يعتبر المشروعات الاجتماعية من النماذج الحديثة للأعمال التجارية التي تهدف إلى تحقيق التأثير الاجتماعي والبيئي بجانب العائد المالي. ومن أجل تحقيق أهدافها الاجتماعية وتنفيذ مشاريعها يعتبر تمويل المشروعات الاجتماعية أمرًا حيويًا.
تمويل المشروعات الاجتماعية
يؤدي تمويل المشروعات الاجتماعية دورًا حاسمًا في تحقيق النجاح والاستدامة لهذه المشاريع. يجب على المشروعات الاجتماعية والمؤسسين أن يكونوا واقعيين في تحديد احتياجات التمويل وتنوع مصادر التمويل المحتملة.
بالتوازي مع ذلك عليهم أيضًا تطوير نموذج أعمال قوي وإظهار القيمة الاقتصادية والاجتماعية لمشروعهم؛ بهدف جذب المستثمرين والشركاء المحتملين. من خلال الجمع بين التمويل المالي والاهتمام بالأثر الاجتماعي تحقق المشروعات الاجتماعية النجاح وتلبي التحديات التي تواجهها المجتمعات والبيئة التي تعمل فيها.
يتمتع تمويل المشروعات الاجتماعية بتحدياته الخاصة؛ حيث يكون التركيز على الأثر الاجتماعي وليس فقط العائد المالي. ومع ذلك هناك عدة أدوات تمويلية ومصادر تمويل متاحة لهذه المشروعات، نذكر في «رواد الأعمال» منها ما يلي:
-
التمويل الذاتي (Bootstrap)
يعتبر التمويل الذاتي الطريقة الأكثر شيوعًا لبدء المشروعات الاجتماعية. يتضمن ذلك: استخدام الموارد الشخصية والمدخرات الخاصة بالمؤسسين لتمويل المشروع في مراحله الأولى. على الرغم من أن هذه الطريقة قد تكون محدودة المدى فإنها تسمح للمؤسسين بالسيطرة الكاملة على المشروع.
-
المستثمرون الاجتماعيون (Social Impact Investors)
هذه هي فئة من المستثمرين الذين يهتمون بتحقيق التأثير الاجتماعي إلى جانب العائد المالي. يتولى المستثمرون الاجتماعيون توفير رأس المال للمشاريع الاجتماعية ويساعدونها في النمو والتوسع. تشمل أمثلة على المستثمرين الاجتماعيين: الشركات والمؤسسات المالية والمستثمرين الأفراد الذين يؤمنون بقيم المشروعات الاجتماعية.
-
التمويل الحكومي
قد توفر الحكومات دعمًا ماليًا وموارد للمشروعات الاجتماعية من خلال برامج ومنح مخصصة لتعزيز الأعمال الاجتماعية وتحقيق التغيير الاجتماعي. تستطيع المشروعات الاجتماعية البحث عن فرص التمويل من الحكومة عبر الجهات المعنية بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
-
التمويل التقليدي
يمكن للمشروعات الاجتماعية اللجوء إلى مصادر التمويل التقليدية مثل: القروض المصرفية والمستثمرين التقليديين. تعتمد هذه الأساليب على إثبات تمكّن المشروع الاجتماعي من تحقيق العائد المالي بالإضافة إلى الأثر الاجتماعي.
-
التمويل التشاركي
يعتبر التمويل التشاركي (Crowdfunding) أداة تمويلية شهيرة تسمح للأفراد والمجتمعات بالمساهمة المالية في المشروعات الاجتماعية عبر الإنترنت. يمكن للمشروعات الاجتماعية إنشاء حملات تمويل جماعي لجذب الدعم المالي من الجمهور وتوسيع قاعدة المساهمين.
-
الشراكات والتعاون
يمكن للمشروعات الاجتماعية البحث عن شراكات مع المؤسسات الخاصة والمنظمات غير الربحية والمؤسسات المالية لتوفير التمويل والدعم. تشمل هذه الشراكات: تبادل الموارد والخبرات والاستفادة من شبكات الشركاء الموجودة.
اقرأ أيضًا: كيفية التقديم على قرض إمكان ومزاياه.. تجارب حقيقية
الأبعاد الاجتماعية
تمويل المشروعات الاجتماعية له أهمية كبيرة في تحقيق التأثير الاجتماعي والبيئي المرجو من هذه المشروعات. وإليك بعض جوانب أهمية تمويل المشروعات الاجتماعية:
-
تحقيق التأثير الاجتماعي
تعمل المشروعات الاجتماعية على حل المشكلات الاجتماعية والبيئية وتحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعات. يتطلب تحقيق هذا التأثير توافر التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات وتوسيع نطاقها. بدون تمويل كافٍ قد يكون من الصعب على المشروعات الاجتماعية تحقيق التغيير المرجو والتأثير الإيجابي.
-
الاستدامة المالية
يعتبر التمويل ضروريًا لضمان استدامة المشروعات الاجتماعية على المدى الطويل. من خلال توفير التمويل المناسب تغطي المشروعات الاجتماعية تكاليف التشغيل والتوسع والابتكار، وبالتالي تعزز قدرتها على الاستمرار وتحقيق الأثر المستدام.
-
جذب المواهب والموارد
يعتبر التمويل أحد العوامل المهمة لجذب المواهب والموارد اللازمة لنجاح المشروعات الاجتماعية. قد يساعد وجود تمويل مستدام في جذب الكفاءات العالية والمبدعة والمهتمة بالعمل في مجال التأثير الاجتماعي. كما يسهم في توفير المعدات والموارد الأخرى التي تدعم نجاح المشروع وتحقيق أهدافه.
-
التوسع والتأثير الأكبر
يسمح التمويل المناسب للمشروعات الاجتماعية بالتوسع وزيادة نطاق التأثير الاجتماعي إلى مزيد من المناطق أو الجماهير المستهدفة، وبالتالي تحقيق تغيير أكبر في المجتمع.
-
الابتكار والتطوير
يعتبر التمويل محفزًا للابتكار والتطوير في المشروعات الاجتماعية. عندما يكون هناك تمويل متاح يمكن للمشروعات الاجتماعية استكشاف فرص جديدة وتجربة نماذج أعمال مبتكرة. وهو يسهم =في تطوير منتجات وخدمات جديدة، وتبني تقنيات مبتكرة، وتعزيز قدرتها على التكيف مع التحديات المستقبلية.
بشكل عام: يمكن القول إن تمويل المشروعات الاجتماعية ضروري لتحقيق التأثير الاجتماعي والبيئي المرجو من هذه المشروعات، ولضمان استدامتها وتوسعها وتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع.
اقرأ أيضًا: