هل فكرتَ في تسجيل مشروعك التجاري دون عقباتٍ لاحقة تدفعكَ لتغيير الاسم مراتٍ عديدة؟! وهل تعتقد أن الاسم الذي اخترته هو المعبر الحقيقي عن طبيعة مشروعك أو نشاطك؟ وماذا فعلتَ ليكون هذا الاسم تعبيرًا حقيقيًا لك وانعكاسًا لأعمالك وأنشطتك؟
إذا كنت على وشك إطلاق مشروعك ويغلب عليك الحماس، وإذا كان اختيار اسم المشروع هو البوابة الأولى للدخول إلى عالم المشاريع، بعد اختيار نوع النشاط والخدمات التي ستقدمها، فلعلك فكرت كثيرًا في اختيار الاسم من بين أسماء عديدة؛ لاعتقادك أنَّ اختيار اسم الـمشروع ترجمة لطموحات وميول شخصية.
وبالرغم من كل ما سبق، فإنَّ اسم المشروع أكبر بكثير من ذلك؛ باعتباره أهم الأدوات المستخدمة للدعاية والتسويق ورمزًا لجذب العملاء؛ إذ يجب أن يتناسب مع ثقافتهم وسماتهم وليس وفق رغبتك أنت؛ إذ يقول د. محمد يونس؛ رائد الاقتصاد: ” الهدف من المشروع هو كسب المال، وكسب المال يبدأ باسم المشروع”؛ لذا يتضح أهمية أسم المشروع في جذب العملاء والعوائد الربحية المترتبة عليه؛ فالاسم المُختار بعد دراسة، يحدد سوقك المستهدف بسهولة، ويساعد عملاءك في الوصول إليك بدون جهد، فالعملية رغم سهولتها تُعد من التحديات الأولى التي ستواجهك قبل البدء، وربما تأخذ من وقتك وجهدك الكثير.
الكلمات المفتاحية
ضع في اعتبارك حينما تختار اسم مشروعك الناشئ، الكلمات المفتاحية للمعايير الـمطلوب مُراعاتها في هذا الصدد؛ وهي:” التذكر، التصور، النطق، الحماية، الاختصار، الوضوح، التوسع، والتفرد”؛ وهذا يعني أن يكون الاسم سهل التذكر على العملاء، وأن يكون لصورته أو هيئته وتصميم شكله رونق جذاب يتعلق بالأذهان، والشعور بالارتياح عند نطق الاسم، والشعور بالحماس عند رؤيته، والتأكد من خلوه من أي صعوبات في التهجئة؛ لأنَّ الاسم الذي ستختاره سيلازمك طويلًا، وسيتردد صداه بين مختلف العملاء.
وضوح الاسم
ينبغي أن يمتاز الاسم بالوضوح؛ فكلما كان واضحًا، اختصرت على نفسك جهد شرح المعنى، فالغموض أو التضليل في اختيار الأسماء يُنَفِّر أغلب العملاء؛ لذا تأكد من أن الاسم غير مكرر، أو مستُخدم مِن قبل؛ لأن التكرار يخلق التباسًا لدى العملاء، قد يعرقل تسويقك لاحقًا؛ لذلك من المفضل بعد اختيار اسم المشروع، البحث على الإنترنت للتأكد من عدم استخدامه؛ فقد تقضي وقتًا طويلًا في التسويق لاسم مشروعك، ثم بعد وقت وجهد كبيرين تكتشف أنَّ الاسم مستخدم، فتجد نفسك في وضع قانوني مزعج؛ لأن التعدي على العلامات والأسماء التجارية جريمة تستحق العقوبة.
الاستعلام عبر الإنترنت
إنَّ طريقة البحث عن الأسماء سهلة، ولا تستغرق سوى ثوانٍ معدودة؛ إذ تتيح وزارة التجارة لأصحاب المشاريع، الاستعلام عن الأسماء التجارية من حيث عدم الاستخدام، مع معرفة كافة الأسماء التجارية التي تحتوي على جزءٍ من الاسم المراد البحث عنه، وإظهار الاسم التجاري، ورقم السجل التجاري، والمدينة، ونوع السجل، وحالة السجل.
الفحص المجاني
كذلك، يقدم الموقع الإلكتروني NameChk -الذي أسسه عام 2009 David Gosse – خدمة فحص جميع أسماء المشاريع بكافة المواقع الإلكترونية مجانًا؛ حيث قال: “سبب رغبتي في إطلاق Namechk ؛ هو أنني صاحب فكرة، وأبحث دائمًا عن أسماء تجارية جديدة، فكنت بحاجة إلى عرض بحث الكل في آن واحد؛ لذا جعلته مجانيًا ليستخدمه أي شخص”.
بهذه الطرق، يمكنك التأكد من تَفرُّد الاسم المختار؛ لتقرر ما إذا كان مناسبًا، مع الإسراع بتسجيله على شبكات التواصل الاجتماعي كخطوةٍ أولى، ثم تقديم طلب حجز اسم تجاري من خلال بوابة وزارة التجارة؛ لحجز الاسم، والتأكد من صلاحيته.
الاسم المختصر
يجب أن تراعي أيضًا، الاسم المختصر القصير؛ كونه خفيفًا وغير ممل، مع قابليته للتوسع على المدى البعيد؛ بتجنب اختيار اسم يحصرك ويقيد مشروعك ويحد من قدرتك على التوسع؛ فعلى سبيل المثال بالرغم من نجاح مشروع “فطور فارس” وانتشار فروعه، إلا أن الاسم مقيد؛ إذ بدأ بكلمة فطور؛ ما يرسخ في أذهان العملاء أنه مخصص لوجبة الفطور فقط؛ وبالتالي يصعب التوسع، إذا أراد إضافة وجبتي الغداء والعشاء مستقبلًا.
واعلم أنَّ اسم المشروع العشوائي، قد يكون سببًا لإحباطك مستقبلًا، وضياع توجهك، وتأخر تقدمك، أو حصر توسعك؛ فلا تتسرع بالاختيار، أو بالتسجيل، أو التسويق، قبل مراعاة المعايير المذكورة؛ حتى لا تضطر إلى تغييره لاحقًا؛ فتدفع ثمنًا كبيرًا؛ ألا وهو “وقتك وجهدك ومالك”.
اقرأ أيضًا:
اختيار موقع المشروع.. استراتيجية للنجاح
كيف يعرض رواد الأعمال مشروعاتهم باحترافية؟
كتابة خطة عمل المشروع الجديد.. نصائح وخطوات