قد يظن البعض أن التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم يقتصر فقط على ظهور العديد من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والمزيد من التقنيات الحديثة التي تجعل حياتنًا أكثر سهولة، ولكن هناك مصطلحات أخرى قد لا تقل أهمية عن ذلك، أبرزها “المدن الذكية”، ومن هذا المُنطلق سنتحدث تفصيليًا عن تقنيات المدن الذكية في العالم؛ حيث تسعى إلى توفير بيئة رقمية صديقة للبيئة ومحفزة على التعلم والإبداع.
وتُعتبر المدن الذكية توجهًا جديدًا، خاصة أن الغالبية العظمى من سكان العالم يعيشون الآن في المدن وينتجون نحو أكثر من 75% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، لا سيما أن الهجرة والنمو المتسارع في مستويات المعيشة ساهم كثيرًا في تحقيق ارتفاع غير مسبوق في مستويات التمدين؛ حيث يستلزم التمدين وجود قبضة قوية وفعالة تفرض سيطرتها على الموارد وتطوير البنى التحتية، والتحكم في مستويات التكدس المروري والتلوث، ولعل كل هذه الأمور أدت إلى تطبيق مفاهيم المدن الذكية وجعلها من الضروريات المُلحة التي لا يُمكن الاستغناء عنها.
اقرأ أيضًا: تكنولوجيا متطورة.. تقنيات حديثة أبهرت العالم
مفهوم المدن الذكية
قبل التطرق إلى تقنيات المدن الذكية في العالم لا بد أن نوضح ماهية “المدن الذكية”، فهي عبارة عن مُدن مبتكرة تعتمد في الأساس على التقنيات الحديثة والرقمية التي تخدم الأفراد وتعمل على تلبية احتياجاتهم اليومية، بالإضافة إلى أنها تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية والقدرة على المنافسة.
وتقوم هذه النوعية من المُدن على 6 عناصر أساسية وفق ما حدده الاتحاد الدولي للاتصالات، هي: “الاقتصاد الذكي، الأشخاص الأذكياء، المشاركة الذكية في القرارات، النقل الذكي، البيئة الذكية، الحياة الذكية التي تهتم بالأوضاع الصحية وسلامة الفرد”؛ حيث تُركز على تقديم الحلول الإبداعية لكل المشكلات التي من الممكن أن تواجه الفرد، وتستهدف ربط الأجهزة الذكية ببعضها البعض؛ من خلال تقنيات الاتصالات والشبكات وأجهزة الاستشعار عن بُعد، فضلًا عن ممارسة الأنشطة المعرفية والإبداعية واستخدام موارد الطاقة الجديدة والمتجددة للحفاظ على البيئة.
تقنيات المدن الذكية في العالم
-
إنترنت الأشياء
يُعتبر إنترنت الأشياء من أهم الأعمدة الرئيسية التي تعتمد عليها المدن الذكية، فهو يعمل على تحسين الخدمات العامة مثل: الحركة المرورية والنقل ومواقف السيارات، ومراقبة المنشآت والتأكد من مدى صلاحيتها للعمل، وتقليل الوقت المُهدر في المعاملات الإدارية داخل المدينة، والإضاءة الذكية.
ليس هذا فقط بل يعمل أيضًا على تعزيز الشفافية بين المواطنين والحكومات؛ من خلال البيانات التي يتم جمعها من خلال إنترنت الأشياء، إذًا يُمكننا القول إن المدن الذكية لديها القدرة على تحسين الجودة المعمارية للمدن؛ عن طريق التخطيط المناسب وتوزيع المساحات بشكل يتناسب مع الكثافة السكانية وتوّفر الخدمات والمرافق في كل مكان؛ وذلك عن طريق استخدام التكنولوجيا الرقمية وعلوم البيانات لاتخاذ القرارات بكفاءة أعلى.
اقرأ أيضًا: ما لا تعرفه عن شبكة Hi5 للتواصل.. المنصة الأشهر في العالم
-
الذكاء الاصطناعي
تُعد تقنيات الذكاء الاصطناعي من أهم التقنيات التي يُمكن استخدامها في إدارة المدن الذكية، وهذه المدن تقوم بتوليد كمية كبيرة من البيانات عن طريق أجهزة الاستشعار المنتشرة في جميع أرجاء المدينة، وبالتأكيد لن تكون هناك فائدة لهذه البيانات إذا لم يتم معالجتها واستخراج معلومات مفيدة منها، وهو ما تنفذه تقنيات الذكاء الاصطناعي.
مثلًا عندما تقوم أحد المدن الذكية باستضافة أحداث مهمة تبدأ في استخدام كاميرات الفيديو المرتبطة بتقنية تحليلات قائمة على الذكاء الاصطناعي؛ ومن خلال هذه الكاميرات تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بفحص الفيديو والبحث عن السلوكيات التي تُشير إلى أن هناك عملًا إرهابيًا قد يحدث.
-
إدارة وتدوير النفايات
يُمكن اعتبار إدارة النفايات أحد أهم الحلول التكنولوجية التي توفرها المدن الذكية من أجل تحقيق بيئة نظيفة والتقليل من النفايات؛ حيث تقوم هذه المُدن بعمل محطات ذكية لجمع القمامة في كل مبنى، وتحتوي هذه المحطات على أجهزة استشعار لمعرفة وقت الامتلاء، ثم يتم إرسال القمامة تلقائيًا من خلال أنابيب ضغط عالٍ مباشرة إلى مركز إعادة التدوير.
-
تكنولوجيا الروبوتات
تلعب تكنولوجيا الروبوتات دورًا كبيرًا في تحسين وتطوير الخدمات العامة داخل المدينة الذكية، فمثلًا يُمكن استخدام الطائرات بدون طيار للخدمات البريدية، واستخدام الروبوتات لتقديم بعض الخدمات داخل الفنادق مثلما يحدث الآن في دبي وسنغافورة وطوكيو.
اقرأ أيضًا:
تكنولوجيا متطورة.. أفضل 8 أجهزة لاب توب في العالم