كمدير متمرس يجب عليك أن تعرف كيف تقنع الموظفين بقراراتك، فأغلب المدراء يدركون أن تغييرًا ما لا بد أن يتم، وجود المدراء أصلًا مرتهن بصنع التغيير، لكن الأذكى من بينهم والأكثر جسارة هم الذين يأخذون الخطوة الفعلية، هم يبدأون بالتغيير.
لكنك حين تتخذ قرار التغيير سيكون لزامًا عليك أن تعرف كيف تقنع الموظفين بهذه القرارات؛ إذ إنك في الغالب ستُواجه كمدير بالعديد من ردود الأفعال المتفاوتة: فبعض الموظفين سيكون مرتعبًا خائفًا من التغيير؛ فهم يدركون أن أفضل طريقة لإنجاز الأشياء هي الطريقة الحالية.
فيما سيكون بعض الموظفين غاضبًا وربما متمردًا، أما البعض الثالث فقد يكون مترددًا، في حين يُشعرك البعض منهم بأنهم مرحبون بالتغيير وموافقون عليه، لكنهم، وعلى الرغم من ذلك، سيبثون السم وراء ظهرك.
هذا كله يحتم عليك أن تعرف كيف تقنع الموظفين بقراراتك الجديدة، بل أن تجندهم لصالح رغبتك في التغيير؛ ففي النهاية لن يتم شيء ما طالما أن المعنيين به غير موافقين عليه ولا مؤيدين له.
اقرأ أيضًا: المساعد الإداري.. مؤهلاته ومسؤولياته
كيف تقنع الموظفين بقراراتك؟
ولعلك تسأل الآن: كيف تقنع الموظفين بقراراتك؟ إليك الجواب مفصّلًا من «رواد الأعمال» وذلك على النحو التالي..
-
اختر رمزًا
الناس مولعون بالتقليد، ويمارس عليهم المشاهير والناجحون.. إلخ سطوة رمزية كبيرة _ونحن هنا نستعير لسان عالم الاجتماع الفرنسي الراحل بيير بورديو في تحليل قوة الرمز في الحياة الاجتماعية_؛ لذلك إذا أردت أن تعرف كيف تقنع الموظفين بقراراتك فإن عليك أن تُعلقهم برمز ما، وليكن على سبيل المثال شركة رائدة، راسخة القدم في السوق وفعلت شيئًا مماثلًا لما تفكر في فعله، وحققت نجاحًا كبيرًا، وأمست ما هي عليه الآن.
يجعل الرمز المرئي الناس يشعرون بالحاجة الحقيقية والملحة للتغيير، طالما أنك لفت الأنظار واسترعيت الأذهان إلى الضوء في نهاية الأفق، إلى الرمز الذي نجح بالفعل، فمن المرجح أن يؤيد الناس الرغبة في التغيير وأن يعزفوا جميعًا لحنًا واحدًا.
اقرأ أيضًا: استراتيجيات نجاح أمازون.. ماذا نتعلم من كبار الشركات؟
-
أسس تحالفًا
لك أن تدرك، أيها المدير، أنك بحاجة إلى شيء مختلف، إلى بناء تحالف، لمجموعة من الناس المؤيدين لك يمكنك من خلالهم التأثير في الآخرين، وإقناعهم بأفكارك وأطروحاتك الجديدة.
يمكن للفريق المؤيد لك أو الذي تحالفت معه إجراء محادثات مع الموظفين أكثر من تلك التي يديرها قائد بمفرده، والأهم من ذلك، سيرى أعضاء تحالفك فرصًا في الأماكن التي لن تتوقعها، ويلاحظون التحديات التي لم تكن تتوقعها، ويكسبون زملاءهم في العمل بطرق لم تكن تتوقعها.
اقرأ أيضًا: استراتيجيات الخروج من الأزمات.. كيف تتخطى الكارثة؟
-
شارك رؤيتك
يقول خبير القيادة سيمون سينك: إن الناس لا يهتمون بما تفعله، وإنما يهتمون لماذا تفعل ذلك. وعندما ألقى مارين لوثر كينج خطابًا قال “لديّ حلم وليس لديّ خطة”.
لا شك أن الخطة أمر مهم _لا يمكنك أن تفعل شيئًا من دون خطة_ لكن رؤيتك هي ما ستأسر القلوب.
كيف تقنع الموظفين بقراراتك إذًا؟ شاركهم معك الرأي، أعلمهم بما تريد أن تحققه، وأخبرهم بالأهداف التي تبغي الوصول إليها، هكذا ستجندهم لصالحك، سيكونون عونًا لك على التغيير، ولن تستطيع ذلك من دون رؤية قوية وبالغة الوضوح.
-
دعهم يعترضون
التغيير أمر شاق، والنفس في النهاية تأبى المألوف، وتخشى المغامرة في الجديد؛ لذلك فإن أكثر الموظفين إيجابية سوف يشعرون بالإحباط بسبب التغيير ومن الطبيعي أن يحاولوا مقاومته.
لا تخشَ ذلك، ولا تحاول منعه، بل اترك لهم المجال واسعًا ليعبروا عن آرائهم ومخاوفهم، وينفّسوا عن غضبهم؛ فعندما يعبر موظفوك عن أنفسهم علانية فإنك تتعرف على مواطن الخلل في العملية التي لم تكن تتوقعها، وتكتشف أيضًا من قد يحتاج إلى دعم إضافي.
اقرأ أيضًا: الإدارة المتسامحة.. التجريب والابتكار والفشل
-
تواصل بكثافة
إحدى أشهر الطرق التي يمكنها أن تساعدك في معرفة كيف تقنع الموظفين بقراراتك أن تتواصل معهم بكثافة، وقال ديف بارجر؛ الرئيس التنفيذي السابق لشركة JetBlue:
«عندما تعتقد أنك تواصلت بشكل كافٍ يجب أن تضاعفها ثلاث مرات».
عليك إذًا أن تبحث عن قنوات متعددة لمشاركة رسالتك، بما في ذلك شبكة الإنترنت الخاصة بالشركة، والفيديو، والوسائط الاجتماعية والبريد الإلكتروني. ولا تنسَ أبدًا قوة التحدث إلى الأشخاص بشكل فردي.
اقرأ أيضًا:
استراتيجيات مواجهة المخاطر.. كيف يتصرف رواد الأعمال؟
مميزات الإدارة المرنة.. ماذا تفعل الشركات في عصر السيولة؟