في عام 1965، تنبأ جوردون مور بأن عدد الترانزستورات التي يمكن وضعها على شريحة الكمبيوتر سيتضاعف كل عام — وهو ما يعرف بـ قانون مور الشهير. بعد ثلاث سنوات، شارك في تأسيس شركة إنتل (Intel Corporation)، التي تعد الآن أكبر مصنع للرقائق الدقيقة المصنوعة من السيليكون في العالم.
ومن الصعب تخيل الحياة اليوم بدون رقائق السيليكون؛ فهي تشغل كل جهاز رقمي متاح — أجهزة الكمبيوتر، الهواتف، الأجهزة اللوحية، والتلفزيونات — وتكمن في قلب مجموعة من الأجهزة الأخرى — السيارات، منظمات الحرارة (الثرموستات)، أفران الميكروويف، وهكذا. إنها ضرورية لكل قطاع من قطاعات الاقتصاد الدولي. وبصفته أحد مؤسسي شركة إنتل، كان الكيميائي جوردون مور قوة حيوية وراء هذه التكنولوجيا الثورية.
قبل وادي السيليكون
دخل “مور” صناعة الإلكترونيات القائمة على السيليكون في الخمسينات. عندما كانت في بداياتها في كاليفورنيا، بعد انتقال العديد من الباحثين البارزين، بمن فيهم ويليام ب. شوكلي، المخترع المشارك للترانزستور، من مختبرات بيل في نيوجيرسي. وبمرور الوقت، شارك “مور” في تأسيس شركتين كبيرتين، وهما فيرتشايلد سيمي كوندكتور (Fairchild Semiconductor) وإنتل (Intel).
وينتمي “مور” (1929–2023) إلى إحدى أقدم العائلات الأنجلو-أمريكية في كاليفورنيا. واستقر جده الأكبر مور في كاليفورنيا عام 1847. كان والده شريفًا محليًا في بلدة بيسكاديرو الصغيرة بمقاطعة سان ماتيو جنوب سان فرانسيسكو، وارتقى في النهاية ليصبح نائب شريف المقاطعة.
وعندما انتقلت العائلة إلى مدينة ريدوود، تعرف “مور” على الكيمياء من خلال مجموعة كيمياء تخص أحد الجيران. وقضى ساعات بسعادة في صناعة المتفجرات. وتابع اهتمامه بالكيمياء، وإن لم يكن بقدر كبير من قدراتها المتفجرة. في المدرسة والجامعة. أمضى أول عامين من دراسته الجامعية في جامعة سان خوسيه الحكومية وأكمل درجة البكالوريوس في جامعة كاليفورنيا، بيركلي. ثم حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عام 1954.