تؤكد التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي سرعة الانتقال من الترجمة البشرية إلى الترجمة الآلية، في حين لاحظ المترجم ناثان تشاكون، خلال خمس سنوات من عمله كمترجم محترف، تراجع الطلب على خدمات الترجمة المستقلة، إذ اعتمد الأشخاص أدوات الترجمة بالذكاء الاصطناعي لترجمة الوثائق من الإنجليزية إلى الإسبانية أو العكس.
يعد “تشاكون” نفسه من المترجمين القلائل الذين لم يتأثروا بالترجمة الفورية الرقمية. ويعمل مترجمًا ومفسرًا بدوام كامل في مستشفى للأطفال بمنطقة دالاس– فورت وورث. وإلا كانت مصادر دخله قد تأثرت سلبيًا في حال التزامه بالترجمة الحرة.
وقال “تشاكون”: “هناك الكثير من المترجمين الذين يشاركونني القلق نفسه. أنا أرى بوضوح كيف تستولي أدوات الذكاء الاصطناعي على المجال”.
تراجع الترجمة البشرية بفعل الذكاء الاصطناعي
شهدت مهنة الترجمة تراجعًا ملحوظًا نظرًا لانتشار تطبيقات الترجمة الفورية القائمة على الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن يتسارع الانتقال من الترجمة البشرية إلى الترجمة الآلية مستقبلًا.
كذلك، قال كارل بنديكت فري، أستاذ بجامعة أكسفورد: “الذكاء الاصطناعي اليوم في أضعف مستوياته، وما سيفعله لاحقًا سيكون أفضل بكثير. ومن المرجح أن نشهد تسارعًا في استبدال المترجمين البشريين”.
انخفاض عدد المترجمين
في العام الماضي، عمل حوالي 75,300 مترجم ومترجم فوري في قطاع الترجمة الفورية. ما يعد انخفاضًا بواقع 3% خلال خمس سنوات. بحسب بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي.
أيضًا أكدت دراسة حديثة أجرتها مايكروسوفت تصنيف مجال الترجمة والتفسير أكثر المجالات عرضة للاختفاء بسبب تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ورغم ذلك، أكد بعض الخبراء أن هناك قطاعات ستظل بحاجة إلى المترجمين البشريين مثل الترجمة الطبية والقانونية والمالية؛ لضمان الدقة اللغوية.
تطبيقات الترجمة الآلية
هاتف Google Pixel 10
أصبحت الترجمة الفورية قادرة على الترجمة بين الإنجليزية وعشر لغات أخرى مع محاكاة صوت المستخدم.
Duolingo
أثار استياء المستخدمين. نظرًا لاستبدال بعض المترجمين المتعاقدين بقدرات الذكاء الاصطناعي.
تطبيقات شركة آبل
أطلقت آبل ميزة جديدة عبر سماعات AirPods لترجمة المحادثات المباشرة.
تطبيقات شركة ميتا
دمجت ميتا الترجمة الفورية في نظارات Ray-Ban الذكية.
جوجل ومايكروسوفت
كشفت Google وMicrosoft عن ميزات ترجمة فورية مدمجة في خدمات الاجتماعات المرئية. بينما تعمل جوجل على تطوير نظارات XR مع أدوات الترجمة.
التحديات
كذلك، أكد آندي بينزو، الرئيس المنتخب لجمعية المترجمين الأمريكية، قائلًا: “الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في ترجمة الوثائق القانونية أو الطبية أو المالية يحمل مخاطر كبيرة. يمكن أن يترجم المصطلحات بشكل خاطئ، أو يعطي تعليمات جرعات غير دقيقة، أو يسبب أخطاء في التقارير المالية”.
وأضاف: “المترجمون لا ينقلون الكلمات فقط، بل ينقلون المعاني. والذكاء الاصطناعي أداة، لكنه ليس بديلًا للبشر”.
أما بالنسبة للترجمة الصوتية، تعتمد تقنيات الترجمة الصوتية على عدد من الخطوات:
-
أولًا لا بد من تفريغ الصوت إلى نص مكتوب.
-
ثم ترجمة النص إلى اللغة المطلوبة.
-
وأخيرًا تحويل القطعة المترجمة إلى كلام مسموع.
ومع ذلك، تؤدي هذه الخطوات إلى استجابة بطيئة ونتائج غير دقيقة. حيث تستغرق هذه العملية التأخير ما بين 10 إلى 20 ثانية. ما يجعل المحادثة الطبيعية شبه مستحيلة.
أخطاء الترجمة الآلية
من ناحية أخرى، أكد “تشاكون” أن الذكاء الاصطناعي قد يترجم عبارات مثل “تمطر قططًا وكلابًا” حرفيًا. ما يفقد المعنى الجوهري للقطعة.
كذلك، لاحظ أن المرضى يفضلون وجود مترجم بشري في الغرفة بدلًا من الاعتماد على التطبيقات الرقمية للترجمة.
بينما أكد المترجم المخضرم روبرت بونونو، بخبرة 35 عامًا في الترجمة بين الفرنسية والإنجليزية، انخفاض الطلب على خدماته. نظرًا لاتجاه الشركات إلى الترجمة الآلية لخفض التكاليف.
وقال روبرت بونونو : “لحسن الحظ أنا على مشارف التقاعد. لكن لو كنت في الثلاثين من عمري، لربما فكرت في تغيير مهنتي”.
أما في قطاع الترجمة الخاصة بصناعة الألعاب، فقد انخفضت الأجور وتراجعت الفرص بشكل ملحوظ. بسبب اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي.
وفي السياق ذاته، أشارت هانا لوند، مترجمة سابقة. إلى حادثة غريبة حيث ترجم الـAI لعبة من الصينية إلى الإنجليزية البريطانية. ثم تحول فجأة إلى الإنجليزية الشكسبيرية.
إلى أين تتجه الترجمة بالذكاء الاصطناعي؟
أوضح إريك فوس، أستاذ اللغويات التطبيقية بجامعة كولومبيا، أن أدوات الترجمة بالـAI تساعد الكثير على تعلم لغات جديدة واكتساب مهارات لغوية جديدة. في حين يحذر خبراء آخرون من الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي.
فيما أضافت هانا لوند: “كلما أزلنا العنصر البشري من التفاعل الإنساني. زاد خطر تشويه العلاقات بين الناس. أكثر من أي وقت مضى. نحن بحاجة إلى البشر ليتواصلوا مع بعضهم”.
المقال الأصلي: من هنـا



