أكد المهندس سيف مشّاط؛ نائب رئيس المنطقة لشركة “سيرفس ناو” في السعودية، أن الذكاء الاصطناعي يعد محركًا رئيسًا لتعزيز التحول الرقمي الذي حققته السعودية، ويسهم في تسريع هذا التحول. حيث يتيح تحسين العمليات التشغيلية، وتقليل التكاليف، وتعزيز تجربة المستخدم عبر مختلف القطاعات.
وقال “مشاط” في مقابلة مع مجلة “رواد الأعمال”، على هامش مشاركته في مؤتمر ومعرض ليب 2025 في الرياض: “تشير بيانات IDC إلى أن 62 % من المؤسسات في السعودية أحرزت تقدمًا ملموسًا في الرقمنة. فيما يخطط 40 % للوصول إلى نضج رقمي متقدم خلال العامين المقبلين؛ ما يعكس الحاجة إلى تبني حلول الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع لضمان استدامة هذا التقدم”. ذلك في حوار خاص مع مجلة رواد الأعمال.
وأضاف أن حلول “سيرفس ناو” تلعب دورًا أساسيًا في تسريع التحول الرقمي بالمملكة من خلال الأتمتة الذكية وتحليل البيانات المتقدمة والتنبؤ بالمخاطر الأمنية.
كما بين أن منصة الشركة المعروفة بـ”منصة المنصات”، تتيح ربط التطبيقات المختلفة مثل الموارد البشرية والمالية. ما يعزز كفاءة العمليات ويقلل الزمن المستغرق لتنفيذ المهام التشغيلية بنسبة تصل إلى 40%.
سيف المشاط يشيد بأهمية تقنية الذكاء الاصطناعي
وأكد “مشاط” أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين الأمن السيبراني. حيث تعتمد 61 % من المؤسسات في المملكة على تقنيات متقدمة لمراقبة التهديدات والاستجابة لها استباقيًا؛ ما يعزز الثقة في البنية التحتية الرقمية.
وبين أنه من خلال هذه التقنيات، يمكن للمؤسسات تحقيق تحول رقمي أكثر سرعة وكفاءة، يدعم رؤية السعودية 2030 في بناء اقتصاد معرفي مستدام.
وحول مشاركة الشركة في مؤتمر “ليب 2025“، قال: “إن المؤتمر يعد أحد أكبر الفعاليات التقنية في المنطقة، ومنصة رئيسة تجمع بين قادة التكنولوجيا العالميين، المستثمرين، وصنّاع القرار لرسم ملامح المستقبل الرقمي. وفي ظل التحول الرقمي المتسارع في المملكة، تأتي مشاركتنا في هذا الحدث انطلاقًا من التزامنا بدعم الابتكار. وتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في تطوير المؤسسات وتحقيق كفاءة تشغيلية أعلى”.
وأشار إلى أن هدف مشاركتهم في المؤتمر، هو عرض أحدث الابتكارات في الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)، ووكيل الذكاء الاصطناعي القابل للتنفيذ (Agentic AI)، التي تسهم في:
- تحسين أتمتة العمليات.
- تعزيز الأمان السيبراني.
- تمكين الشركات من تسريع تحولها الرقمي.
ولفت إلى أن المؤتمر أتاح الفرصة لبناء شراكات جديدة، التواصل مع عملائنا، واستكشاف أحدث التوجهات في أتمتة الأعمال والتقنيات المستقبلية. ما يساعد على تطوير بيئة أعمال أكثر ذكاءً واستدامة في المملكة والمنطقة.
دور مؤتمر “ليب 2025” في تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة
وعن دور مؤتمر “ليب” في تعزيز الاستثمار بالذكاء الاصطناعي في المملكة، أوضح أن المؤتمر منصة محورية تجمع بين روّاد التكنولوجيا، المستثمرين، وصنّاع القرار؛ ما يسهم في خلق بيئة استثمارية متكاملة تدعم تطور الذكاء الاصطناعي في المملكة. مع تزايد اهتمام السعودية بتبني أحدث التقنيات.
كما يوفر المؤتمر مساحة للتفاعل المباشر بين الشركات الناشئة والمستثمرين. حيث يمكنهم مناقشة الفرص الاستثمارية واستكشاف حلول مبتكرة.
ولفت إلى أن الجلسات الحوارية وورش العمل التي يستضيفها المؤتمر للقطاعين العام والخاص تتيح فرصة تحليل توجهات السوق. التعرف على أحدث الحلول التقنية. وبفضل هذه البيئة الداعمة يتحول “ليب 2025” إلى نقطة انطلاق للاستثمارات الجديدة. ما يسرّع من وتيرة التحول الرقمي في المملكة. كما يجعلها واحدة من أهم الأسواق العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.
وبشأن دور “سيرفس ناو” في تأمين البيانات وحمايتها مع تصاعد الهجمات السيبرانية، قال “مشاط”: “في ظل تزايد التهديدات السيبرانية وتعقيدها، تحتاج المؤسسات إلى إستراتيجيات أمنية متكاملة قادرة على التنبؤ بالمخاطر والاستجابة لها بكفاءة. ونعمل على تعزيز الأمن السيبراني من خلال حلول متقدمة توفر رؤية شاملة للأصول الرقمية. ما يساعد على كشف التهديدات بكل استباقيًا وتقليل زمن الاستجابة للحوادث الأمنية بنسبة تصل إلى 50 %”.
جهود الشركات للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي
ولفت إلى أن منصة الشركة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التنبئي لمراقبة المخاطر وتحليلها؛ ما يتيح الكشف عن الثغرات الأمنية قبل أن تتحول إلى تهديدات فعلية. كما توفر أدوات متخصصة تسرع معالجة الثغرات. وتضمن التزام المؤسسات بالمعايير الأمنية العالمية.
وقال: “تسمح حلولنا للمؤسسات القدرة على التخطيط المسبق لمواجهة الأزمات والتعافي منها بسرعة. ما يعزز مرونتها التشغيلية ويحمي استمرارية أعمالها”. كما بين أن هذه الحلول تمكّن المؤسسات من خفض المخاطر الإلكترونية. تحسين الأمان التشغيلي. وضمان حماية بياناتها في بيئة رقمية متسارعة التغير.
وعن خطط الشركة للتوسع في السعودية، قال “مشاط”: “افتتحنا مقرنا الإقليمي في الرياض. وهو يمثل خطوة إستراتيجية تعكس التزامنا العميق بدعم التحول الرقمي في المملكة والشرق الأوسط. وهذا التوسع يتيح لنا العمل عن قرب مع شركائنا وعملائنا. وتقديم الدعم الفني والاستشاري لتعزيز تبني حلول الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحكومية والخاصة”.
وأضاف: “وجودنا في المملكة يعزز من قدرتنا على تطوير حلول مخصصة للسوق السعودي. والاستفادة من الفرص الناشئة في مجالات مثل الأمن السيبراني. والخدمات المالية. والرعاية الصحية. والقطاع الحكومي. ما يسهم في تعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية والتدريبية لتنمية المواهب المحلية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية”.