تحدثت لورا موديانـو؛ رئيسة قسم الشركات الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة «أوبن إيه آي»، في مؤتمر «سيفتد سامِت Sifted Summit»، نهاية الأسبوع الماضي، حيث قارنت بين مؤسسي الشركات الناشئة في الولايات المتحدة ونظرائهم في أوروبا.
في أحدث مقارنة بين مؤسسي الشركات الأميركيين والأوروبيين. اعترفت موديانـو بأن الأمريكيين «شبه بلا خجل». عندما يتعلق الأمر بتقديم الطلبات وإعطاء الملاحظات إلى عملاق الذكاء الاصطناعي.
كما تحدثت موديانـو، التي تقود قسم الشركات الناشئة في «أوبن إيه آي» لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. عن تجربتها الواسعة في العمل مع مؤسسين من المنطقتين. أثناء إطلاق مزايا الذكاء الاصطناعي الجديدة.
نصائح «أوبن إيه آي»
كذلك قالت خلال جلسة حوارية في المؤتمر: «الملاحظات مهمة للغاية. نحن نتحرك بسرعة البرق. يجب أن تعكس صوتكم. أرى المؤسسين الأمريكيين بارعين جدًا، شبه بلا خجل. يدخلون إلينا ويقولون: نحن نحتاج إلى هذه الميزة. أنتم بحاجة لأن تتحسنوا في هذا. يجب أن تطوروا ذاك، نريد هذه الخاصية الجديدة». وأضافت: «إذا لم يخبرنا المؤسسون. فنحن لا نعرف دائمًا».
كما دعت موديانـو المؤسسين الأوروبيين إلى أن يكونوا أكثر جرأة وصراحة. وإلا فسيخاطرون بتفويت فرص كبيرة.
قالت: «أرجوكم، أرجوكم، أرجوكم، إذا كنتم تستخدمون أوبن إيه آي… عليكم دائمًا أن تخبرونا برأيكم فيه. ما الذي يعمل جيدًا، وما الذي لا يعمل. وكيف يمكننا أن نصبح أفضل».
كما أشارت إلى شركة «لوفابل» (Lovable)، التي تبلغ قيمتها 1.8 مليار دولار. بوصفها مثالًا على شركة أوروبية بارعة في تقديم الملاحظات. الشركة السويدية المتخصصة في البرمجة التفاعلية لديها مساعد يعتمد على GPT-5 يسمى «لوفابل أسستنت 5».
تجربة إطلاق GPT-5
كذلك قالت موديانـو: «عندما أُطلق GPT-5، كانت لوفابل من الشركات التي شاركت معنا في الإطلاق. وكانت ضمن المرحلة التجريبية الألفا. أي من أوائل من حصلوا على حق الوصول المبكر إلى GPT-5. وقد قدموا لنا الكثير من الملاحظات. كنت في مكاتبهم لمدة أسبوع. وكنا حرفيًا كل ساعة نعقد جلسات مراجعة. كنا نسأل: كيف تعمل هذه الخاصية؟ ماذا نحتاج؟».
وأضافت: «إطلاق GPT-5 حمل بالفعل لمسة المطورين الأوروبيين داخل النموذج الذي تستخدمونه جميعًا اليوم. لذا، إن لم تكونوا صريحين في آرائكم، فأنتم تفوتون فرصة عظيمة».
كما أشادت موديانـو بمنصة «سانا» السويدية لتعلم الذكاء الاصطناعي. قالت: «كنت في مكاتبهم قبل بضعة أشهر. وقالوا: نحن نحتاج حقًا إلى هذه القدرة في الصوت، نغمة الصوت. السرعة، هذه هي احتياجاتنا. أخذنا هذه الملاحظات، ثم تحققنا ممن لديه ملاحظات مشابهة. وبعدها نضع هذه الميزة في أولويات خارطة الطريق للتأكد من أننا نلبي ما يطلبه العميل».
وأضافت: «أكرر هذه النصيحة كثيرًا. أقول إن كل شركة ناشئة. وخاصة شركات الذكاء الاصطناعي. يجب أن يكون لديها مسؤول ملاحظات رئيسي. لأننا لا يمكننا تطوير وإدراج ميزات وتحسينات جديدة في خطتنا إلا إذا عرفنا ما الذي يريده العملاء».
الشركات الناشئة الأوروبية مقابل الأمريكية
كذلك أشعلت تصريحات موديانـو الجدل الدائم حول الفروقات بين رواد الأعمال في أوروبا ونظرائهم في الولايات المتحدة. حيث يتعرض الأوروبيون كثيرًا للانتقاد بسبب افتقارهم إلى الحماس والاندفاع ذاتهما اللذين يميزان الأميركيين.
في وقت سابق من هذا العام. اقترح بعض أصحاب رؤوس الأموال المخاطرة أن مؤسسي الشركات الناشئة في أوروبا بحاجة إلى زيادة ساعات عملهم — بما في ذلك العمل سبعة أيام في الأسبوع — ليكونوا أكثر قدرة على المنافسة عالميًا.
قال هاري ستيبينجز، مؤسس صندوق 20VC، في تصريحات سابقة لقناة «سي إن بي سي ميك إت» إن الأوروبيين ليسوا بارعين في تسويق أنفسهم عندما يقدمون شركاتهم لمستثمري رأس المال المخاطر. وغالبًا ما تعيقهم ثقافة التحفظ.
وبالمقابل، يتقن الأمريكيون سرد القصص المشوقة للترويج لأعمالهم. وأضاف: «أعتقد أننا في المملكة المتحدة كثيرًا ما نقلل من طموحاتنا».
وفي الآونة الأخيرة، وجّه وزير الأعمال البريطاني بيتر كايل انتقادات لطلاب الجامعات في بريطانيا. متهمًا إياهم بافتقارهم إلى الطموح وعدم امتلاكهم الدافع لتأسيس شركاتهم الخاصة. على عكس الطلاب في الجامعات الأمريكية.
كما قال كايل في فعالية استضافتها شركة «إنفيديا» لصناعة رقائق الذكاء الاصطناعي في لندن: «في بريطانيا، لو ذهبت إلى مجموعة من طلاب البكالوريوس. كم سيكون حجم هذه المجموعة قبل أن تجد شخصًا يقول إن سبب ذهابه إلى الجامعة هو أنه يريد أن يصبح مؤسسًا لشركة؟».
وأضاف: «روح ريادة الأعمال ببساطة غير موجودة — لا الحافز ولا الحماس».
المصدر: CNBC