إن التزام الشركات بمبادئ و أخلاقيات العمل ليس تفضلًا منها، ولا هو بالأمر الثانوي الذي يمكن إرجاء التفكير فيه إلى أجل غير مسمى، وإنما هو مطلب جوهري، ذو أبعاد اجتماعية، واقتصادية، وأخلاقية في الوقت ذاته.
يساعد العمل بقائمة من المعايير الأخلاقية الشركات في التغلب على التحديات، وتقديم خدمة استثنائية للعملاء، والاحتفاظ بالموظفين ذوي الكفاءة والمهارات العالية، إذًا أخلاقيات العمل ضرورة وميزة تنافسية وقيمة مضافة.
ولعل هذه الأسباب مجتمعة هي التي تقود الشركات المختلفة إلى الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية بشكل عام، وما تنطوي عليه من معايير أخلاقية، وتقديم خدمات اجتماعية وخلافه.
ويرصد موقع «رواد الأعمال» فيما يلي أهم الأمثلة على أخلاقيات العمل وأهميتها وأبعادها، وذلك على النحو التالي:
قرأ أيضًا: دمج المسؤولية الاجتماعية في نطاق الأعمال
النزاهة
يمكن للشركات التي تفعل ما تعتقد أنه صحيح أخلاقيًا على أساس المساواة والإنصاف أن تظهر ما تستحق الثناء عليه؛ إذ إن التزامها بما تراه صوابًا، وسعيها إلى التمسك بالمبادئ الأخلاقية الراسخة والقيم المتفق عليها في المجتمع الذي تعمل فيه، يعني صمودها في وجه الكثير من الضغوط، هذا الصمود هو ما يستحق الثناء.
وهو ذاته الأمر الذي يعمل على تعظيم شعبيتها، وزيادة ثقة العملاء والمجتمع بها، وبما تقدمه من أعمال وما تمارسه من أنشطة وخدمات.
الولاء
هذا أحد أبرز مبادئ وأسس أخلاقيات العمل، فقبل أن نطلب من العملاء أن يكونوا أوفياء للشركة يجب أن تكون الشركة، أولًا، وفية لهم، بمعنى أن تضع مصالحهم وإشباع حاجاتهم وتلبية رغباتهم فوق كل اعتبار.
عندئذ يمكنها أن تطمئن من أن هؤلاء العملاء صاروا دائمين، وأمسوا، كذلك، في مأمن من سيطرة أو استحواذ المنافسين عليهم.
اقرأ أيضًا: التنمية الاقتصادية المستدامة.. فلسفة الحلول الوسط
الشفافية
تتضمن الشفافية الإفصاح عن الحقائق بدقة، وقول الحقيقة بكاملها، والتواصل بوضوح وصراحة حول كل ما تفعله الشركة، وتعتبر الشفافية أساس علاقة قوية مع العملاء، ويمكن أن تؤثر بشكل مباشر في نجاح واستقرار الشركة. وكلما كانت الشركة أكثر صراحة ووضوحًا زادت ثقة الجمهور في خدمتها، أو منتجها.
الإنصاف
الشركات التي تلتزم بأخلاقيات العمل غالبًا ما تربأ بنفسها عن شتى سبل العسف أو الاستخدام غير النزيه لسلطتها، إن هدفها إيصال الخير للجميع، وليس قمع الجميع، أو العمل لطرف على حساب طرف آخر.
ويتجلى التزام الشركة بالإنصاف والمساواة في الكثير من المناحي؛ منها على سبيل المثال: التوظيف؛ إذ إنها تعتمد على المهارة في التوظيف وليس أي حسابات أخرى.
اقرأ أيضًا: المسؤولية الاجتماعية.. الملاذ الآمن لنجاحك وقت الأزمات
التعاطف
إن جوهر المسؤولية الاجتماعية هو التفكير في الآخرين، والتعاطف معهم، ومحاولة التخفيف من آلامهم ومن حدة المشكلات التي يعانون منها. ويعني تعاطف الشركات العمل على إيصال الخير للجميع، أو، وهذا أضعف الإيمان، تقليل الضرر بأكبر قدر ممكن.
وعادة ما يحدث هذا عند وقوع الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين، أو تفشي الأمراض والأوبئة (كورونا على سبيل المثال)؛ حيث تعمل الشركات على مد يد العون والمساعدة للمعوزين والمنكوبين.
الاحترام
يُعد احترام الشركة لحقوق الناس وخصوصيتهم وكرامتهم بشكل أساسي، سواء كانوا داخل الشركة وخارجها، معيارًا أخلاقيًا مهمًا للأعمال التجارية. غالبًا ما يتم النظر إلى الشركات التي تعامل جميع البشر باحترام بغض النظر عن الدين، أو الجنس، أو العرق، أو الجنسية أو غيرها من الدلالات بشكل إيجابي من قِبل الجمهور أو المجتمع ككل.
تلك هي بعض الأمثلة من الأخلاقيات التي يتعين على الشركات أن تلتزم بها، ولا شك في أن التمسك بأهداب هذه المعايير والدفاع عنها ينطوي على الكثير من المكاسب الاقتصادية، والتي ليس أقلها الحصول على عملاء مستدامين، والقدرة على جذب عملاء جدد بشكل مطرد.
اقرأ أيضًا:
مفاتيح النجاح في المسؤولية الاجتماعية للشركات
أهم مميزات المسؤولية الاجتماعية للشركات