يقف مجلس إدارة شركة “تسلا” بكل ثقله خلف الرئيس التنفيذي إيلون ماسك. بينما يستعد المستثمرون للتصويت يوم الخميس الموافق 6 نوفمبر 2025.
وأكد الخبراء أن استفتاء التصويت على ما إذا كانت قواعد الحوكمة التقليدية للشركات لا تزال تنطبق على أغنى رجل في العالم.
موقف مجلس إدارة “تسلا” من حزمة تعويضات ماسك
كما أشار مجلس الإدارة إلى أن إيلون ماسك هو الشخص الوحيد القادر على تحويل “تسلا” إلى أحد عمالقة الذكاء الاصطناعي. والمصنع الأكبر لملايين السيارات ذاتية القيادة والروبوتات البشرية في المستقبل القريب.
ومن المفترض أن تصل القيمة السوقية لـ “تسلا” إلى نحو 8.5 تريليون دولار، ولكن إذا تمكن ماسك من تحقيق الخطط المستهدفة التي وضعها المجلس خلال عشر سنوات. ليصبح إيلون ماسك مالكًا لما يقارب ربع أسهم الشركة.
ويذكر أن خطة إيلون ماسك التعويضية هي الأكبر من نوعها في تاريخ الرأسمالية الحديثة. حيث تتجاوز أضعاف ما حصل عليه أي رئيس تنفيذي آخر.
أما في في حال فشل إيلون ماسك في تحقيق معظم الأهداف، فسيحصل على مكافآت بمليارات الدولارات. ما يثير انقسامًا واضحًا بين المستثمرين.
كذلك، قالت نانسي تنغلر، الرئيسة التنفيذية ومديرة الاستثمار في شركة Laffer Tengler Investments، وهي من المستثمرين في “تسلا””إذا كان سعر السهم سيقفز ستة أضعاف، وهو الشرط المطلوب، فسأجني أنا أيضًا الكثير من المال. لماذا أهتم بمقدار ما سيجنيه هو إذا كان يحقق الرؤية ويقود التغيير؟”
من ناحية أخرى، يحذر كبار المستثمرين من أن هذا المقترح يضم مخاطر جسيمة. مؤكده على عدم التزامه بمبادئ الحوكمة الرشيدة. ليس فقط بسبب حجمه الضخم؛ بل نظرًا لدمج مستقبل الشركة بشخص واحد يمتلك دوافع مختلفة للمصالح. وقد يكتسب سلطة غير محدودة على “تسلا”.
وجهة نظر المستثمرين
كما أكد الخبراء أن الحوكمة المسؤولة تتطلب مواصلة انفتاح مجلس الإدارة على السوق التنافسية لاختيار أفضل رئيس تنفيذي متاح في أي وقت.
ومن جهته، امتنع ماسك عن التعليق على القضية. كما رفض متحدث باسم مجلس إدارة “تسلا” الإدلاء بأي تصريح.
وعلى الرغم من ذلك، أكدت التقارير أن إيلون ماسك سيمنح الأولوية لشركاته الأخرى. مثل SpaceX المتخصصة في الصواريخ، وxAI في الذكاء الاصطناعي، وNeuralink المتخصصة في زرع الشرائح الدماغية. ما لم يتم التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف بشأن تعويضه.
ومن جانبها، حذرت روبين دينهولم؛ رئيسة مجلس إدارة “تسلا”، في تصريحاتها للمساهمين، من خطر فقدان ماسك إذا لم يتم تنفيذ الخطة. محاولة منها لإقناعهم بالتصويت لصالحها.
بينما أوضح تشارلز إلسون؛ المدير المؤسس لمركز Weinberg للحوكمة المؤسسية في جامعة ديلاوير من أن مجلس إدارة “تسلا” يجد نفسه خاضع لمجرد إشارة من إيلون ماسك.
وأضاف: “بالنسبة لي، الرد المناسب على مثل هذا الابتزاز هو أن نقول له ببساطة: شكرًا لك، ونتمنى لك يومًا سعيدًا”.
الصناديق الاستثمارية.. المعارض الأكبر لحزمة التعويضات
وعارض أكبر المساهمين في شركة تسلا الأصوات المعارضة لخطة تعويض إيلون ماسك القياسية. ومن بينهم أكبر صندوق معاشات عام في الولايات المتحدة، والذي يعد صندوق موظفي القطاع العام في كاليفورنيا (CalPERS). فضلًا عن صندوق الثروة السيادي النرويجي، وهو من أضخم الصناديق السيادية في العالم.
كما أعلن بنك “نروجيس لإدارة الاستثمارات” ،المشرف على الصندوق النرويجي، يوم الثلاثاء، أن مقترح مكافأة ماسك يؤدي إلى تراجع قيمة الأسهم بالنسبة للمساهمين. مشددا على أن الخطة لا تشمل آليات كافية للحد من “مخاطر الاعتماد على شخص واحد”. ما يحفز رهان إصرار الشركة على إيلون ماسك في قيادة مستقبلها.
أيضًا، أضاف مجلس الإدارة بنودًا تتعلق بفترات استحقاق الأسهم. ما يضمن بقاء ماسك في موقع القيادة لسنوات طويلة. في محاولة لتأمين استمرار ماسك على رأس “تسلا”.
كما قال كريشنا باليبو، أستاذ حوكمة الشركات في كلية هارفارد للأعمال، إن المقترح “يتماشى مع مصالح المساهمين”؛ إذ يربط تعويض “ماسك” بزيادة قيمة أسهم الشركة.
من ناحية أخرى، أطلق “ماسك” هجومًا لاذعًا على منتقديه. واصفًا مستشاري التصويت المؤسسي ISS وGlass Lewis بأنهم “إرهابيون مؤسسون”.
وكتب “ماسك” على منصة “X”: “تسلا تساوي أكثر من جميع شركات السيارات الأخرى مجتمعة. من بين هؤلاء الرؤساء التنفيذيين ترغبون أن يدير “تسلا”؛ لأنه إن رُفضت الخطة، فلن أكون أنا”.
تداعيات السوق
وجدير بالذكر أن أسهم “تسلا” تراجعت بواقع 2.5% في تعاملات ما قبل السوق بعد إعلان NBIM عن تصويته ضد الحزمة. ما يعكس قلق المستثمرين من احتمالية تصاعد التوترات حول قيادة ماسك ومستقبله في الشركة.
المقال الأصلي: من هنـا



