لا يتأتى التغلب على التسويف من حسن إدارة الوقت، وتلك في حد ذاتها إحدى المعضلات التي تعرقل حل المشكلة؛ فالتسويف ليس متعلقًا بتنظيم وإدارة الوقت، وإنما هو عملية نفسية وعصبية معقدة، وتخضع لديناميكيات جمة، بعضها متصل بالشخص الذي يُسوّف وبعضها الآخر متعلق بالمهام التي يسوفها.
أضف إلى ذلك أن التسويف حالة بشرية؛ حيث يعترف حوالي 95% من الناس بتأجيل العمل، وفقًا لبيرس ستيل، مؤلف كتاب «معادلة التسويف».
إذًا الناس يسوفون، وهذا في حد ذاته أحد الأمور التي تعرقل التغلب على التسويف؛ فطالما أن الناس جميعهم يسوّفون مهامهم فلماذا لا أفعل أنا أيضًا مثلهم؟ هكذا قد يكون لسان حال المسوفين.
اعتمادًا على الطرح السابق يمكننا القول إن التغلب على التسويف ليس بالمهة السهلة، ولا يمكن القضاء على هذه العادة بين عشية أو ضحاها، وإنما سيتطلب الأمر دربة ومرانًا طويلين، لا سيما إذا علمت مثلًا أن التسويف، كما يعرفه تيم بيشيل؛ مؤلف كتاب “حل لغز التسويف”، رد فعل عاطفي عميق بحت لشيء لا نريد القيام به، فأنت نافر من أمر ما لذلك تماطل في القيام به، هذا النفور مسألة نفسية يجب التعامل معها.
اقرأ أيضًا: تعيين حد زمني للمهمات.. السبيل إلى ضبط إيقاع يومك
طرق التغلب على التسويف
ويرصد «رواد الأعمال» بعض الخطوات والممارسات التي قد تكون مفيدة في التغلب على التسويف، وذلك على النحو التالي..
-
الوعي بالمشكلة
أول خطوة من خطوات التغلب على التسويف هي إدراكك أنك تسوّف بالفعل، فالوعي بالمشكلة أول خطوة على طريق حلها، لكن يجب أن تعلم والحال كذلك أنك بالفعل تسوف؛ فإذا أرجأت القيام بمهمة ما لفترة وجيزة لأنك عالق في أداء مهمة أخرى ملحة وضرورية فأنت في هذه الحالة لا تكون مماطلًا ولا مسوفًا.
وإذا انصرفت كذلك إلى مهمة أكثر أهمية وأجلت أخرى أدنى في الأهمية لا تكون مسوفًا ولا مماطلًا، لكن إذا أجلت مهمة لأنك تنتظر الوقت المناسب أو المزاج المناسب مثلًا فأنت في هذه الحالة تكون مسوفًا، وعليك الوعي بالمشكلة كأول خطوة من خطوات التغلب على التسويف.
اقرأ أيضًا: كيف ينظم برنامج Zoho Bookings أعمالك التجارية؟
-
فهم السبب
ومن ضمن طرائق التغلب على التسويف أن تعرف حقًا ما هو السبب الذي يقودك إلى ذلك، صحيح أننا نعرف أن هناك أسبابًا شائعة للتسويف لكننا نريد منك أن تعرف أسبابك أنت بالذات.
فحين تعرف السبب الذي يؤدي بك إلى المماطلة في إنجاز مهامك، ستتمكن، حين تضع الخطة المناسبة، من التغلب على التسويف؛ فلو وجدت المهمة مملة مثلًا فلمَ لا تجعلها أكثر إمتاعًا عبر إضافة أو إدخال بعض التعديلات عليها. بهذه الطريقة ستكون قد عرفت الطريق إلى قلب المحاجة، والخروج من نفق المماطلة المظلم.
-
ممارسات جديدة
ولو أنك أردت بحق الخروج من نفق المماطلة المظلم ذاك والتغلب على التسويف فلزامًا عليك اعتماد بعض الممارسات الجديدة واعتيادها أيضًا، فمثلًا كف عن جلد ذاتك على ما فرطت في الماضي، وعلى التسويف الذي وقعت فيه؛ حيث تشير الدراسات إلى أن مسامحة الذات يمكن أن تساعدك في الشعور بمزيد من الإيجابية تجاه نفسك، ومن ثم التغلب على التسويف في المستقبل.
ينبغي عليك أيضًا أن تواجه المهام لا أن تهرب منها، وتساعدك في ذلك كتابة المهام التي تريد إكمالها وحدد وقتًا لإنجازها؛ فبهذا ستتمكن من التغلب على التسويف بشكل استباقي.
وإذا أكملت مهمة صعبة في الوقت المحدد كافئ نفسك بأي شيء تراه مفيدًا وسارًا بالنسبة لك؛ سيزيد هذا من عزمك ويقوي همتك.
ولا يتأتي التغلب على التسويف إلا من خلال السيطرة على المشتتات، عليك مثلًا أن تغلق بريدك الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، وتجنب الجلوس في أي مكان بالقرب من التلفزيون أثناء عملك، إذا كنت تعمل من المنزل على سبيل المثال.
من المهم أيضًا أن تنهض بالمهام التي تجدها أقل متعة في وقت مبكر؛ سيمنحك هذا بقية اليوم للتركيز على العمل الذي تجده أكثر إمتاعًا، ومن ثم ستتمكن من التغلب على التسويف لأنه لم يعد ثمة دافع له.
اقرأ أيضًا:
- أفكار لتنظيم الوقت وتغيير حياتك للأفضل.. فرصة لتحقيق التميز
- سوء إدارة الوقت.. تداعيات عدم القدرة على التخطيط
- تنظيم الوقت أثناء الأزمات.. كيف تنجو بأقل الخسائر؟
- إدارة وقت الأعمال.. كيف تحافظ على صحتك العقلية؟
- الروتين الصباحي وعادات الناجحين