ما ثمة من أحد يظل نشطًا ومتوقد الذهن طوال الوقت، ومن ثم فإن تجديد نشاط الموظفين يبدو هو الواجب الأول الواقع على كاهل مسؤولي إدارة الموارد البشرية؛ وذلك لأنه من خلال إعادة التنشيط تلك يتم ضخ دماء جديدة في العمل، والحفاظ على مستوى معين من الإبداع والإنتاجية على حد سواء.
لكن قبل أن نبين كيفية تجديد نشاط الموظفين علينا أن نسأل أولًا: لماذا يصابون بالملل؟ والحق أن أقصر الطرق للمل والكسل هو المداومة على طائفة محددة من المهام، فالنفس عدو ما ألفت، وطالما أن الموظف يؤدي عملًا روتينيًا كل يوم فالمؤكد أنه سيمنى بالفشل بعد أن يصيبه الملل والكسل.
والواقع أنه ما من عيب أن يمل الموظف بعض الوقت، أو حتى يشعر بأن الكسل قد استولى عليه، فهو في النهاية بشر، ويجري عليه، بداهة، ما يجري على الناس، ومن ثم فإن المنطقي أن يصاب الموظفون بالملل لكن من غير المقبول أن تطول هذه المدة؛ إذ من شأن هذا أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على المؤسسة ككل.
اقرأ أيضًا:
كيفية تجديد نشاط الموظفين
وطالما أن تجديد نشاط الموظفين على هذا القدر من الأهمية فمن المنطقي أن نعرف كيف السبيل إلى ذلك، وهو الأمر الذي يحاول «رواد الأعمال» بيانه على النحو التالي..
-
المهام المتغيرة
أولى الطرق التي يمكن من خلالها قطع الطريق على الملل وتحدي الكسل الذي قد يعاني منه بعض أفراد فريق العمل هي اعتماد نظام المهام المتغيرة.
ويمكن تطبيق هذه المهام المتغيرة بطريقتين؛ إما أن ينهض بمهمة جديدة كل يوم ولكن في المجال نفسه، وإما _وهذه هي الطريقة الثانية الأكثر راديكالية_ أن يؤدي مهامًا في مجال جديد كل يوم، على أن يكون هذا الأمر من قبيل التحدي، وتعليم الموظفين مهارات جديدة. تلك هي أولى طرق تجديد نشاط الموظفين.
اقرأ أيضًا: الأنثروبولوجيا ومدير الموارد البشرية
-
أساليب الأداء
لكن هب أنك تسعى إلى تجديد نشاط الموظفين، وقد اعتمدت فعلًا نظام المهام المتغيرة ولم تظفر بالنتيجة المنشودة، فما الحل؟
إذا كان موظفوك يؤدون مهامًا مختلفة كل يوم، ولكن بنفس الطرق القديمة والمعتادة، فالمؤكد أن ذلك لن يتمخض عنه شيء ذو بال؛ فلزامًا عليك _أملًا في تجديد نشاط الموظفين_ أن تلجأ إلى تغيير أساليب أداء المهام بشكل دائم، ولا تركن إلى أسلوب أداء واحد؛ فمن شأن ذلك أن يقتل الإبداع، ويصاب موظفوك بالملل ويعتريهم الكسل، وتتأثر معدلات إنتاجهم.
اقرأ أيضًا: تكنولوجيا الموارد البشرية.. توفير أفضل تجربة للموظفين
-
تغيير الأهداف
تلك قضية جدلية إلى حد بعيد، فبعض الناس يقولون إن لكل عام أهدافه؛ أي أنه من الواجب أن يتم وضع الأهداف مطلع كل عام، ثم العمل على متابعتها وتحقيقها طوال العام.
لكن هناك من يقول إن اعتماد الأهداف طويلة الأمد سيؤدي إلى تخلف الشركة عن الركب؛ فكيف يمكنك أن تثبت أهدافك في عالم متغير حتمًا تغيرًا دراماتيكيًا؟!
وما نجنح إليه هنا: أنه من المهم تثبيت الاستراتيجية وتغيير الأهداف؛ فمن شأن الاستراتيجية طويلة الأمد أن تضبط إيقاع عمل المؤسسة، لكن تغيير الأهداف بشكل مستمر، مع استمرار العزف على لحن الاستراتيجية العامة للمؤسسة، سيؤدي في نهاية المطاف إلى تجديد نشاط الموظفين من جهة، وضمان اتساق المؤسسة والحفاظ على خطتها العامة من جهة أخرى.
اقرأ أيضًا: أسئلة إدارة الموارد البشرية.. كيف تساعد موظفيك؟
-
بيئة العمل
قد تفعل ما بوسعك من أجل تجديد نشاط الموظفين لكنك لا تظفر بالمستوى المطلوب، وفي هذه الحالة عليك أن توجه ناظريك إلى الأمور التي قد تظنها بسيطة أو غير مؤثرة، مثل تجديد بيئة العمل، تغيير ديكور المكاتب، ومن الممكن أن يكون الأمر مفاجئًا للموظفين، بالإضافة إلى الحرص على إضفاء طابع من المرح والتجديد على المكتب بشكل دائم.
-
العصف الذهني
ما علاقة العصف الذهني بتجديد نشاط الموظفين؟ الواقع أننا نرى أن ثمة علاقة جلية بين الأمرين؛ فالموظف قد يمل من اجترار أفكار مألوفة جربها ونفذها مرارًا وتكرارًا، ومن ثم فإن العصف الذهني لأعضاء الفريق الواحد أو حتى الفرق المختلفة قد يساعد في العثور على أفكار جديدة، وبالتالي تلهب حماس الموظفين لإنجازها وتنفيذها، وهكذا تكون العلاقة جلية ووطيدة بين العصف الذهني وتجديد نشاط الموظفين.
اقرأ أيضًا:
تعامل المدير بذكاء.. كيفية الخروج من المواقف الصعبة
استخدام التحليل النفسي في إدارة الموارد البشرية
فشل إدارة الموارد البشرية.. 6 علامات تحذيرية