس جرأة هو تمويل شركة الفضاء «بلو أوريجن» التي أسسها عام 2000.
كما يُقال إنه ينفق مليار دولار سنويًا من ثروته الخاصة على الشركة. وتقدّر مساهماته الإجمالية بما بين 15 و20 مليار دولار.
وفي 2021، انطلق بيزوس بنفسه على متن مركبة «نيو شيبرد» لعبور خط «كارمان». على ارتفاع 62 ميلًا عن الأرض في رحلة استغرقت 11 دقيقة. بتكلفة بلغت نحو 2.5 مليون دولار في الدقيقة.
دروس للمستثمرين والمديرين التنفيذيين
في نهاية المطاف نجد أن قصة ثروة بيزوس تحمل عدة رسائل، نُجملها فيما يلي:
- الثروة الحقيقية تأتي من الملكية لا الرواتب.
- التوسع العالمي يضاعف العوائد بشكل هائل.
- استثمار رأس المال بذكاء يمكّنك من التأثير في قطاعات بأكملها.
- التفكير بما يتجاوز الأسواق التقليدية يفتح آفاقًا جديدة، كما في حالة «بلو أوريجن».
أخيرًا يمكن القول إن ثروة بيزوس البالغة 242 مليار دولار ليست مجرد دليل على هيمنة «أمازون». بل دراسة حالة عن كيفية استخدام رأس المال لبناء حصون اقتصادية. وإعادة تشكيل الصناعات والسعي وراء طموحات تمتد حتى خارج حدود الأرض.
بقلم/ ماريانا ويليامز
المصدر (هنــــــــــا)



