يُشكّل كتاب Build the Life You Want للمؤلفين آرثر بروكس وأوبرا وينفري -الصادر حديثًا- منارة أمل ودليلًا عمليًا لكل من يسعى إلى معانقة السعادة الحقيقية وتجاوز صعاب الحياة. إذ يدعو هذا العمل القيّم القارئ للانطلاق في رحلة استكشاف الذات وبناء حياة أكثر إشراقًا ورضا. مستندًا إلى أحدث الاكتشافات العلمية وخبرة المؤلفين العميقة في تمكين الأفراد وتحويل الأفكار المجردة إلى خطوات عملية ملموسة لتحسين الواقع الراهن، بدلًا من الترقب السلبي لتغيرات خارجية قد لا تأتي.
كتاب Build the Life You Want
يكشف كتاب Build the Life You Want ببصيرة نافذة وروح إنسانية عميقة، عن قوة أدوات التحكم في المشاعر الداخلية ودورها المحوري في إحداث تحولات جذرية وفورية في حياة الأفراد. من ناحية أخرى، لا يكتفِ الكتاب بالتحليل النظري، بل يقدم توصيات عملية مدعمة بالأبحاث لبناء وتعزيز أربع دعائم أساسية لحياة سعيدة ومستقرة. وهي: الأسرة، والصداقة، والعمل الهادف، والإيمان الراسخ.
وفي حين يزود الكتاب القارئ بهذه الأدوات والاستراتيجيات، يشاركه المؤلفان أيضًا خلاصة تجاربهما الشخصية والمهنية الثرية. كذلك يقدم شهادات ملهمة لأفراد عاديين استطاعوا أن ينعموا بحياة طيبة رغم التحديات والصعاب التي واجهتهم.
وبينما يركز كتاب Build the Life You Want على أهمية امتلاك زمام المبادرة والتحكم في الاستجابات العاطفية. يؤكد على أن الاستعداد الجاد لبناء هذه الركائز الأربع هو مفتاح السيطرة على الحاضر وتشكيل المستقبل المنشود. كما أنه يحرر الفرد من دائرة الانتظار السلبية وترقب تحسن الظروف الخارجية بشكل منفعل.
رؤية معمقة لمفهوم السعادة
يقدم المؤلفان في كتاب Build the Life You Want رؤية معمقة وشاملة لمفهوم السعادة. متجاوزين التصورات السطحية التي تربطها بلحظات عابرة أو ظروف خارجية مؤقتة. ففي هذا العمل الأدبي القيّم، ينطلق الكاتبان آرثر بروكس وأوبرا وينفري من منطلق علمي وعملي. مؤكدين أن السعادة ليست مجرد شعور وليد اللحظة، بل هي نتاج سلسلة من القرارات الواعية والممارسات المنتظمة التي يتبناها الفرد في حياته اليومية.
علاوة على ذلك، يرسخ الكتاب فكرة جوهرية مفادها أن السعادة ليست محطة نهائية نسعى للوصول إليها. بل هي بمثابة اتجاه أو مسار نسلكه بوعي واختيار. من ناحية أخرى، يوضح المؤلفان أن التركيز ينبغي أن ينصب على تبني عادات وسلوكيات يومية تغذي الروح وتعزز الشعور بالرضا والامتنان. بدلًا من الانشغال بالبحث عن لحظات سعادة عابرة أو انتظار ظروف مثالية قد لا تتحقق.
تفكيك المعادلة الخاطئة
كما يسعى الكثيرون إلى تحقيق النجاح المهني أو المادي بوصفه غاية قصوى ومؤشرًا للسعادة. يبين الكتاب أن هذه المعادلة غالبًا ما تكون خاطئة. كذلك، يؤكد المؤلفان أن الثروة والشهرة أو المناصب المرموقة ليست ضمانًا لحياة سعيدة ومليئة بالرضا. بل يدعوان القارئ إلى إعادة تعريف مفهوم النجاح وفقًا لقيمه الشخصية ومعتقداته العميقة. بحيث يشمل جوانب أخرى أكثر جوهرية مثل: العلاقات الإنسانية القوية. والشعور بالهدف والمعنى في الحياة، والمساهمة الإيجابية في المجتمع.
وبينما قد ينظر البعض إلى المشاعر السلبية على أنها عائق أو تجربة غير مرغوب فيها. يقدم الكتاب منظورًا مختلفًا وثاقبًا. كما يوضح المؤلفان أن المشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية. هي بمثابة إشارات قيمة يرسلها العقل الواعي لتنبيهنا إلى أمور تستحق الانتباه والتفكير والتصرف بناءً عليها. ومن الضروري فهم هذه المشاعر كأدوات للتوجيه الذاتي، لا كحقائق مطلقة تحدد مصيرنا، بل كمعلومات تساعدنا على فهم احتياجاتنا ودوافعنا بشكل أفضل.
التعامل الواعي مع المشاعر السلبية
يشدد الكتاب على الأهمية القصوى لفهم المشاعر السلبية والتعامل معها بوعي وروية. بدلًا من محاولة إنكارها أو تجاهلها أو قمعها. من ناحية أخرى، يقدم الكتاب استراتيجيات عملية لمساعدة القارئ على التعرف على جذور هذه المشاعر وفهم الرسائل التي تحملها. ومن ثم تطوير آليات صحية للتعامل معها والتخفيف من حدتها بشكل بناء ومثمر.
كذلك، يتطرق الكتاب بعمق إلى كيفية التعامل الفعال مع المشاعر السلبية التي تعد جزءًا طبيعيًا من التجربة الإنسانية. من ناحية أخرى، بدلًا من الدعوة إلى قمع هذه المشاعر أو تجاهلها، يقترح المؤلفان تبني تقنيات عملية وقائمة على أسس علمية. مثل: إعادة صياغة التفكير وممارسة التأمل، كوسائل قوية لإعادة برمجة الدماغ وتوجيهه نحو تبني نظرة أكثر تفاؤلًا وإيجابية للحياة والتحديات التي تواجهنا.

أعمدة السعادة الأربعة
في حين يقدم الكتاب مجموعة متنوعة من الأفكار والأدوات القيمة. يبرز بشكل خاص مفهوم “أعمدة السعادة الأربعة” الذي يعتبره المؤلفان حجر الزاوية في بناء حياة مرضية ومستدامة. كذلك، يدعو الكتاب القارئ إلى التفكير العميق في مدى حضور هذه الأعمدة في حياته الخاصة وحياة من حوله. باعتبارها العناصر الأساسية التي تشكل جوهر السعادة الحقيقية والتوازن النفسي.
-
الإيمان أو الروحانية
بينما قد يختلف الأفراد في تعريفهم للإيمان أو الروحانية. يؤكد كتاب Build the Life You Want على أهمية هذا العمود في توفير شعور عميق بالمعنى والهدف في الحياة. بالإضافة إلى تحقيق الطمأنينة والسكينة الداخلية. كما يشير إلى أن البحث عن اتصال بشيء أسمى من الذات. سواء كان ذلك من خلال الدين أو الفلسفة أو التأمل أو حتى التواصل مع الطبيعة. يعد مصدرًا قويًا للراحة النفسية والقدرة على مواجهة صعاب الحياة.
-
العلاقات العميقة
يولي كتاب Build the Life You Want اهتمامًا بالغًا لأهمية بناء وصيانة علاقات إنسانية عميقة وصادقة مع الآخرين. من ناحية أخرى، يوضح أن الروابط القوية مع العائلة والأصدقاء والمجتمع تعد بمثابة شبكة دعم عاطفي واجتماعي أساسية. تساهم في تعزيز الشعور بالانتماء والأمان والسعادة، وتقلل من الشعور بالوحدة والعزلة.
-
العمل الهادف
يرى الكتاب أن الانخراط في عمل يشعر الفرد بالشغف والهدف والمعنى يعد عنصرًا حاسمًا في تحقيق السعادة والرضا عن الذات. كذلك، يؤكد على أهمية البحث عن مهنة أو نشاط يتماشى مع القيم والاهتمامات الشخصية. ويساهم في تحقيق شيء ذي قيمة سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي.
-
الامتنان
أخيرًا، يشدد الكتاب على قوة الامتنان كأداة بسيطة لكنها فعالة في تعزيز الشعور بالسعادة والرضا. كما يشرح كيف أن التركيز الواعي على النعم والجوانب الإيجابية في الحياة، مهما بدت صغيرة. يساعد في تغيير المنظور العام وتقليل الشعور بالاستياء والسخط، ويعزز الشعور بالبهجة والامتنان للحظة الحالية.
مرجع قيم ودليل عملي ملهم
في النهاية، يعتبر كتاب “Build the Life You Want” للمؤلفين القديرين آرثر بروكس وأوبرا وينفري مرجع قيم ودليل عملي ملهم لكل باحث عن السعادة الحقيقية والعيش الرغيد. فمن خلال صفحاته، يقدم الكتاب للقارئ خلاصة حكمة وتجارب ثرية، ممزوجة بأسس علمية راسخة. ليرشده نحو بناء حياة مُرضية ومُفعمة بالمعنى.
وبالطبع، فإن هذا العمل الأدبي لا يكتفِ بتشخيص العلل وتقديم النظريات. بل يتجاوز ذلك ليزود القارئ بخطة عمل واضحة المعالم، وأدوات عملية قابلة للتطبيق الفوري. لتمكينه من أخذ زمام المبادرة وتشكيل واقعه بنفسه، بدلًا من الاستسلام لتقلبات الظروف وانتظار تبدل الأقدار.