سعد المالكي هو مهندس حاسب آلي وماجستير إدارة أعمال، مدوّن وباحث ومدرب في مواضيع القيادة والإنتاجية، مؤسس مبادرة ”فن النجاح” التي تهدف إلى التحفيز وشحذ الهمم، وتدعو إلى التخطيط والعمل بفاعلية لتحقيق النجاح، ومبادرة “فن القيادة” التي تهدف إلى نشر الوعي بعلمي الإدارة والقيادة.
في حواره التالي مع مجلة “رواد الأعمال” يضع “سعد المالكي” النقاط فوق الحروف حول مفاهيم القيادة والرسالة.
– كيف يضع القائد الناجح رؤية شركته ورسالتها؟
أعتقد بأن رسالة المنظمة ورؤيتها إذا تمت صياغتها بطريقة مقنعة وواضحة ومعبّرة، وتم توصيلها بشكل فعال لجميع العاملين في المنظمة، فإنها تصبح مصدر إلهام وتحفيز قوي لجميع العاملين بالمنظمة؛ فالرسالة المميزة هي التي تكون قصيرة وواضحة وقوية، وتوضح الغرض من المنظمة وأهدافها الأساسية، وتشرح سبب وجودها.
أما الرؤية الملهمة فهي التي تعرِّف الناس بغاية المنظمة، وتركز بشكل كبير على أهدافها وتطلعاتها المستقبلية، وتظل صالحة لكل زمان؛ فحتى لو غيّرت المنظمة استراتيجيتها فالرؤية غالباً تظل كما هي.
– هل يمكن للقادة تطوير مهاراتهم؟ وكيف ذلك؟
نعم يمكن للقائد أن يطوّر مهارته القيادية؛ وهنا 6 نقاط مهمة تساعده في ذلك:
1- عقلية النمو: من المهم أولًا وقبل كل شيء أن يمتلك القائد عقلية النمو، والتي تقول إن الإنسان قادر على تغيير كفاءاته وقدراته، وإنها ليست أمورًا ثابتة وغير قابلة للتطور.
2- معرفة نقاط القوة والضعف: أن يتعرف القائد على نقاط القوة والضعف في مهاراته القيادية، ثم يضع لنفسه خطة واضحة لتطوير مهاراته القيادية وينفّذها.
3- التعلّم المستمر: وذلك عن طريق قراءة الكتب والمقالات النوعية في القيادة، وحضور الدورات التدريبية والمؤتمرات العالمية في القيادة، وعمل عدة مقاييس في القيادة.
4- اعتبار كل يوم فرصة للممارسة وتطوير المهارات القيادية.
5- إيجاد مرشد خبير وناصح أمين ليتعلم منه القائد ويحصل على تعليقاته وآرائه؛ ليساعده في النمو والتطور كقائد.
6- مجالسة القادة والاحتكاك بهم تلهم القائد وتضاعف تعليمه وخبرته.
– كيف يصنع القائد الناجح علاقات طيبة مع العملاء والموظفين؟
عندما نفكر في أننا نقضي ثلث حياتنا في العمل فمن الواضح أن العلاقات الجيدة مع الزملاء أمر أساسي في النجاح المهني. ومن فوائد العلاقات الجيدة في العمل أنها تجعل العمل أكثر إمتاعًا وراحة؛ ما يعزز العمل الجماعي والابتكار والإنتاجية، كما أن علاقات العمل الجيدة تساعد كلَّ فرد في التركيز على تطوير ذاته والفريق والمنظمة، بدلًا من إهدار الوقت والطاقة في التعامل مع العلاقات السلبية والصراعات.
ولإنشاء علاقة عمل جيدة بين القائد وأفراد الفريق يلزم وجود عدة عوامل؛ من أهمها: الثقة، والاحترام المتبادل، والوعي الذاتي، وتقبّل الآراء المختلفة، والتواصل الفعال. وهنا 6 نصائح مهمة تساهم في بناء علاقات عمل جيدة مع أفراد فريق العمل:
1- تطوير مستوى الذكاء العاطفي.
2- ممارسة الاستماع الفعّال.
3- قضاء بعض الوقت لبناء العلاقات.
4- تقدير الآخرين.
5- التمسك بالإيجابية والتفاؤل قدر الإمكان.
6- تجنّب النميمة والقيل والقال.
– كيف يبني القائد علاقات مميزة مع العملاء؟
أعتقد أنّ بناء القائد علاقات جيدة مع عملائه هو أمر مهم؛ لزيادة ولاء عملائه الحاليين وكسب عملاء جدد، وبالتالي ضمان استمرارية الإنتاجية والدخل. وفيما يلي 4 طرق مهمة لبناء علاقات مميزة مع العملاء:
1- التواصل مع العملاء وتفعيل جميع قنوات الاتصال الممكنة.
2- تجاوز توقعات العملاء.
3- طلب التغذية الراجعة من العملاء.
4- إظهار التقدير للعملاء: وذلك بعدة طرق؛ منها مثلًا برامج الولاء والخصومات والمكافآت.
– كيف يتعامل القائد الناجح مع ضغط العمل؟
يعاني الجميع من ضغوط العمل من وقت لآخر، ولكي يحافظ القائد على احترافيته ورباطة جأشه وعلاقاته في مكان العمل عليه إدارة تلك الضغوط. وسأقدّم هنا عدة طرق مميزة يمكن من خلالها إدارة الضغط:
- تحديد ومعرفة أسباب الضغوط أولًا.
- ابحث عن طرق للبقاء هادئًا.
- إدارة الوقت والتركيز وترتيب الأولويات بشكل فعال.
- إدارة طاقة الجسم.
- التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
– ما الفرق بين القائد والمدير؟
هذا سؤال كبير ويحتاج لشرح مفصّل، ولكن باختصار يمكن القول إن الإدارة تركز أكثر على توفير النظام والاستقرار، وتنفيذ الأنشطة وضبط الإجراءات، وتقليل الوقت والجهد والتكلفة، في حين أن القيادة تركز أكثر على إحداث التغيير والحركة والتأثير في الناس، ووضع الرؤى المستقبلية والتوجهات الاستراتيجية.
وحتى تكون المنظمات فاعلة فإنها تحتاج إلى وجود إدارة ذات كفاءة وقيادة ماهرة؛ لأن الإدارة القوية من دون قيادة تجعل المنظمة خانقة وبيروقراطية. وفي المقابل: القيادة القوية من دون إدارة تمنع المنظمة من تنفيذ التغيير المطلوب بالشكل السليم.
– كيف يساعد القائد موظفيه في تعزيز إنتاجيتهم؟
من المهم أن يساعد القائد أفراد فريقه ليكونوا أكثر إنتاجية، وهنا 6 نصائح تمكّن القائد من تعزيز إنتاجية أفراد فريقه:
1- أن يكون القائد قدوة لأفراد فريقه في إدارة الوقت والطاقة والتركيز: بحيث يبدأ بنفسه أولًا، ويكون نموذجًا لهم في الإدارة الفعالة للوقت والطاقة والتركيز.
2- تحديد الأهداف المطلوبة من أفراد الفريق: على القائد أن يحدّد الأهداف الرئيسية لأفراد فريقه بطريقة ذكية، ثم يتابع معهم تنفيذها، ويحفزهم ويوجههم، ويحرص على تقديم تغذية راجعة مفيدة لهم؛ فهذا الأمر سوف يساعدهم في تحسين نقاط قوتهم، وعلاج نقاط ضعفهم، وتحقيق أهدافهم بطريقة فعالة.
3- توضيح التوقعات من الأفراد: من المهم أن يجتمع القائد بكل فرد من أفراد فريقه على انفراد؛ ليوصل له الأولويات والتوقعات التي ينتظرها منه، ويساعده في فهم جودة العمل الذي يتوقعه منه؛ ومن المهم أن يتجنب القائد التدخل في التفاصيل الدقيقة لعمله، وإنما يصِف له النتيجة التي يتوقعها منه، ثم يبتعد عن طريقه ويدعه يقرر بنفسه أفضل السبل للوصول إليها.
4- تشجيع التواصل المفتوح والحوار الصادق: القائد الفعّال يشجع أفراد فريقه على طرح آرائهم وتحدياتهم واحتياجاتهم، ويستمع لهم بصدق، ويتعاطف معهم، ويساعدهم في تلبية طلباتهم وتحقيق أهدافهم.
5- التقليل من الاجتماعات المطولة قدر الإمكان واستبدالها باجتماعات قصيرة مثمرة، والتأكد من وجود هدف ووقت محدّد لكل اجتماع؛ وذلك للحفاظ على وقت القائد والأفراد، وعدم تضييع الوقت فيما لافائدة منه.
6- منح الأفراد فترات راحة يومية أثناء العمل وكذلك إجازات منتظمة: ليتمكنوا من الراحة والاسترخاء ثم يعودوا للعمل بنشاط وتركيز وحيوية أكبر.
– ما أهم مواصفات القائد الناجح؟
بناءً على بحث قام به مركز القيادة الإبداعية بأمريكا؛ وهو من أفضل مراكز تدريب القيادات عالميًا، فإن أفضل القادة يمتلكون 10 صفات أساسية في القيادة، وقد يمتلك كل قائد بعض هذه الصفات أو أغلبها بدرجات متفاوتة؛ ولكن يمكنه اكتسابها وتحسينها إذا كان منفتحًا على النمو، وخصّص الوقت والجهد اللازم لذلك، والصفات العشر للقائد الناجح هي:
1- النزاهة.
2- القدرة على التفويض.
3- التواصل الفعّال.
4- الوعي الذاتي.
5- الامتنان.
6- التعلم المستمر.
7- التأثير.
8- التعاطف.
9- الشجاعة.
10- الاحترام.
– هل هناك نصيحة إلى رواد الأعمال حتى يصبحوا قادة فعّالين؟
من المهم كقائد أن تتقن المكونات الرئيسة الثلاثة للقيادة الناجحة، وهي: قيادة الذات، وقيادة الفريق، وقيادة العمل.
أنماط التخطيط الاستراتيجي.. آليات تحقيق الأهداف
كيف توفر بيئة عمل إيجابية لشركتك؟
تقرير: على المديرين تشجيع “الفوضى الإبداعية” لتحقيق نتائج أفضل