تبرز أهمية التعامل مع الأرباح عند تحقيق الهدف النهائي لأي مشروع وهو تحقيق الربح؛ إذ ليس مهمًا فقط أن ينطلق هذا العمل ويصبح مربحًا وإنما أن يكون الربح مستدامًا على المدى الطويل. إذا كان عملك الصغير يحقق أرباحًا الآن فهذا إنجاز رائع لشركتك وأخيرًا يؤتي عملك الجاد ثماره، ولكن ثمة مرحلة أخرى عليك الدخول فيها وهو الحفاظ على الربح واستدامته.
بمجرد أن يحقق المشروع أرباحًا فإن القرار التالي الذي يجب اتخاذه هو كيفية استخدام هذه الأرباح. إذا كنت في تلك المراحل المبكرة فالأمر لا يتعلق فقط بدفع المزيد لنفسك لشراء شيء ممتع بل بإعداد شركتك للنمو المستقبلي والنجاح على المدى الطويل.
لا يعني البدء في جني الأرباح أنه يمكنك رفع يديك عن عجلة القيادة أو الارتكان إلى الراحة، وإنما ستحتاج إلى تتبع ربحيتك عن كثب للتأكد من عدم انزلاق الأمور، هذا يعني أن التعامل مع الأرباح مرحلة تالية لتحقيق الربح، وواجب لا بد من النهوض به.
طرق التعامل مع الأرباح
نقدم في «رواد الأعمال» طرق التعامل مع الأرباح وذلك على النحو التالي..
-
الادخار للطوارئ
أول الأشياء التي يجب أن تضعها في اعتبارك عند التفكير في التعامل مع الأرباح هي مدخراتك. هل لديك أموال كافية للأيام الصعبة وتغطية احتياجات رأس المال العامل في حالة وجود نفقات طارئة أو تباطؤ غير متوقع في الإيرادات؟
ألقِ نظرة على تكلفة إدارة عملك على مدار الشهر. ثم ألقِ نظرة على حسابك المصرفي. إذا بدأت في رؤية تباطؤ خطير في الإيرادات أو نفقات كبيرة فإلى متى يمكنك المضي على هذا النحو؟ إلى متى يمكنك الاستمرار في دفع رواتب موظفيك؟
ضع في اعتبارك جني أموال كافية للتأكد من أنه يمكنك تغطية رأس المال العامل لعدة أشهر في حالة تعرضك لموقف صعب أو خسارة. هذه طريقة رائعة للمساعدة في ضمان استمرارية نشاطك التجاري حتى في مواجهة الانكماش الاقتصادي، وأيضًا للتعامل مع الأرباح بحكمة وحنكة.
اقرأ أيضًا: الأمان المالي للمشروع.. ماهيته وكيفية تحقيقه
-
إعادة الاستثمار والتوسع
هذه طريقة أخرى من طرق التعامل مع الأرباح؛ إذ يجب أن تحدد ما إذا كانت إعادة استثمار أرباحك الحالية وتحمل المزيد من التكاليف ستؤتي ثمارها على المدى الطويل. يجب أن تبدأ خطط التوسيع فقط بعد أن تقرر أن شركتك يمكنها تحمل تكاليف التشغيل الإضافية.
إذا قررت المضي قدمًا في إعادة استثمار أرباح شركتك الصغيرة لتنمية عملك فقد يكون لديك العديد من الخيارات: ربما ترغب في إنفاق المزيد من الأموال على تنمية قاعدة عملائك، أو إذا كانت لديك بالفعل قاعدة عملاء مزدهرة ومتنامية فربما حان الوقت لبدء خطوط أعمال جديدة؛ حتى تتمكن من زيادة مبيعاتك للعملاء الحاليين أو جذب عملاء جدد، هناك أيضًا خيار الاستعانة بمزيد من المساعدة حتى تستطيع خدمة المزيد من العملاء.
إذا كان لديك مشروع تجاري فعلي يستفيد ويتوسع فعليًا فربما يمكنك توسيع مساحتك أو الانتقال إلى موقع أكبر.
ضع في اعتبارك أيضًا أنك لست بحاجة بالضرورة إلى توفير نقود كافية لدفع ثمن موقع أو معدات أو موظفين جدد. قد تقرر أنك تفضل استخدام التمويل لمساعدتك في سداد هذه الاحتياجات. المهم إدراك أن إعادة الاستثمار طريقة أخرى من طرق التعامل مع الأرباح ولكن تحكمها عوامل أخرى كما أسلفنا.
اقرأ أيضًا: استغلال الإقناع في التعامل مع الممولين.. كيف يتحقق ذلك؟
-
سداد الديون أو إعادة الاقتراض
من المحتمل أنك تكبدت بعض الديون من أجل بدء نشاطك التجاري. إذا كان هذا هو مشروعك الأول فقد تضطر إلى الاقتراض بسعر فائدة مرتفع نسبيًا؛ لذلك قد ترغب في التفكير في إعادة التمويل أو استخدام بعض أرباحك لسداد الديون.
لديك خياران رئيسيان في هذه الحالة، وهما ضمن طرق التعامل مع الأرباح: يمكنك إجراء مدفوعات كبيرة تجاه الرصيد الأساسي لديونك، أو البحث عن إعادة التمويل. إذا كان لقرضك معدل فائدة مرتفع فقد ترغب في نقل بياناتك المالية المحدثة إلى المقرضين للتحدث عن إعادة التمويل. بمجرد إثبات أن نشاطك التجاري مربح قد تتمكن من إعادة التمويل بمعدلات أقل؛ لأنك معرض لخطر أقل بالتخلف عن السداد.
إذا دفعت رأس المال ستدفع فائدة أقل على مدى عمر القرض؛ ما يوفر لك المال. سيكون لديك أيضًا عبء دين إجمالي أقل، وذلك يزيد من أهليتك الائتمانية.
اقرأ أيضًا:
أبرز الأسئلة الشائعة عن التمويل.. مفاهيم مالية مُهمة
التغلب على المخاطر المالية.. أنواع وحلول
الفرق بين القرض والتمويل.. أدوات مالية مُهمة
تمويل المشاريع الصغيرة.. ما الخيارات المتاحة؟
التأثير في الممولين.. خطة الإقناع