يواجه الغالبية العظمى من مؤسسي الشركات الناشئة تحديات لا حصر لها وعلى رأسها صعوبة تشغيل وإدارة أعمال هذه الشركات، ومع ذلك يشيرون إلى أنهم يستمتعون بتلك التحديات لأنها تؤدي إلى التعلم والنمو، ورغم أنني أسمع ذلك معظم الوقت، ولكني على يقين أنه ربما لا يكون الجميع صادقين، وعلى كلٍ إذا كنت تسعى إلى أن تتعلم وتنمو، فإن عليك مواجهة أي تحديات قد تواجهك.
وأظهرت دراسة “بريفلي” عام ٢٠١٨ أن نحو ٧٠% من الموظفين يتجنبون إجراء المحادثات الصعبة مع رؤسائهم وزملائهم ومرؤوسيهم المباشرين، في حين يتعامل ٥٣% من الموظفين مع المواقف الصعبة من خلال تجاهلها.
وعلى الرغم من الطريقة التي يميل بها الكثير منا إلى الافتخار بقدرته على معالجة الشدائد والمواقف الشائكة، فإنه من المفهوم تمامًا أن الكثير من الموظفين يتجنبون المواقف التي تجعلهم غير مرتاحين، وتتطلب جهدًا جادًا.
ومن ناحية أخرى، فإن قبول تلك التحديات والتصدي لها يعني في كثير من الأحيان النتائج القيمة، وفي الواقع، إذا كانت إدارة شركتك تشعرك بعدم الراحة والصعوبة، فمن المحتمل أنك تفعل الأمور بشكل صحيح، وإليك السبب:
من المفترض أن يكون الأمر صعبًا
باعتباري مالكًا لشركة صغيرة أديرها وأشاهد أصدقائي يبنون شركات، تعلمت أن أي شخص يقول إن إدارة الأعمال أمر سهل فهو لا يقول الحقيقة الكاملة، حتى أبسط الشركات تنطوي على تحديات معقدة.
وإذا كنت لا تفكر في عملائك ومسؤولياتك، فبالتأكيد لن تجد أحد غيرك يفكر في ذلك بدلًا عنك، لأنه وببساطة تنبع مبادرة النمو والبناء من داخلك، والقرارات التي تتخذها لها تأثيرات مهمة وملموسة على النتيجة النهائية، ولا شك أن ذلك يمثل كثيرًا من ضغط كبير.
علاوة على ذلك، إذا كان العمل لحسابك الشخصي من خلال إنشاء شركة سيؤدي بسهولة إلى الثراء فالجميع سيقوم بذلك، ولكنك لا تحصل على الملكية الكاملة فحسب، بل إنك تتحدى أيضًا الشركات القائمة حاليًا، وهذا يتطلب الإبداع والقوة والاستعداد لتحدي الوضع الراهن.
ومع ذلك، حتى رواد الأعمال الناجحين مثل “إيلون ماسك” يواجهون الكثير من التحديات، على سبيل المثال، إليك عدد قليل من بعض تلك التحديات التي واجهها هذا الأخير وكانت كالتالي:
- تم التصويت لمنتج شركة PayPal الأول المعروفة آنذاك باسم شركة com كواحد من أسوأ عشرة أفكار تجارية في عام ١٩٩٩.
- فشل إطلاق أول صاروخين له من نوع SpaceX.
- في عام ٢٠٠٨، كانت كل من شركتي Tesla و SpaceX مهددتان بإشهار إفلاسهما.
- في بعض الأحيان، لا يتحمل “ماسك” سوى مسؤولية نفسه أمام بعض التحديات، ففي عام ٢٠١٨، خضع لتدقيق هيئة الأوراق المالية والبورصات بسبب ادعاءاته على “تويتر” بأن التمويل “المضمون” من شأنه أن يسمح لشركة “تسلا” بالتحول إلى شركة خاصة، وقد أدى هذا السلوك إلى انخفاض الأسهم بنسبة ٢٠٪ في أغسطس من نفس العام.
النمو يجلب بعض الراحة
إن المعاناة التي تشعر بها مع شركتك لا تعني أنك لست ذكيًا بما يكفي لتحقيق النجاح أو أنك رئيس تنفيذي سيئ، بل تعني أن لديك مساحة للنمو ولتحقيق أهدافك، لقد سبق وأخبرت نفسي دائمًا أنني أستمتع بالتحدي، ولم أدرك إلا مؤخرًا أن الأمر ليس كذلك دائمًا، إنه شعور مثبط وكأنني لست ذكيًا بما فيه الكفاية وقد لا أنجح.
ومع ذلك، فمن نقطة الشدائد هذه أجد الرضا، إن التأمل في تطور تفكيري وطريقة اتخاذي للقرارات خلال الأشهر الستة الماضية خلال بعض الأزمات، وكذلك كيفية تأثير هذا النمو الشخصي على عملي، كان أحد أكثر المساعي المثمرة التي شرعت فيها مؤخرًا.
وفي حين أن معرفة أن هذا التحدي سيؤدي إلى النمو بعض الشيء، ولكن مواجهته بشكل مباشر شيء آخر، وإليك بعض النصائح للقيام بذلك:
لا بأس بالنضال
الخطوة الأولى وهي قبول التحديات، فعندما واجهت صراعات وحواجز العمل لأول مرة، أصبحت منتقدًا لذاتي، معتقدًا أنني لا أملك ما يلزم لتحقيق النجاح، ولكن الحقيقة هي أن الصراع أمر شائع بين المؤسسين، إن كون الأمور صعبة لا يجعلك قائدًا قليل الشأن، ولا يعني أنك صدر تجاهك حكم بالفشل.
كن صبورًا
على الرغم من أنه من المرغوب فيه أن يظهر الحل بطريقة سحرية في كل مرة تواجه فيها حاجزًا، فإن هذا نادرًا ما يحدث، لذا؛ بدلًا من المبالغة في رد فعلك أو التقليل من شأن نفسك، اتبع نهجًا تكتيكيًا.
بالطبع، لا أعني أن عليك الارتماء في أحضان الكسل، أو الرضا الكامل عن نفسك، ولكن، من الجيد أن تتوقف أو تتراجع قبل اتخاذ قرار نهائي حيال الموقف، وتمنح نفسك المساحة اللازمة، وتفكر في “المبادئ الأولى” وصولًا إلى جذور المشكلات، واكتشف المعلومات التي تحتاجها، وحدد ما يمكنك اختباره، وقرر من يجب أن تتحدث إليه، ثم ابدأ من هناك.
ابحث عن مصادر القوة
عندما أشعر بالإحباط ولا أشعر أنني أستطيع التقاط أنفاسي بمفردي، أجد منافذ أخرى، على سبيل المثال، لدي حرفيًا قائمة تشغيل على Spotify مخصصة لهذه اللحظات، مليئة بالأغاني التي تمنحني القوة والتفاؤل للتعامل مع النضال، أو السلام والهدوء للتعامل مع الأيام المضطربة.
كما يمكنك التحدث أيضًا مع الآخرين الذين يساعدونك على بناء ذاتك، وشارك في الهوايات التي تتقنها، وأقض وقتًا في الطبيعة، أو قم بإجراء مكالمة “زووم” مع صديق قديم، أو اقضِ فترة ما بعد الظهيرة في الملعب الذي تم افتتاحه مؤخرًا مع أحد والديك، أو افعل ما يناسبك عندما تصبح الأوقات صعبة.
من المؤكد أن العثور على هذا الجزء من الشجاعة والثقة بداخلك سيساعدك على معالجة مشاكلك وسيدعمك على مواجهة التحديات وإدارتها بشكل إبداعي ومباشر.
بقلم/ جون بويتنوت
المقال الأصلي: هنا