تعد مخاطر وتحديات المشروعات الصغيرة من أهم الأسباب التى تؤدي لعزوف خريجى المدارس والمعاهد الفنية والحرفية والتدريب المهنى والجامعات والمعاهد العليا عن العمل بها، إلى جانب عدم انتشار فكر وثقافة العمل الحر بالصورة المطلوبة بالقرى والمدن والمحافظات.
ومن هذا المنطلق، كان لابد من عرض ومناقشة تلك المخاطر والتحديات والتعريف بالطرق والإجراءات الاحتياطية لكيفية التعامل مع كل منها؛ بهدف العمل على رفع الوعى والتعريف بأهم تلك العوامل والتحديات؛ ما يشجع على نشر فكر ريادة الأعمال وثقافة العمل الحر بين الشباب.
ويمكن لكل مُبادر، أو مشارك، أو ممن يرغب في تأسيس مشروع جديد، وضع قائمة أولية بالمخاطر التى تمثل الأحداث المستقبلية المتوقعة، والتى قد تُشكل خطرًا على المشروع عند تنفيذه، أو خلال مراحل العمل المختلفة. وكذلك، وضع قائمة أولية بالتحديات التى تمثل مشكلات كبرى تواجه المشروع مستقبلًا، أو أثناء دورة حياته، والتى تتطلب خطة طويلة الأجل.
وفى النهاية يتم إعداد القائمتين النهائيتين لكل من المخاطر والتحديات المستقبلية، باختيار خمسة عناصر من كل قائمة للمخاطر، ومثلها للتحديات الأكثر احتمالًا، أو أكثر تكرارًا وخطورة على المشروع.
ومن أهم المخاطر التى تواجه المشروعات الصغيرة الجديدة :
1- فقد رأس المال وعدم إمكانية استعادته:
وللتعامل مع هذه المخاطرة، هناك طرق عديدة؛ مثل تأجير مقر المشروع بدلًا من شرائه، وتأجير المعدات وتجربتها لمدة محدودة، مع اشتراط إعادتها إن توقف النشاط والتأمين عليها، كما يمكن دراسة موقف المشروعات المشابهة، أو أن يكون جزء من رأس المال جاء عبر التمويل الذاتي أو من بعض الشركاء، من خلال تكوين أو شراء أصول للمشروع ذات قيمة مادية؛ وذلك لاستعادة جزء من رأس المال حال فشل المشروع، وكذلك اعتبار مصروفات استخراج التراخيص والمستندات استثمارًا يمكن استعادته بقيمة أعلى أو بنفس تكلفته لتقليل المخاطرة، والعمل من خلال المشروع على خلق قيمة بتكوين فريق العمل وإعداد قائمة بالعملاء، والاستفادة من الموردين والمتعاونين، والاستفادة من الاستشارات الفنية والدعم الفنى المقدم من المؤسسات التنموية الداعمة للمشروعات الصغيرة.
2- فشل التسويق:
يعد فشل تسويق المنتج، العقبة الأولى أمام المشروعات الجديدة. ويمكن التعامل معه عبر ثلاثة محاور:
– الأول: دراسة السوق جيدًا، ومعرفة متطلبات ورغبات العملاء وقدرتهم الشرائية، وتحديد حصة المشروع المتوقعة من السوق الحالى، مع تحديد العملاء الحالين والمرتقبين.
– الثاني: بتحقيق الإنتاج من خلال أوامر التشغيل الفعلي والتعاقد على كميات ومواصفات ومواعيد تسليم محددة.
– الثالث: تقديم عينات من المنتج للعملاء أولًا، فإذا وافقوا عليها، يتم الإنتاج بالكميات للمطلوبة، أو التي يمكن استيعابها فى السوق بسهولة.
3- تعثر سداد أقساط التمويل:
تحدث هذه المخاطرة، حينما لايتم التخطيط منذ البداية لتوفير بدائل للتمويل فى حال تأخر أرباح المشروع، وعدم توفر دخل كافٍ لسداد الأقساط. ومن أبرز الحلول المطروحة:
- تقديم خدمات فورية للعملاء طبقًا لاحتياجاتهم فى مجال التخصص.
- إنتاج منتج ثانوي جديدمع المنتج الرئيس؛ لإتاحة مصدر دخل إضافي.
4- تعثر سداد الالتزامات المالية خلال فترة التشغيل والنمو:
وهذا يتطلب التخطيط لجلب مصادر دخل أخرى، وبدائل متاحة لتوفير التمويل؛ ما يعني تحديد ذلك فى خطة تنفيذ المشروع.
5- خروج الشريك وطلب تصفية المشروع :
خروج أحد، أو بعض الشركاء لوفاة أو مرض، أو العجز عن متابعة المشاركة في إدارة المشروع أو طلب تصفيته.
كل الحالات السابقة وغيرها، يمكن الاتفاق عليها وكتابتها تفصيليًا عند إنشاء المشروع؛ حتى بيان الإجراءات فى حالات التخارج، وطلب تصفية للمشروع، وبيان لمن تؤول إليه الأصول أو بعضها، ومن يحق له الاستمرار في العمل.
التحديات
ومن بين أهم التحديات التي تواجهها المشروعات الصغيرة :
1- معرفة طبيعة ومتطلبات وتفاصيل النشاط، وخصائص العمالة الفنية، واحتياجاتها، والموردين.
2- تكوين الوحدات الإنتاجية متناهية الصغر، وأن تكون ذات طابع اقتصادي؛ بمعنى تحقيق دخل وربحية بعد خصم المصروفات وتكلفة التشغيل.
3- اختراق الأسواق والارتباط بسلاسل القيمة، أو سلاسل الإمداد الأول لعملاء محددين بالمنطقة التى يوجد بالمشروع.
4- تكوين إدارة مالية جيدة للمشروع أو المنشأة، والقدرة على إمساك دفاتر محاسبية منتظمة.
5- تحويل المشروع من كيان مؤقت إلى مستمر، واعتبار مشكلة التسويق ذات طبيعة فنية وليست إدارية؛ بتحديث وتطوير المنتجات والخدمات؛ لتحقيق الاستمرار في السوق، والاحتفاظ بالعملاء، وجذب عملاء جدد.
تتطلب كل هذه التحديات خططًا طويلة الأجل، واستراتيجية تنفيذية منذ البداية؛ من خلال إدارة المشروع ، بعد استشارة المختصين، والاستفادة من خدمات مسؤولي تنمية ودعم المشروعات الصغيرة الجديدة بالمؤسسات التنموية والتمويلية المختلفة؛ للمساعدة فى تحديد مخاطر وتحديات مشروعك الجديد.