تفشل الشركات لأسباب كثيرة، ليس أقلها أن التواصل بين الموظفين لا يتم بالشكل الجيد، أو أن هذا التواصل يتم، بطرق مختلفة، لكنه ليس فعالًا ولا مجديًا، بل إنه، في كل مرة، يقود إلى نتائج سلبية إن لم تكن كارثية.
إن غياب الرؤية الواضحة، والتوجه الإداري البيّن، وتردي الشركة/المؤسسة في حالة من التشتت والتخبط، ربما يكون أحد عوامل أو غياب التواصل بين الموظفين بشكل فعال ومجدٍ، وربما، أيضًا، يكون أحد عوامل انهيار الشركات وترديها.
وعلى الناحية المقابلة، تقع الكثير من مشكلات العمل بين الأقسام المختلفة في شركةٍ ما؛ ولذا فإن إحداث حالة من التواصل الفعال والمرن أحد أهم الأهداف التي يجب على الشركة أن تضعها بقائمة أولوياتها.
الشفافية.. حل مثالي
من بين الأسباب الأساسية لإساءة الفهم، وصنع حالة من التشوش في الشركة، هو غياب المعلومات الصحيحة والموثوق منها؛ وفي بيئة كهذه تنتشر الشائعات وتُروج الأخبار الزائفة، وهو الأمر الذي يؤثر في العمل بالسلب.
فطالما أن بيئة العمل تشوبها حالة من التخبط، وتُروج فيها الإشاعات؛ فمن المنطقي أنها لن تكون بيئة صحية، ولا يمكن أن ينتج عنها أي شيء يدفع الشركة قُدمًا ويساهم في تطورها وتقدمها.
لكن ماذا يضير الشركة إن هي كانت واضحة مع موظفيها، ولم تخف عنهم أي شيء يتعلق بهم، (بمستقبلهم المهني الخاص) أو بمستقبلها هي نفسها؟ في الحقيقة، ليست هناك أي خسائر في الصراحة ولا في الشفافية، وإنما تنبع سياسة التخفي والكتمان من قرار إداري خاطئ اتخذه مدير هنا أو هناك.
“المعرفة قوة”
هذه المقولة “المعرفة قوة” هي مقولة الفيلسوف الفرنسي الراحل ميشال فوكو؛ وهي تعني، من بين ما تعنيه حمولاتها الدلالية، أننا سنكون أقوياء بقدر ما لدينا من معلومات، وأنه طالما تمكنا من امتلاك معلومات حول الحاضر سيكون المستقبل طوع أيدينا، وسنتمكن من صياغته على هوانا، ووفق رغباتنا.
وإذا نقلنا النقاش هذا ووجهة النظر الفوكوية “نسبة إلى ميشال فوكو” إلى صعيد العمل والصراعات بين الموظفين، فسنجد أنه كلما ساهمت الشركة في إمداد موظفيها بالمعلومات الصحيحة والدقيقة، اتضح أمامهم الطريق الذي يتعين عليهم السير فيه، ومن ثم سيعزف كل الموظفين مقطوعة واحدة، ولن يشذ عنهم واحد.
ولن تظهر أي حالة من الصراع، ولا المشاحنات، ولا الخلافات، وإنما ستكون الأمور محصورة، وبشكل رئيس، في مجال المنافسة، والرغبة في التحسين والتطوير للعمل، وهكذا، وهي ميزة إيجابية للشفافية، والوضوح مع الموظفين.
وثمة أمر على قدر كبير من الأهمية يتعين علينا الإشارة إليه في هذا الصدد، وهو أن ليس مهمًا فقط أن ننقل المعلومات، ولا أن ننشرها بين الموظفين، وإنما الطريقة التي يتم بها نقل المعلومة، وإمداد الموظفين بها لا تقل أهمية عن ذلك.
اقرأ أيضًا:
Agile .. الإدارة الرشيقة للمشروعات