استطاع “بودكاست فاصلة” أن يحصل على مكانة متميزة، بدعم من مبادرة إثراء المحتوى العربي. التي تقدم بالاشتراك بين الصندوق الثقافي، ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”.
وخلال الفترة الأخيرة أجرى “بودكاست فاصلة” سلسلة من الحوارات المثيرة، مع عدد من المخرجين السعوديين. الذين كشفوا كواليس رحلتهم مع التألق، لا سيما في أعمالهم الأولى. وما واجههم من تحديات، وكيف استطاعوا التغلب عليها وصولا إلى إنتاج سينمائي متطور.
بدأت فكرة مشروع “بودكاست فاصلة” تعبيرا عن الشغف العميق تجاه السينما. ورغبة في سد فجوة حقيقية لاحظها القائمون على الفكرة في المحتوى السينمائي المحلي.
كما استهدف المشروع أن يكون منصّة تسهم في تطوير المشهد السينمائي، عن طريق تسليط الضوء على المواهب السعودية وقصصهم وتجاربهم. مع التركيز على تقديم محتوى متخصص وجذاب للجمهور، واستقطاب جمهور متذوق للسينما. وذلك بحسب مقدم البودكاست أحمد العيّاد.
توثيق التحولات
وعن أسباب اختيار المجال السينمائي يقول العيّاد إن فريق المشروع يؤمن بأن السينما أداة قوية للتعبير الثقافي وتوثيق التحولات الاجتماعية. كما أن السينما السعودية اليوم تمر بمرحلة نمو مذهلة. وكان من المهم أن نواكب هذا الحراك من خلال منصة إعلامية تواكب الحدث وتدعمه. اعتمادًا على تقديم محتوى صادق ومهني يلامس اهتمامات الجمهور ويبتعد عن التغطيات التقليدية. بما يضمن الجودة في الطرح. وبناء علاقة حقيقية مع صُنّاع الأفلام والجمهور معًا، مما يساعد على بناء قاعدة جماهيرية جيدة متفاعلة خلال وقت قصير.
مستقبل السينما
ولأن صناعة الأفلام تشهد تنامي متسارع من حيث الإنتاج وجودة العمل أصبح هناك فرص متعددة لتطوير مستقبل السينما بصورة حيوية واعدة. ويضيف العيّاد “النجاح على المستويين المحلي والإقليمي هو الطريق للعالمية التي تتطلب رؤية فنية أصيلة تتجاوز الحدود المحلية. مع القدرة على معالجة مواضيع إنسانية بطرح فني مميز. فما لاحظناه أن المخرج الذي يمتلك صوتًا خاصًا. ويحترم تفاصيل الحرفة السينمائية هو الأقدر على الوصول إلى جمهور عالمي”، فعبر سلسلة الحوارات مع مخرجين سعوديين. تبين بأن التفاعل الجماهيري سبب للتركيز على تجارب الصّناع كالكتّاب والمصورين والسينمائيين، في الوقت الذي ندرك بأن المهرجانات لها دور محوري في دعم الصناعة، عبر توفير منصات للعرض والنقاش. وتحفيز صنّاع الأفلام على رفع معايير أعمالهم.
كما تخلق هذه الفعاليات مساحات للالتقاء بين صنّاع الأفلام والنقاد والجمهور. مما يثري الحوار السينمائي بشكل عام، مع الحرص على تفعيل وسائل الإعلام المتخصصة. لبناء ثقافة سينمائية واعية من خلال وجود منصات تتابع الإنتاج المحلي والعالمي. وتناقش الأعمال بعمق، مما يساعد في خلق جمهور أكثر تذوقًا ونقدًا للأعمال، وصولًا إلى رفع مستوى التوقعات والدعم تلك الصناعة بشكل عام.
إثراء المحتوى العربي
كما أوضح العيّاد بأن مبادرة إثراء المحتوى العربي تتماشى مع رؤى المشروع في إثراء المحتوى المحلي المتخصص. مضيفا: “تجربة ملهمة أتاحت لنا فرصة لتطوير مشروعنا بدعم مؤسساتي. والالتقاء بمشاريع أخرى متميزة في مجالات متعددة. ومبادرة إثراء المحتوى تميزت بجديتها في دعم المشاريع النوعية. واهتمامها الحقيقي بترك أثر طويل المدى. فالتقييم لم يكن فقط على الأفكار. بل على التنفيذ والتأثير الواقعي للمشاريع، مما جعل التجربة أكثر تحفيزًا وإلهامًا”.
يشار إلى أن بودكاست فاصلة كان أحد المشاريع الفائزة بالدورة الثالثة من مبادرة إثراء المحتوى العربي، ضمن مسار التدوين الصوتي حيث يدعم المسار المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مشاريع البودكاست الذي ينشر محتوى بفكرة جديدة ومجال متخصص حول أي موضوع متعلق بالثقافة المحلّية أو العربية ويقدم منحًا تصل إلى 200,000 ريال سعودي كحد أقصى لكل مشروع.