يمكن أن يساعد تغيير المهنة في منتصف العمر، على الكشف عن الحنكة الملونة للحياة بداخلك من خلال السماح لك بالرؤية من خلال عيون جديدة.
نشر أحد طلابي الذي افتخر به كثيرًا “كيم بروكتور” على صفحته بأحد مواقع التواصل الاجتماعي منشورًا عن أول لقاءٍ جمعنا سويًا، وكان هذا نص ما كتبه عني: “خلال حديثنا الأول، أبدى عمقًا في التفاهم والتعاطف لم يفعله أي من المدربين الآخرين”.
وأضاف “بروكتور” في منشوره: “بفضل توجيهاته تغلبت على كثير من الشكوك والخوف الداخلي في العثور على وظيفة أحلامي، أنا الآن أتقدم إلى الجامعة للحصول على بكالوريوس الفنون الجميلة في الهندسة المعمارية الداخلية والتصميم، لم يكن بإمكاني أن أطلب شخصًا أفضل ليقودني خلال عملية الاكتشاف الوظيفي”.
لم أجد كلمات أعبر بها عن سعادتي العارمة، كل ما فعلته أنني عدت بالذاكرة إلى الوراء، وتذكرت جيدًا كيف فسرت له الأمر آنذاك، حاولت وقتها جاهدًا أن أرسخ في ذهنه فقط أننا نعيش في عالم أبيض وأسود، عالم بلا ألوان، يمكن فيه أن يعني اللون أشياء كثيرة، وكذلك هالة الشخص، وكيف يعبر الأشخاص عن طبيعتهم الحقيقية.
في كثير من الأحيان، لا يكتشف الأشخاص كمال مواهبهم ومن هم، يمكن أن يحدث هذا لأنهم يعرّفون أنفسهم من خلال الأدوار التي يلعبونها في الحياة، على سبيل المثال: “المسمى الوظيفي”، بدلاً من التعبير عن كل بُعد من أبعاد أنفسهم.
يمكن للتغييرات المهنية في منتصف العمر، أن تكشف عن الحنكة الملونة للحياة بداخلك من خلال السماح لك بالرؤية من خلال عيون جديدة.
قد تعيش في عالم باللونين الأبيض والأسود فقط، وتفتقد الكثير دون أن تدرك ذلك.
تخيل لو لم تتمكن من رؤية الألوان الحيوية المحيطة بك، وردة حمراء جميلة، وقوس قزح الذي يرتفع بلطف بعد المطر.
والأهم من ذلك، الهدايا التي تمنحها للآخرين، هل سألت نفسك يومًا، ربما تفتقد الكثير من الجمال في حياتك الخاصة.
تغيير المهنة
التغييرات المهنية في منتصف العمر لا تضعك في مواجهة وظائف جديدة فحسب، بل تجارب جديدة أيضًا.
يزهو ويتألق جوهر اللون الرائع عندما تكون قادرًا على التعبير عن مواهبك الحقيقية بطُرق جديدة.
ولكن، كل هذا يختفي عندما تعيش في عالم أبيض وأسود، يفتقر إلى العاطفة والمعنى، هذا العالم الرمادي أصبح حقيقة اليوم بالنسبة لمعظمنا.
لذا، إليك اختبار لمعرفة ما إذا كُنت تعيش في هذا العالم الأبيض والأسود، فإذا أجبت بـ “صحيح” على أكثر من خمسة، فقد حان الوقت لإضفاء المزيد من الألوان على حياتك:
1- أقول “نعم” للآخرين قبل أن أقولها لنفسي.
2- أتجنب تنفيذ الأشياء التي تخيفني.
3- أعيش حياتي بناءً على ما يريده الآخرون لي.
4- أفعل ما تحتاجه أسرتي ومجتمعي.
5- أركز أكثر على ما أعرف كيفية تنفيذه، أكثر من التركيز على ما يناسبني أفضل.
6- أتأثر بما يفعله الآخرون حولي.
7- أتجنب المخاطرة.
8- أقدر كفاءتي أكثر من إبداعي.
9- لا أستخدم قلبي، وروحي، وعقلي عند اتخاذ القرارات.
10- أتعامل بأمان مع أي شيء خارج منطقة الراحة الخاصة بي.
والآن، كيف تتحول من عالم الأبيض والأسود إلى عالم الألوان؟ عالم تعرف فيه ما الذي يشكل قوس قزح الحقيقي للتعبير؟ أنت بالفعل لديك لون في حياتك عندما تكون:
* واضح بشأن ما تهتم به بشدة.
* تعبر عن مواهبك كاملة.
* تحتضن نفسك.
* تعرف ما تريد أن تفعله، وتحقيق هذا الهدف.
* تتطلع إلى أنشطتك اليومية.
* تعيش حياة حيث الاحتمالات تأتي في طريقك باستمرار.
* تعيش الحياة على أكمل وجه.
لا شك، أنك إذا ما لم تكن قادرًا على تحقيق ذلك في وظيفتك أو مسارك الوظيفي الحالي، فقد يكون الوقت قد حان للتغيير.
وكما قالت “إليانور روزفلت”: “الغرض من الحياة، بعد كل شيء، هو أن تعيشها، وأن تتذوق التجربة إلى أقصى حد، وأن تسعى بشغف ودون خوف إلى تجارب أحدث وأكثر ثراء”.