عند التعرض للأزمات والكوارث تتعلق الأنظار بالمبدعين والمبتكرين؛ كي يجدوا طريقة أو يتوصلوا إلى ابتكار ما يساعد في تخطي الأزمة، وتاليًا تحسين سبل عيشهم وشروط حياتهم، ولعل جائحة كورونا الحالية دفعت إلى إعادة التفكير في الابتكارات الطبية، وجدواها وأهميتها، والابتكارات الطبية واحدة من هذه الأمور التي تنطوي على قدر كبير من الأهمية؛ إذ إنها تتعلق بالحفاظ على صحة الإنسان.
فمثل هذه الابتكارات _إن كانت مصلًا أو جهازًا طبيًا أو أي شيء آخر_ هي الكفيلة بإخراج الناس من هذه الأزمات، وتقديم الحل المناسب، وكانت المملكة العربية السعودية سباقة في دعم وتحفيز الابتكارات في هذا المجال المهم.
اقرأ أيضًا: سلوك المستهلك.. تنبأ واعمل وفقًا له
ونظّم المجلس الصحي السعودي، ممثلًا في المركز الوطني للمعلومات الصحية في العاصمة الرياض، خلال العام الماضي، “ماراثون الأفكار”؛ بهدف استكشاف الأفكار حول الابتكار الصحي الرقمي كمحرك استراتيجي من أجل المساعدة في زيادة تعزيز جودة خدمات الرعاية الصحية التي يتم توفيرها للمجتمع، واستقطاب المواهب الشابة من أبناء وبنات الوطن، وتحقيق أهداف القطاع الصحي في رؤية المملكة 2030، وذلك برعاية الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة؛ وزير الصحة رئيس المجلس الصحي السعودي.
وتهدف هذه المبادرة، وغيرها من المبادرات التي تطلقها المملكة في هذا المجال، إلى رفع الوعي بالتقنيات الصاعدة، وأثرها في قطاع الرعاية الصحية، وتحفيزهم على صناعة البرامج الصحية الرقمية المستقبلية، ودمج أصحاب المصلحة من الأكاديميين والقطاعات الحكومية والقطاعات الخاصة في المختبر لتوظيف التقنيات الصاعدة في تطوير الحلول الصحية.
اقرأ أيضًا: القيمة المضافة.. فرس الرهان في سوق المنافسة
وصنعت المملكة كذلك الكثير من المنصات الحوارية الفاعلة، أكثر من مرة؛ لمناقشة العديد من المواضيع المتعلقة بخدمات الرعاية الصحية؛ وذوي الاحتياجات الخاصة، الصحة النفسية، والأمراض المزمنة، بالإضافة إلى مواضيع التقنيات الرقمية، التجهيزات المؤتمتة (الروبوتات)، إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، قاعدة البيانات المتسلسلة (Blockchain)، وكيفية استخدام مثل هذه التقنيات الحديثة في الرعاية الصحية، وتوفير حياة صحية كريمة.
اقرأ أيضًا: تآكل العملاء.. الهاجس الأكثر خطرًا!
واجب إنساني
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد، أن الابتكارات الطبيه ليست مقتصرة على أصحاب المهنة الطبية فقط؛ إذ بإمكان الجميع تقديم أي ابتكار يخدم المجال الطبي ورعاية المرضى سواء من زاوية هندسية عملية، أو خدمية وإدارية.
فالأمر في هذه الابتكارات الصحية، كما من المفترض أن يكون كذلك في شتى الابتكارات الأخرى، متعلق بهدف إنساني في المقام الأول؛ إذ ليس أنبل من تيسير حياة الناس، وضمان صحتهم وسلامتهم.
اقرأ أيضًا: ظاهرة العميل النافر.. مِعول هدم الشركات
الرعاية الصحية ورؤية 2030
مثّلت الرعاية الصحية أحد مجالات التركيز الرئيسية في رؤية المملكة لعام 2030 والبرنامج الوطني للتحول؛ فالهدف الرئيسي لرؤية 2030 هو تنويع الاقتصاد بعيدًا عن المواد الهيدروكربونية وتحقيق قدر أكبر من مشاركة القطاع الخاص؛ من خلال تشجيع الاستثمارات المحلية والدولية في العديد من الصناعات الرئيسية مثل الرعاية الصحية.
حدد برنامج التحول الوطني، الذي تم تطويره للمساعدة في تحقيق رؤية 2030، عددًا من الأهداف الرئيسية التي يتعين على كل هيئة حكومية الوفاء بها بحلول عام 2020. ووضعت خطة الرعاية الصحية في المملكة، في إطار برنامج التحول الوطني، القطاع على مسار سريع للخصخصة والنمو في السنوات المقبلة.
اقرأ أيضًا:
ريادة الأعمال في المجال الطبي.. نمو اقتصادي وانتصار للإنسانية
طرق قياس الابتكار.. كيف تدوم الشركات؟
ما لا تعرفه عن الإبداع.. أساطير يجب التخلص منها