تؤمن الشركات الآن بأهمية لعب دور إيجابي في المجتمع؛ لذا بات دمج استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية في الحملات التسويقية مطلبًا رئيسًا وجوهريًا، خاصة أن الوعي بالمسؤولية الاجتماعية أمسى عالميًا وأكثر انتشارًا بين الفئات الشابة.
فوفقًا لدراسة أُجريت عام 2015 من قِبل Cone Communications، يستخدم 64% من جيل الألفية وسائل التواصل الاجتماعي؛ للتعامل مع الشركات حول القضايا الاجتماعية والبيئية.
وأشارت دراسة أجنبية أخرى إلى أن 78% من الأشخاص يريدون أن تتعاطى الشركات مع قضايا العدالة الاجتماعية، وقال 63% إنهم يأملون في أن تقوم الشركات بأدوار جمة فيما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية.
كل هذه المعطيات تجعل من دمج استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية في الحملات التسويقية _وفي التسويق ككل_ أمرًا محتمًا؛ إذ إن هذا إحدى ضمانات النجاح في المجال التسويقي ككل، وأحد العوامل التي تساعد في أن تأتي الحملة التسويقية بالنتائج المرجوة منها.
اقرأ أيضًا: 3 أمور مهمة عن المسؤولية الاجتماعية عليك معرفتها
كيفية دمج استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية
ويرصد «رواد الأعمال» بعض الخطوات التي تساعد في دمج استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية، وذلك على النحو التالي..
-
المحتوى الموجه
أول ما يتعين عليك فعله إن أنت أردت دمج استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية في حملتك أو استراتيجيتك التسويقية هو أن تعمد إلى تقديم محتوى موجه؛ بمعنى أن تعمد _عبر الحملة التسويقية_ إلى تقديم محتوى يقدم رسالتك التي تبغي إيصالها إلى جمهورك المستهدف، ولكن مع الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية.
لكن ما هو المحتوى الملتزم اجتماعيًا؟ ذاك سؤال كبير، ومن الصعب تقديم إجابة وافية عنه، لكن يمكن القول، اختصارًا، إن المحتوى الملتزم _سواءً من الناحية الاجتماعية أو البيئية_ هو ذاك المحتوى الذي لا ينجم عنه أي ضرر من جهة، ويعمل على توعية الجمهور بالقضايا ذات الصلة من جهة أخرى.
اقرأ أيضًا: استراتيجيات الشركات للحفاظ على كوكب الأرض.. كيف نحقق الاستدامة البيئية؟
-
ترسيخ الاستدامة
كثير من الناس يدّعون أن أعمالهم مستدامة، وأنهم يحرصون على تقديم محتوى أو منتجات مستدامة، في حين أن الواقع ليس كذلك غالبًا.
ومن ثم فإن ما عليك فعله _طالما أنك تفكر في دمج استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية في استراتيجيتك التسويقية_ أن تكرس نفسك ومشروعك للاستدامة، وأن يكون المشروع مستدامًا أو ملتزمًا بالاستدامة، سواءً من جهة نفسه أو من جهة ما يقدم من منتجات وخدمات، ذاك هدف كبير وطموح.
ولو أفلح المشروع في ذلك فلا شك أن النجاح سيكون حليفه من دون شك، أما عن التزام الاستراتيجية التسويقية بمعايير ومقتضيات المسؤولية الاجتماعية فما هو إلا تجلٍ لاستدامة المشروع ذاته.
ويمكن للحملة التسويقية؛ من أجل دمج استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية، أن تعزز مبدأ الاستدامة بطرق شتى، منها على سبيل المثال: توعية الناس بأهمية إعادة التدوير، وعدم استخدام مواد لا يمكن إعادة تدويرها في تغليف المنتجات التي يقدمها المشروع.
اقرأ أيضًا: مسؤولية رفع الضرر لدى الشركات.. لحظة وعي أخلاقية
-
الاستعداد للمساءلة
المسؤولية مساءلة المشروع أو الشركة لذاتها من جهة، واستعداد لها من جهة أخرى، وإذا أرادت الحملة التسويقية أن تتمكن من دمج استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية في عملها وأدواتها فإن عليها أن تؤكد لجمهورها أنها مستعدة للمساءلة، حال تسببها في إلحاق أي ضرر بالبيئة أو المجتمع.
والحملة التي تعبر عن التزامها بالمساءلة تؤكد مسؤوليتها من جهة، كما أنها تشير إلى أهمية الالتزام بالحفاظ على البيئة، والعمل على رعايتها وصون مواردها.
اقرأ أيضًا: كيف تفوز بجائزة العباقرة؟
-
التوعية
لو فكرت الاستراتيجية التسويقية في دمج استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية في نسقها العام فمعنى هذا أنه من الواجب عليها أن تعمد إلى التوعية دائمًا وأبدًا، بالطرق والآليات التي يمكن من خلالها الحفاظ على المجتمع، وصون موارد البيئة.
وعلى ذلك، فإن التوعية _التي تقوم بها الشركة أو المؤسسة_ يجب أن تكون مستدامة ولا تتوقف ولا أن تكون مرتهنة بوقت معين.
وهذه التوعية هي عمل طوعي تقوم به الشركة، وهي جزء من النهوض بأعباء ومقتضيات المسؤولية الاجتماعية، فالشركة تنهض بهذه الحملات التوعوية؛ من خلال الحملات التسويقية وخلافه، ليس من أجل الترويج لنفسها كشركة ملتزمة اجتماعيًا، وإنما لكي تعمل على توعية المجتمع بالقضايا الاجتماعية والبيئية ذات الصلة.
فالحملة التسويقية لا يجب أن تعمل على مجرد اكتساب المزيد من العملاء، ولا رفع معدلات المبيعات فحسب، وإنما القيام بدور توعوي في الوقت نفسه.
اقرأ أيضًا:
المسؤولية الاجتماعية للشركات والقضاء على التدخين
سوفيناس.. ومبادرات المسؤولية الاجتماعية
برنامج أجيال الفضاء.. الريادة في السماء