يواصل العالم -بفنانيه ومفكريه ومواطنيه- رفع صوته عاليًا رفضًا لما يحدث في قطاع غزة، مظهرًا أن القضية الفلسطينية لم تعد محصورة في حدودها الجغرافية. بل أصبحت قضية إنسانية عالمية.
هذا التضامن مع غزة تجلى بوضوح في محافل دولية، مثل: أسبوع الموضة في كوبنهاغن، الذي تحول إلى منصة للاحتجاج ورفض العدوان. ما أثار غضبًا إسرائيليًا واسع النطاق.
الفن يحتج والواقع يفزع
وأظهرت لقطات مصورة أن الفن والأزياء يمكن أن يكونا وسيلة قوية للتعبير السياسي والإنساني.
علاوة على ذلك، يبرز التضامن مع غزة كونه فشلًا ذريعًا للجهود الإسرائيلية في إخفاء حقيقة أن فلسطين حاضرة في كل محفل، من منصات العروض العالمية إلى شوارع المدن الكبرى.
من ناحية أخرى، عبّرت عارضة أزياء عن هذا التضامن بارتداء فستان مستوحى من الكوفية الفلسطينية. بينما ارتدى مصممون آخرون الكوفيات وأعلام فلسطين.
كما حملت المشاركة الموسيقية وعارضة الأزياء جورا إندكس سبرينغ علمًا كتب عليه “تحركوا الآن ضد الإبادة الجماعية”؛ ما أدى إلى طردها من العرض.
وفي حين أن هذا الطرد يعكس محاولة لإسكات الأصوات المعارضة؛ فإنه يظهر كذلك مدى تأثير هذا التضامن مع غزة في كسر جدار الصمت المفروض.
شهادة جراح
وعلى صعيد آخر، يكتسب التضامن مع غزة بعدًا إنسانيًا صادمًا مع شهادة جراح أمريكي يدعى “مارك بيرلموتر”. حيث يشهد الجراح شهادة مؤثرة ومروعة حول دفن طفلين أحياء في مقبرة جماعية على يد جنود إسرائيليين باستخدام جرافة.
ويصف الجراح كيف اختنقت صرخات الطفلين بالتراب أثناء دفنهما أحياء، في مشهد لا يمكن أن يوصف بغير الوحشية المفرطة.
وبالإضافة إلى ذلك، يصف الجراح أن صرخاتهما اختنقت بالتراب أثناء دفنهما أحياء. وعندما انتشلت الجثث، وجد أن الطفلين كانا يرتديان قميصين باللونين الأحمر والأخضر. وكانت أيديهما مقيدة خلف ظهريهما. ما يؤكد طبيعة الفعل المروع الذي ارتكب بحقهما.
@sufyan.malik3180
كما وصف الجراح الأمريكي، هذا الفعل بأنه “نوع من الوحشية لا يمكن أن يحدث إلا…”، فإن شهادته تقف دليلًا صارخًا على أن الصراع ليس مجرد نزاع سياسي؛ بل أزمة إنسانية عميقة تعاني منها أرواح بريئة.
لا نية للسلام
وفي سياق متصل، تحدث الرئيس الأمريكي الأسبق؛ بيل كلينتون، عن الموقف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين. مؤكدًا أن الإسرائيليين، تحت قيادة “نتنياهو”، “ليس لديهم أي نية لمنح الفلسطينيين دولة”. كما أشار إلى أنهم لا يتحدثون عن السلام لأنهم لا يريدون للفلسطينيين دولة.
كذلك، يوضح “كلينتون” أنهم الآن منقسمون بشدة لدرجة أنهم لا يستطيعون تنظيم أنفسهم لتحقيق ذلك. وبينما يرى أن “نتنياهو” يريد مواصلة القتال ضد إيران ليبقى في السلطة، يعرب “كلينتون” عن أمله في أن تهدأ الأمور. كما يؤكد ضرورة إقناع الأصدقاء في الشرق الأوسط -في إشارة إلى إسرائيل- بأن الولايات المتحدة ستقف إلى جانبهم وتحميهم.
@aljazeera الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون: #نتنياهو يريد الحرب ضد #إيران لضمان بقائه في السلطة، والإسرائيليون ليس لديهم أي نية لمنح الفلسطينيين دولة #فيديو ♬ original sound – الجزيرة
وانتقد “كلينتون” فكرة “الحروب غير المعلنة” التي يكون ضحاياها الأساسيون من المدنيين الأبرياء الذين “لا يطلبون شيئًا سوى فرصة ليعيشوا حياة كريمة”.
ويختتم تصريحاته بأن السعي لإيقاف إيران عن امتلاك سلاح نووي أمر جيد، لكن يجب وقف “القتل المباشر والمستمر للمدنيين”.
صوت يهودي ضد الإبادة
وفي شهادة مؤثرة أخرى، قالت الممثلة اليهودية الأمريكية هانا إينبندر: “كشخص يهودي وأمريكي، أشعر بالرعب من المجزرة التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية بحق أكثر من 65,000 فلسطيني في غزة”.
وأكدت أن هذا الشعور بالخجل والغضب ينبع من أن هذه المجزرة الجماعية ممولة بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين.
@frozeliosolfeirzo #hannaheinbinder #freepalestine ♬ original sound – FrozelioSolfeirzo
وأكدت “إينبندر” أن دعوتها لفلسطين محررة تأتي من رغبة في الأمان المتبادل لجميع الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة.
كما أوضحت أن إدانتها لقصف إسرائيل لغزة ليست على الرغم مما تعلمته في المدرسة العبرية؛ بل بسبب ما تعلمته هناك من قيم إنسانية.
وأخيرًا، ختمت “إينبندر” حديثها بأن تصرفات إسرائيل ليست باسم الأمان اليهودي، مشيرة إلى أن هذا الخلط الشديد بين تصرفات إسرائيل والشعب اليهودي هو ما يواصل تعريض اليهود للخطر في جميع أنحاء العالم.



