في خطوةٍ استثنائيةٍ ترسي دعائم مستقبل رياضيّ واعد، تُواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها نحو تحقيق تحوُّل اقتصاديّ شامل، وفق رؤية 2030 الطموحة؛ إذ يعدُّ الاستثمار الرياضي أحد أهمّ ركائز هذا التحوُّل؛ وتسعى المملكة، من خلال استثمارات ضخمة في البنية التحتية، واستضافة البطولات العالمية، وتطوير المواهب الرياضية، إلى أن تصبح مركزًا عالميًا للرياضة؛ ما يسهم في تنويع لاقتصاد، وتعزيز السياحة، وتحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة.
تولي رؤية 2030 اهتمامًا بالغًا بقطاع الرياضة، باعتباره رافدًا مهمًا لدعم الاقتصاد الوطنيّ وتعزيز جودة الحياة؛ إذ تهدف الرؤية إلى الحدّ من الاعتماد على النفط من خلال تعزيز القطاعات غير التقليدية، ومن أبرزها قطاع الرياضة، وتشمل أبرز أهداف الرؤية في هذا المجال زيادة نسبة المشاركة الرياضية؛ إذ تسعى المملكة إلى رفع نسبة مشاركة السكان في الأنشطة الرياضية إلى 40 % بحلول عام 2030، من خلال برامج مجتمعية ومبادرات تحفيزية.
استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى
وفي سياق تعزيز التأثير العالميّ في القطاع الرياضيّ، تخطط المملكة لاستضافة المزيد من الفعاليات الرياضية الكبرى؛ إذ تعدُّ هذه الفعاليات منصة مثالية لعرض قدرات المملكة التنظيمية والبنية التحتية المتطورة. كما تساهم في جذب السياح من جميع أنحاء العالم؛ ما يعزز الاقتصاد الوطنيَّ.
وتُولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بتشييد ملاعب ومنشآت رياضية عالمية المستوى، وذلك لاستضافة الأحداث الكبرى ودعم المنافسات المحلية والدولية؛ إذ تعدُّ هذه المنشآت الرياضية الحديثة جزءًا أساسيًا من البنية التحتية الرياضية المتطورة التي تسعى المملكة إلى بنائها، كما تُساهم في توفير بيئة رياضية مثالية للمواهب المحلية والعالمية.
تعزيز الصحة العامة
وفي إطار جهودها لتعزيز الصحة العامة، تطلق المملكة حملات وبرامج تهدف إلى ترسيخ ثقافة الرياضة وتحسين اللياقة البدنية بين المواطنينِ؛ إذ تعدُّ الرياضة جزءًا أساسيًا من نمط حياة صحيّ، وتساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة، وتحسين جودة الحياة بشكلٍ عام.
ويتوقعُ أن يكون للاستثمار الرياضيّ تأثيرٌ كبيرٌ على الاقتصاد السعودي؛ إذ يساهم في خلق فرص عمل جديدة، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وزيادة الإيرادات غير النفطية. كما يساهم في تعزيز السياحة الرياضية، التي تعدُّ من أسرع القطاعات نموًا في العالم.
وبالإضافة إلى التأثير الاقتصاديّ، يساهم الاستثمار الرياضيُّ في تحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة؛ إذ يعزز الرياضة قيم التسامح والتعاون والمنافسة الشريفة. كما يساهمُ في بناء مجتمع صحيّ ونشط، ويعززُ الشعور بالانتماء الوطنيّ.
حجم السوق الرياضية في المملكة
كشف باسم إبراهيم؛ مدير تطوير استثمارات قطاع الرياضة في وزارة الاستثمار، خلال مشاركته في أعمال منتدى الاستثمار الرياضي البريطاني السعودي الذي عقد في يونيو 2024 بالعاصمة البريطانية “لندن”، عن حجم السوق الرياضية في المملكة، الذي يُقدَّر بنحو 30 مليار ريال، متوقعًا وصول حجم السوق إلى 84 مليار ريال بحلول عام 2030، وذلك في ظل النمو المتسارع الذي يشهده القطاع الرياضي في المملكة، والذي يعكس رؤية المملكة 2030 الطموحة.
من جانبه، أفاد محمد النمر؛ نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي – البريطاني، بأن قطاع الرياضة والترفيه في المملكة قد نما بنسبة 12 % سنويًا بين عامي 2018 و2023، وهو ما يشير إلى تزايد الطلب على الأنشطة الترفيهية والرياضية في المملكة، ويعكسُ هذا النمو الكبير الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتطوير القطاع الرياضيّ، وجعله رافدًا مهمًا للاقتصاد الوطني.
منشآت رياضية متطورة
وتحرص المملكة على ترسيخ مكانتها كوجهة رياضية عالمية رائدة، وذلك من خلال استثمارات ضخمة في إنشاء منشآت رياضية متطورة، تساهم في تعزيز البيئة الرياضية، واستقطاب الفعاليات الرياضية الكبرى، وتوفير تجربة رياضية فريدة لعشاق الرياضة من جميع أنحاء العالم.
• مشروع القدية:
يُعدُّ مشروع القدية أحد أبرز المشاريع الرياضية والترفيهية في المملكة؛ إذ يضمُّ مضامير لسباقات السيارات، ومرافق للرياضات المغامرة، وملاعب متعددة الاستخدامات؛ ما يجعله وجهة رئيسة لعشاق الرياضة في المنطقة، ويهدف المشروع إلى توفير تجربة رياضية وترفيهية متكاملة، تساهم في جذبِ السياح من جميع أنحاء العالم، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية.
• تروجينا في نيوم:
يشكّل مشروع “تروجينا” في نيوم وجهة مستقبلية للسياحة الجبلية والرياضات الشتوية؛ إذ يضمُّ منتجعًا للتزلج على الجليد، ومرافق للرياضات الشتوية الأخرى؛ ما يجعله وجهة فريدة من نوعها في المنطقة.
ومن المقرر أن يستضيف مشروع “تروجينا” دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029؛ ما يرسخُ مكانة المملكة كوجهة رياضية عالمية، وقدرتها على استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى.
• استثمارات رياضية أخرى:
وبالإضافة إلى مشروعي “القدية” و”تروجينا”، تستثمر المملكة في إنشاء العديد من المنشآت الرياضية الأخرى؛ مثل: الملاعب والصالات الرياضية، ومراكز التدريب الرياضيّ. ذلك بهدف توفير بيئة رياضية متكاملة، تُساهم في تطوير المواهب الرياضية المحلية، واستقطاب الفعاليات الرياضية الكبرى.
المملكة في قلب الأحداث الرياضية الكبرى
على مدى الأعوام العشرة القادمة، ستشهد المملكة تحولًا تاريخيًا في المشهد الرياضي العالمي؛ إذ ستكون على موعد مع استضافة فعاليات رياضية كبرى، تضعها في قلب الأحداث الرياضية الدولية، ففي عام 2027، تستضيف المملكة كأس آسيا لكرة القدم، تليها استضافة كأس العالم لكرة القدم 2034، ودورة الألعاب الآسيوية “آسياد 2034”.
ولن تقتصر استضافات المملكة على هذه الأحداث الكبرى فقط؛ بل شهدت أيضًا استضافة متكررة لكأس السوبر الإيطالي والإسباني، بالإضافة إلى استضافة الأدوار النهائية من دوري أبطال آسيا للنخبة خلال العامين القادمين، ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، هذا التنوع في استضافة الأحداث الرياضية يؤكد على طموح المملكة الكبير في أن تصبح واحدة من أكبر الوجهات الرياضية في العالم، وليس فقط في كرة القدم.
قفزة هائلة في استضافة الأحداث الرياضية
ولم تكن القفزة الهائلة التي حققتها المملكة في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وليدة الصدفة؛ بل هي نتاج دعم الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- فالمملكة لم تكن حديثة عهد بالاستضافات الرياضية؛ فهي التي قدمت للعالم فكرة بطولة كأس القارات، التي أقيمت أول نسختين منها في المملكة تحت اسم “كأس الملك فهد للقارات”، وكذلك بطولة كأس الخليج العربي التي استضافتها المملكة أربع مرات سابقة.
وبدأت علاقة المملكة مع الأحداث الرياضية الكبرى عبر رياضة السيارات والدراجات النارية؛ إذ كان الحدث الأبرز هو حضور “فورمولا إي الدرعية” في عام 2018، تلاه “رالي داكار” في عام 2020، ثم جائزة السعودية الكبرى “فورمولا 1” في عام 2022. أما الأحداث الكروية، فقد بدأت باستضافة كأس السوبر الإيطالي في عام 2018، ثم السوبر الإسباني، والسوبر الأفريقي، ومرحلة التجمع في دوري أبطال آسيا الذي أعقب جائحة كورونا، وبطولات للفئات السنية.
المملكة موطنًا للرياضات المتنوعة
لم تقتصر استضافات المملكة على الرياضات الجماعية والفردية فحسب؛ بل شملت أيضًا رياضات أخرى متنوعة؛ مثل: بطولة الشطرنج العالمية “كأس الملك سلمان للشطرنج” في عام 2017، وماراثون الرياض الدولي في عام 2018، وبطولة البلوت في العام نفسه، وبطولة سوبر جلوب لكرة اليد.
أما في رياضة الملاكمة والفنون القتالية؛ فقد استضافت المملكة العديد من النزالات الدولية؛ مثل: نزال الدرعية، ونزال البحر الأحمر، ونزال القرن، ودورة الألعاب العالمية للفنون القتالية في عام 2023.
ولم تغفل المملكة أيضًا الرياضات التراثية؛ مثل الفروسية والهجن؛ إذ نظمت كأس السعودية بجائزتها الأغلى عالميًا، وبطولات أخرى؛ مثل القدرة والتحمل الدولي، وجمال الخيل العربي، وبطولة لونجين العالمية، ومهرجان الملك عبد العزيز، ومهرجان ولي العهد، وكأس العلا.
وفي الرياضات الإلكترونية؛ فقد أصبحت المملكة موطنًا للأحداث الكبرى؛ مثل “موسم الجيمرز ولاعبون بلا حدود، وبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية”.

جهود مستمرة لتطوير القطاع الرياضي
وحقق برنامج جودة الحياة في المملكة العربية السعودية إنجازاتٍ ملموسة في مجال الرياضة، مسجلًا أرقامًا قياسيةً تؤكد التطور النوعي الذي يشهده القطاع الرياضي في المملكة؛ ففي إطار مبادرة “أماكن حيوية”، شهدت المملكة تنظيم العديد من الفعاليات والسباقات الرياضية المتنوعة، كان أبرزها ماراثون الرياض الدولي الأول، الذي استقطب أكثر من 15 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم؛ ما يعكس الاهتمام المتزايد بالرياضة في المملكة.
كما شهدت مدينة الدمام تشغيل القبة الرياضية المغلقة “دوم الرياضة للجميع”، التي ضمت أكثر من 15 نشاطًا رياضيًا مختلفًا، وسجلت أكثر من 43,100 مستفيد، وفي إطار برنامج مراكز أندية الحي الترفيهية التعليمية، بلغ عدد المسجلين أكثر من 35,000 طالب وطالبة في 45 ناديًا حول المملكة، وارتفع عدد الأعضاء إلى 15,000 عضو خلال عام 2023.
مجتمع حيوي ونشاط رياضي
حظيت مبادرة “مجتمع حيوي” بإقبال واسع؛ إذ سجل أكثر من 25,000 مشارك في برنامج “نشاطي” الذي يستهدف الشباب دون سن 18، وشارك أكثر من 13,000 فرد في برامج وأنشطة رياضة التنس في أندية الحي الترفيهية والتعليمية، وسجلت مبادرة “تحرك معنا” مشاركة نحو 10,000 فرد في فعاليات أقيمت في 13 مدينة حول المملكة، تضمنت سباقات الجري والدراجات.
برامج تستهدف فئات عمرية مختلفة
وفي خطوة أخرى لتعزيز القطاع الرياضي بالمملكة، أطلق الاتحاد السعودي للرياضة للجميع مشروع “كبار السن” بالشراكةِ مع مؤسسة نيوكاسل المتحدة، وهو أول برنامج يستهدف هذه الفئة العمرية، ويهدف إلى رفع مستويات النشاط البدني، وبلغ عدد المشاركين أكثر من 1,800 شخص.
وبالإضافة إلى ذلك، شهد عام 2023 إطلاق النسخة الرابعة من بطولة ساند كلاش لرياضة الكروسفت، التي تعد أكبر مسابقة في هذه الرياضة في المملكة والمنطقة، وشارك فيها أكثر من 2000 رياضي محلي وعالمي، وسجلت عضوية أكثر من 800 شخص. كما أقام الاتحاد أكثر من 10 تحديات رياضية، شارك فيها أكثر من 32,000 شخص.
وشهد عام 2023 استحداث أكثر من 400 مجموعة رياضية جديدة عبر تطبيق الرياضة للجميع، الذي يعد منصة تواصل وتنسيق لممارسة الأنشطة الرياضية.
إستراتيجية التدريب الوطني
وفي إطار جهود ومبادرات برنامج جودة الحياة، واصلت وزارة الرياضة السعودية مساعيها لتطوير وتنفيذ إستراتيجية التدريب الوطني، التي تهدف إلى الارتقاء بمنظومة التدريب الرياضي وصقل المواهب وتطوير الكفاءات، عبر سلسلة من البرامج والدورات التدريبية المصممة خصيصًا لتطوير أداء المدربين واللاعبين.
وأثمرت هذه الجهود عن تخريج 28 طالبًا وطالبة من منسوبي القطاع الرياضي، وذلك في برنامجين متخصصين أقامهم معهد إعداد القادة، وهما برنامج الدبلوم العالي للقيادة، وبرنامج الدبلوم التنفيذي في الإدارة الرياضية.
مبادرات تطوير الأكاديميات الرياضية
وفي سياق متصل، أعلن عن إطلاق مجموعة من البرامج التدريبية والمعسكرات ضمن مبادرة تطوير الأكاديميات الرياضية، التي تهدف إلى تطوير القطاع الرياضي واكتشاف المواهب وتعزيز ثقافة الاحتراف الرياضي، وكان من أبرز هذه المبادرات تنفيذ أكثر من 61 فعالية لاكتشاف وتطوير مواهب كرة القدم في أكاديمية مهد الرياضية، بمشاركة تجاوزت 10,825 موهبة في 10 مدن مختلفة بالمملكة.
وعلى صعيد المعسكرات التدريبية، أقيمت 4 معسكرات لرياضة كرة القدم في كل من هولندا وبريطانيا وقطر والرياض، بالإضافة إلى 3 معسكرات لكرة اليد في مصر والرياض وأبها، وساهمت هذه المعسكرات في توفير بيئة تدريبية متقدمة للمواهب الرياضية، وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم.
شراكة إستراتيجية لتعزيز الاستثمارات الرياضية
وفي خطوة أخرى تعكس التوجهات الإستراتيجية للمملكة نحو تعزيز الاستثمار في القطاع الرياضي، أعلنت شركة “سرج للاستثمار الرياضي”، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، في 13 يناير الماضي، عن توقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية مع شركة “إنفيلد إنفستمنت بارتنرز” الأمريكية، بهدف استكشاف فرص النمو الواعدة في القطاع الرياضي العالمي.
وبموجب هذه الاتفاقية، تعمل الشركتان على التعاون الوثيق لاستكشاف فرص النمو المتاحة في قطاع الرياضة العالمي، وفي الأصول الرياضية الأخرى؛ مثل الأندية والدوريات ووسائل الإعلام والبنية التحتية الرياضية بشكلٍ عام. وتأتي هذه الشراكة في أعقاب إطلاق شركة “إنفيلد إنفستمنت بارتنرز” لصندوق عالمي جديد بقيمة تتجاوز 4 مليارات دولار، مخصص للاستثمار في الأصول الرياضية.
أهداف الشراكة
ويهدف الطرفان من خلال هذه الشراكة الإستراتيجية إلى تعزيز الاستثمارات الرياضية على المستويين الإقليمي والعالمي، وذلك من خلال الاستفادة من الخبرات والإمكانيات المتاحة لدى الشركتين، وتعدُّ هذه الشراكة خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني، وجعل الرياضة رافدًا مهمًا للاقتصاد.
وتأكيدًا على أهمية هذه الشراكة، تقوم شركة “إنفيلد إنفستمنت بارتنرز” بتأسيس مقر إقليمي لها في العاصمة السعودية “الرياض”، بالإضافة إلى مقرها الرئيس في العاصمة الأمريكية واشنطن، ويعكس هذا القرار التزام الشركة بالاستثمار في السوق السعودي، والمساهمة في تطوير القطاع الرياضي في المنطقة.
ويتوقع أن يكون لهذه الشراكة تأثير كبير على القطاع الرياضي في المملكة العربية السعودية والمنطقة بشكلٍ عام؛ إذ تساهم في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وتطوير البنية التحتية الرياضية، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة رياضية عالمية.
منتدى الاستثمار الرياضي 2025
وتستعد العاصمة السعودية “الرياض” لاستضافة فعاليات “منتدى الاستثمار الرياضي 2025″، المقرر انطلاقه في السابع من أبريل المقبل، في فندق “ريتز كارلتون الرياض”؛ إذ سيشكل هذا الحدث المحفل الأبرز لصناعة الرياضة والاستثمار في المنطقة، وذلك برعاية مشتركة من وزارتي الرياضة والاستثمار في المملكة العربية السعودية.
ويجمع المنتدى نخبة من القادة الرياضيين، والمستثمرين، والمسؤولين الحكوميين، ورؤساء الأندية، والخبراء الدوليين؛ لمناقشة أبرز التحديات والفرص التي تعيد رسم ملامح الاقتصاد الرياضي على المستويين المحلي والدولي، ويتناول المنتدى مجموعة من القضايا الأساسية التي تساهم في تعزيز جاذبية القطاع الرياضي للاستثمارات، وذلك من خلال جلسات حوارية متخصصة، وورش عمل، ومعرض مصاحب، و”قاعة الفرص الاستثمارية”.
• محاور رئيسة للمنتدى
وتشمل أبرز محاور المنتدى مناقشة البنية التحتية الرياضية، وتطوير المنشآت والمرافق الرياضية، وفق أحدث المعايير العالمية؛ بما يسهم في تحسين تجربة الجماهير وزيادة العوائد الاقتصادية، والقدرات البشرية وتمكين الكفاءات، عبر استعراض إستراتيجيات تطوير الكوادر الوطنية وتأهيلها لقيادة مستقبل الرياضة. كما تشمل المحاور أيضًا تمكين المرأة في الرياضة، عبر تسليط الضوء على الجهود المبذولة لزيادة مشاركة المرأة في مختلف المجالات الرياضية، والبطولات والاستضافات العالمية، عبر استعراض التأثير الاقتصادي والاجتماعي لاستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى.
ومن المحاور الأخرى التي سيتم مناقشتها في المنتدى تنوع الاستثمارات الرياضية، ومناقشة الفرص الجديدة في قطاع الرياضة من الأندية، والشراكات التجارية، إلى الملكية الخاصة والصناديق الاستثمارية، وصناعة الأصول الرياضية، وبحث سبل تطوير العلامات التجارية الرياضية والأصول القابلة للاستثمار؛ مثل الفرق والملاعب والبنية التحتية الرقمية.
كما سيتم التطرق إلى التقنية والذكاء الاصطناعي في الرياضة، عبر استعراض أحدث الابتكارات التكنولوجية التي تعيد تشكيل قطاع الرياضة.
• التشريعات والحوكمة الرياضية
وتشملُ المحاور أيضًا التشريعات والسياسات التمكينية، ومناقشة دور القوانين واللوائح في تحفيز الاستثمارات الرياضية وتسهيل دخول المستثمرين إلى القطاع، والتحكيم الرياضي وحوكمة القطاع عبر تعزيز الشفافية والحوكمة الفعالة في إدارة الشؤون الرياضية والتعامل مع النزاعات القانونية.
ويتميز المنتدى بمشاركة نخبة من المتحدثين من الجهات الحكومية، والأندية، والاتحادات الرياضية، والشركات الاستثمارية، والمجموعات المالية العالمية، وسيناقش أحدث المستجدات في القطاع الرياضي، كما يشارك معهد إعداد القادة في تقديم رؤى مختصة بشأن تطوير الكفاءات وتمكين القادة الرياضيين، ويتضمن المنتدى معرضًا رياضيًا مصاحبًا يضم شركات رائدة في صناعة الرياضة، بالإضافة إلى قاعة الفرص الاستثمارية، وفي إطار دعم تطوير الرياضة في المملكة، سيشهد المنتدى الإعلان عن عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية، وإطلاق مشروعات رياضية واستثمارية.
ويمثل منتدى الاستثمار الرياضي 2025 فرصة استثنائية للمستثمرين وقادة الأعمال وصناع القرار في القطاع الرياضي؛ إذ يجمع بين جميع الأطراف الفاعلة تحت سقف واحد لرسم خريطة طريق جديدة لمستقبل الرياضة في المملكة.
المملكة تسير بخطى ثابتة
وفي نهاية المطاف، يتضح جليًا أن المملكة تسير بخطىً ثابتةٍ وواثقةٍ نحو تحقيق رؤيتها الطموحة في أن تصبح وجهةً رياضيةً عالميةً رائدةً؛ فمن خلال استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرياضية، واستضافة فعاليات رياضية عالمية المستوى، وتطوير المواهب الرياضية، تحرص المملكة على بناء قطاع رياضيّ مستدام، يساهم في تنويع الاقتصاد الوطني، وتعزيز جودة الحياة، وتحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة.
وتعكس هذه الجهود الحثيثة، التي تتجسد في مشاريع عملاقة؛ مثل القدية وتروجينا، واستضافة بطولات عالمية كبرى، التزام المملكة الراسخ بتطوير القطاع الرياضي، وجعله رافدًا مهمًا للاقتصاد الوطني.
ومع استمرار هذه الجهود، يتوقع أن تشهد المملكة نموًا متسارعًا في القطاع الرياضي، وأن تصبح وجهةً جاذبةً للاستثمارات الرياضية العالمية، وموطنًا لأبرز الفعاليات الرياضية في المنطقة والعالم.