ارتفعت أسعار النفط بنحو 1% في التعاملات المبكرة اليوم الخميس، مدعومةً بتصريح مفاجئ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أشار ترامب إلى أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعهّد بأن تتوقف بلاده عن شراء النفط من روسيا، التي تزوّد الهند بحوالي ثلث وارداتها النفطية.
وفي رصد لحركة الأسعار، نقلت وكالة “رويترز” أن عقود خام برنت الآجلة ارتفعت بمقدار 57 سنتًا، أو ما يعادل 0.9%، لتصل إلى 62.48 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 00:46 بتوقيت جرينتش. وبالإضافة إلى ذلك، زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.9% أو 54 سنتًا ليجري تداوله عند 58.81 دولارًا للبرميل.
الخسائر السابقة
جاء هذا الارتفاع بعد أن كانت العقود قد لامست أدنى مستوياتها منذ أوائل مايو خلال الجلسة السابقة. وكانت الأسعار قد تضررت من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وشكل تحذير وكالة الطاقة الدولية عاملًا ضاغطًا على الأسعار. إذ حذرت الوكالة من فائض كبير في المعروض العام المقبل. ويعود ذلك إلى زيادة إنتاج دول تحالف “أوبك+” والمنافسين الآخرين وسط ضعف الطلب العالمي.
الضغط على روسيا ونقل حصتها السوقية
من ناحية أخرى، قال ترامب أمس الأربعاء:”إن الهند ستوقف مشترياتها النفطية من أكبر مورديها روسيا”. وأضاف أن الولايات المتحدة ستسعى بعد ذلك لإقناع الصين بالقيام بالخطوة ذاتها.
كذلك، تأتي هذه التحركات في إطار جهود واشنطن لتجفيف عائدات الطاقة الروسية والضغط على موسكو للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا. ويعد هذا التطور تحولًا جيوسياسيًا قد يُعيد هيكلة تدفقات النفط العالمية.

الهند والصين كأكبر مستوردين للنفط
وتعد كل من الهند والصين أكبر مستوردين للنفط الروسي المنقول بحرًا. والذي يخضع لعقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وعلى مدى أشهر، رفض مودي الضغوط الأمريكية، مبررًا ذلك بأنه أمر حيوي لأمن الطاقة الوطني الهندي.
وفي هذا الجانب، أشار توني سيكامور؛ المحلل في شركة IG، إلى أن “على الهامش، يعد هذا التطور إيجابيًا لـ (أسعار النفط الخام)”. ويرجع ذلك إلى أنه “سيزيل أحد كبار المشترين (الهند) من سوق النفط الروسي”. ما يخلق طلبًا إضافيًا على أنواع النفط الأخرى.
انتظار بيانات المخزونات الأمريكية
علاوة على ذلك، يترقّب المستثمرون صدور الإحصاءات الأسبوعية لمخزونات الطاقة الأمريكية من إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق من اليوم الخميس. ويأتي ذلك عقب بيانات متباينة وغير حاسمة من معهد البترول الأمريكي.
في حين أفادت مصادر في السوق، استنادًا إلى بيانات المعهد يوم أمس الأربعاء، أن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت خلال الأسبوع الماضي. بينما انخفضت مخزونات نواتج التقطير، ما يعكس صورة غير متجانسة للطلب.
ارتفاع مخزونات الخام والبنزين
وارتفعت مخزونات النفط الخام بمقدار 7.36 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 10 أكتوبر. وزادت مخزونات البنزين بنحو 2.99 مليون برميل؛ ما يشير إلى زيادة في المعروض في السوق الأمريكية.
ورغم أن انخفاض مخزونات نواتج التقطير يشير إلى تحسن في الطلب على وقود الديزل، فإن زيادة مخزونات النفط الخام والبنزين توحي بأن الطلب في الولايات المتحدة -أكبر مستهلك للنفط في العالم- لا يزال ضعيفًا. ويتوقع المحللون أن مخزونات الخام الأمريكية قد ارتفعت بنحو 0.3 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.


