تحقق السعودية، بشكل مطرد لا تخطؤه العين، نجاحات جمة في مؤشرات ريادة الأعمال، لكن ذلك لا يأتي من فراغ، وإنما هو انعكاس لوجود جهات داعمة لرواد الأعمال في المملكة، لا تألو جهدًا في مساعدة أصحاب المشاريع الناشئة والدفع بهم قدمًا.
والحق أن توجه المملكة، ممثلة في القطاع العام أو حتى القطاع الخاص، إلى إطلاق العديد من المبادرات أو تأسيس جهات داعمة لرواد الأعمال في المملكة، ليس إلا تعبيرًا أو بالأحرى ترجمة لذاك التحول الذي تبغي المملكة إحداثه على النسق الاقتصادي ككل؛ حيث تعمد إلى تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على النفط، ورفع نسبة مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الدخل الكلي للمملكة.
اقرأ أيضًا: المؤتمر الافتراضي الخليجي لدعم الابتكار وريادة الأعمال.. رؤى لمستقبل واعد
جهات داعمة لرواد الأعمال في المملكة
ويرصد « رواد الأعمال» أهم 5 جهات داعمة لرواد الأعمال في المملكة وذلك على النحو التالي..
-
برنامج سبارك الإلكتروني
هذا البرنامج من ضمن عدة جهات داعمة لرواد الأعمال في المملكة؛ حيث يهدف إلى زيادة عدد المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المملكة، وتعزيز مساهمتها في تحسين وتنويع مصادر الإنتاج؛ وذلك تماشيًا مع رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى رفع نسبة مساهمة المنشآت في الناتج المحلي الإجمالي، وتسريع التحول الاقتصادي.
وتمت المصادقة على البرنامج من قِبل «الشبكة العالمية لريادة الأعمال»، وهو عبارة عن برنامج توجيه مكثف مصمم للشباب السعودي الذين يرغبون في بدء أعمالهم أو الانضمام إلى بيئة ومجتمع ريادة الأعمال؛ من خلال تطوير أفكارهم، وإطلاق مشروعهم الخاص، وصنع فرص عمل محلية لهم.
ويسعى برنامج “سبارك” إلى دعم وتشجيع رواد الأعمال الشباب على بدء أعمالهم التجارية، ومساعدة أولئك الشباب الطموحين الذين يرغبون في تطوير أفكارهم، وإطلاق مشاريعهم الخاصة، وتزويدهم بالمهارات والخبرات التي يحتاجونها.
اقرأ أيضًا: وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان.. التاريخ والإنجازات
-
أكاديمية منشآت
جاءت فكرة أكاديمية منشآت والتي أطلقتها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت» _واحدة من ضمن 5 جهات داعمة لرواد الأعمال في المملكة_ لتطوير وبناء القدرات والمهارات لرواد الأعمال وأصحاب المنشآت.
وتهدف الأكاديمية إلى نشر ثقافة ريادة الأعمال، تنمية قدرات ومهارات رواد الأعمال وأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
أما عن خطوات الاستفادة من الدورات والبرامج التي تقدمها الأكاديمية فهي كالتالي:
- الدخول إلى منصة الأكاديمية واستعراض الدورات التدريبية المتاحة.
- التسجيل كمستفيد جديد، أو تسجيل الدخول لمن لديه حساب مسبقًا.
- اختيار الدورة التدريبية المناسبة، وحضورها حسب المواعيد المحددة.
وتقدم أكاديمية منشآت العديد من البرامج والدورات التي تتسم غالبيتها بالراهنية وبكونها تعالج مشكلات قائمة بالفعل، وربما تحاول فتح آفاق جديدة أمام رواد ورائدات الأعمال.
يذكر أن “منشآت” تركز على دعم وتنمية ورعاية قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وفقًا لأفضل الممارسات العالمية؛ عن طريق تنفيذ ودعم برامج ومشاريع لنشر ثقافة العمل الحر وروح ريادة الأعمال والمبادرة والابتكار، وتنويع مصادر الدعم المالي للمنشآت.
وتتلخص أهدافها في تنظيم قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة ودعمه وتنميته ورعايته طبقًا لأفضل الممارسات العالمية؛ لرفع إنتاجية هذه المنشآت وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي من 20% إلى 35% بحلول عام 2030م.
وتعمل الهيئة كذلك على دعم إنشاء شركات متخصصة في التمويل، وتفعيل دور البنوك وصناديق الإقراض وتحفيزها لأداء دور أكبر وفعال في التمويل والاستثمار في المنشآت، وإنشاء ودعم البرامج اللازمة لتنمية المنشآت، إضافة إلى إنشاء مراكز خدمة شاملة للمنشآت لإصدار جميع المتطلبات النظامية لها ونحوها؛ من خلال المشاركة الفعلية والإلكترونية للجهات العامة والخاصة ذات العلاقة.
وتحرص “منشآت”، أيضًا، على إزالة المعوقات الإدارية، والتنظيمية، والفنية، والإجرائية، والمعلوماتية، والتسويقية التي تواجه المنشآت بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وإيجاد حاضنات للتقنية وحاضنات للأعمال وتنظيمها، إضافة إلى وضع برامج ومبادرات لإيجاد فرص استثمارية للمنشآت والتعريف بها، والعمل على نقل التقنية ذات الصلة وتوطينها لتطوير أداء هذه المنشآت وإنتاجيتها، ويشمل ذلك سلاسل الإمداد.
اقرأ أيضًا: الهيئة السعودية للفضاء.. خطوة عملية نحو مستقبل أكثر ابتكارًا
-
برنامج طموح الامتياز التجاري
هو برنامج أطلقته الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت»؛ بهدف نشر ثقافة الامتياز التجاري، والتشجيع على العمل بهذا النظام.
ويقوم البرنامج _واحد من ضمن عدة جهات داعمة لرواد الأعمال في المملكة _ على تطوير العلامات التجارية للعمل بنظام الامتياز التجاري، والمساهمة في رفع معدل العلامات العاملة في السوق السعودي، ومساعدة هذه العلامات في بناء نظام تشغيلي للتحول لنظام الامتياز التجاري. واستهدف البرنامج، في نسخته الأولى، جميع القطاعات عدا الأغذية والمشروبات.
ويستهدف البرنامج الفئات التالية: المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مستشاري الامتياز التجاري، أصحاب الامتياز، المحامين، أصحاب العلامات التجارية، مدراء الامتياز التجاري.
ويُشترط للقبول العلامات التجارية في البرنامج ما يلي: أن تكون العلامة سعودية، وأن تكون مسجلة، وألا يقل عمر العلامة التجارية عن عام واحد، أو أن لديها أكثر من فرع.
وتتلخص خطوات الاستفادة من برنامج طموح الامتياز التجاري فيما يلي: التسجيل في البرنامج، تعبئة الاستبيان المطلوب، تقييم المتقدمين بناءً على المعلومات التي تمت تعبئتها في الاستبيان، فرز المتقدمين الذين تم قبولهم في البرنامج، العمل مع نخبة من الاستشاريين لتطوير العلامات التجارية للمقبولين في البرنامج.
وتسعى “منشآت“؛ من خلال إطلاق هذا البرنامج، إلى تحقيق 5 أهداف أساسية تتمثل في: نشر ثقافة الامتياز التجاري في المملكة، وتعزيز نظام الامتياز التجاري في القطاعات الخدمية وقطاع التجزئة، وتطبيق المعايير العالمية للامتياز التجاري ورفع مستوى الأداء، وتمكين العلامات التجارية السعودية من التوسع، إضافة إلى توليد فرص استثمارية جديدة.
اقرأ أيضًا: الجوهرة العطيشان توضح أساليب دعم ريادة الأعمال بالمؤتمر الافتراضي الخليجي
-
الشركة السعودية للاستثمار الجريء
الشركة السعودية للاستثمار الجريء هي واحدة من ضمن 5 جهات داعمة لرواد الأعمال في المملكة التي آثرنا ذكرها هنا، وهي كذلك شركة حكومية تأسست قبل «منشآت» كجزء من برنامج تحفيز القطاع الخاص.
وتهدف الشركة إلى تطوير منظومة الاستثمار الجرئ، وتحفيز الاستثمار في الصناديق الاستثمارية، والاستثمار بالمشاركة مع مجموعات المستثمرين الملائكيين؛ بهدف سد فجوة التمويل الحالية وتحفيز الاســتثمار في المراحل الأولية والمبكرة والمراحل المختلفــة في الشــركات الناشــئة؛ عن طريق اســتثمار 2.8 مليار ريال سعودي (750 مليون دولار).
اقرأ أيضًا: صندوق البيئة السعودي.. مهامه وآلية عمله
-
برنامج طموح
ولا يجمل بنا أن نتحدث عن جهات داعمة لرواد الأعمال في المملكة دون التطرق إلى برنامج طموح الذي يُعد إحدى الركائز الأساسية لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية لتطوير الكوادر البشرية السعودية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
وأطلقته شركة إعمار المدينة الاقتصادية، المطور الرئيسي للمدينة الاقتصادية، كإحدى مبادراتها الاجتماعية في إطار تكامل الأدوار بين القطاعين العام والخاص؛ للمساهمة في تنمية مهارات الشباب والشابات الباحثين عن العمل، وسد فجوة التعليم واحتياجات سوق العمل.
ويهدف البرنامج إلى تحقيق الأهداف التالية:
- دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وضمان نموها.
- رفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي.
- توفير العديد من الفرص الوظيفية في المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
- تعزيز فرص المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الدخول للأسواق الجديدة.
وبعد فتلك 5 جهات داعمة لرواد الأعمال في المملكة، ولا شك أن المملكة حافلة بالعديد من الجهات الداعمة، سواءً من الناحية المالية أو التمويلية أو على صعيد الاستشارات وما إلى ذلك، ولن يعدم رائد الأعمال السعودي الجهات التي تدعمه وتعمل على الدفع بمشروعه قدمًا، بيد أننا لم نقصد الاستقصاء قدر ما أردنا الإشارة إلى بعض هذه الجهات فحسب.
اقرأ أيضًا:
البنك الأهلي السعودي.. تعزيز قوة العمل المصرفي
برنامج “شريك” وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص
منصة إحسان.. تسخير التقنية في العمل الخيري