في عالم الأعمال السريع، الذي يكافئ عادةً أصحاب الحضور القوي والصوت العالي، غالبًا ما يشعر الموظفون الانطوائيون بأنهم غير مرئيين أو أن مساهماتهم لا تقدر حق قدرها.
فبينما يزدهر الموظفون المنفتحون في الاجتماعات الصاخبة والمناقشات العفوية. يفضل نظراؤهم الانطوائيون معالجة الأفكار بعمق والتعبير عنها بطريقة أكثر تحفظًا.
هذا الاختلاف، لا يعكس نقصًا بالقدرات، بل هو ببساطة أسلوب مختلف في العمل والإبداع.
في الواقع، العديد من المبدعين والقادة العظماء عبر التاريخ كانوا انطوائيين، لكنهم استطاعوا تحويل هدوئهم إلى قوة عظيمة.
6 عبارات يتمنى الانطوائيون سماعها
نستعرض في موقع“رواد الأعمال”، 6 عبارات بسيطة، لكنها قوية يتمنى الانطوائيون سماعها من مديريهم خلال الاجتماعات.
هذه العبارات ليست مجرد كلمات لطيفة، بل أدوات عملية يمكن أن تحول بيئة العمل إلى مساحة أكثر شمولًا وإنتاجية.
حيث يشعر الجميع -بغض النظر عن نمط شخصيتهم- بأنهم موضع ترحيب وتقدير. وفقًا لما ذكره تقرير بموقع” huffpost”.
من خلال فهم واحتضان نقاط القوة الفريدة للانطوائيين، يمكن للفرق أن تصل إلى مستويات جديدة من الإبداع والتعاون. لأن القوة الحقيقية لأي مؤسسة تكمن في تنوعها، وقدرتها على الاستفادة من كل الأصوات، سواء كانت عالية أو هادئة.
ما هو الشخص المنطوي؟
رغم أن التعريف، يوصف الانطوائي بأنه شخص خجول ومتحفظ. شخصيًا، يجد موقع” huffpost” التعريف قاسيًا وبسيطًا للغاية.
صاغ عالم النفس كارل يونغ، في عشرينيات القرن الماضي مصطلحي المنطوي والمنفتح (أو الانبساطي)، وقد استخدما لوصف كيف تستمد مجموعتان طاقتهما.
لماذا يحتاج الانطوائيون إلى أسلوب مختلف في الاجتماعات؟
- يمتلك الانطوائيون سمات فريدة تجعلهم أعضاءً لا يستغنى عنهم في أي فريق:
- يفكرون بعمق قبل التحدث.
- يفضلون الكتابة على الحديث العفوي.
- يبدعون في البيئات الهادئة.
- يقدمون تحليلًا دقيقًا للمشكلات.
لكن في الاجتماعات التقليدية التي تهيمن عليها الشخصيات الصاخبة، قد تضيع هذه المواهب. هنا يأتي دور القائد الذكي الذي يعرف كيف يستخرج هذه الكنوز الدفينة.
كيف تبدو الاجتماعات من منظور انطوائي؟
الاجتماعات التقليدية، بضجيجها وتدافع المشاركين للحديث، قد تكون بمثابة كابوس عصبي للانطوائيين. دعونا نتعمق في تجربتهم من خلال عدسة علم النفس وعلم الأعصاب:
أولًا: الإرهاق قبل البدء
التفكير المسبق المكثف:
يقضي الانطوائيون في المتوسط 47 دقيقة في التحضير الذهني لكل اجتماع (دراسة جامعة ستانفورد 2023).
قلق الأدوار الاجتماعية:
68% منهم يقلقون، بشأن:
- متى يتحدثون؟
- كيف سيقاطَعون؟
- هل سيفهم الآخرون وجهة نظرهم؟
ثانيًا: في أثناء الاجتماع – معركة حساسة
- العاصفة الحسية.
- الأضواء الساطعة.
- ضوضاء الكراسي.
- تداخل الأصوات.
أدوات عملية لدعم الانطوائيين
إليك بعض الأدوات العملية التي يمكن أن تساعد الانطوائيين على مختلف جوانب حياتهم:
1. إدارة الطاقة والوقت
جدولة “وقت الاستراحة”: تخصيص أوقات منتظمة خلال اليوم أو الأسبوع لأنشطة فردية هادئة مثل: القراءة، والتأمل، والمشي في الطبيعة، أو ممارسة هواية. هذا يساعدهم على إعادة شحن طاقتهم.
تحديد الأولويات والقول “لا”: تعلم تحديد الأنشطة والتفاعلات الاجتماعية التي تهمهم حقًا وتجنب الالتزام بأشياء تستنزف طاقتهم دون داعٍ. تعلم قول “لا” بلباقة لا بأس به للحفاظ على طاقتهم.
التخطيط للمناسبات الاجتماعية: إذا كان حضور حدث اجتماعي ضروريًا. يمكن للانطوائيين التخطيط مسبقًا لوقت الوصول والمغادرة، وتحديد الأشخاص الذين يرغبون في التحدث معهم. وتجهيز بعض “مواضيع هروب” مهذبة عند الحاجة إلى الانسحاب.
2. التواصل والتفاعل الاجتماعي
التحضير للمحادثات: قبل اجتماع أو حدث، يمكنهم التفكير في بعض الأسئلة أو النقاط التي يرغبون في مناقشتها. هذا يقلل من الضغط الناتج عن التفكير الفوري في الردود.
تفضيل التواصل الكتابي: في بعض الحالات، قد يفضل الانطوائيون التواصل عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية. حيث يكون لديهم وقت أطول للتفكير في ردودهم.
البحث عن “شخص واحد”: في المناسبات الاجتماعية الكبيرة، يمكن للانطوائيين التركيز على بناء محادثة أعمق مع شخص واحد بدلًا من محاولة التفاعل مع الجميع.
استغلال نقاط القوة في الاستماع: الانطوائيون غالبًا مستمعون جيدون. يمكنهم استخدام هذه المهارة لبناء علاقات قوية من خلال الاستماع بإنصات وطرح أسئلة مدروسة.
3. بيئة العمل والدراسة
- توفير مساحات هادئة: إذا أمكن، يجب توفير مساحات عمل أو دراسة هادئة. حيث يمكن للانطوائيين التركيز دون تشتيت.
- السماح بالعمل المستقل: غالبًا ما يزدهر الانطوائيون في المهام التي تسمح لهم العمل باستقلالية وعمق.
- تقديم خيارات للمشاركة: في الاجتماعات أو المناقشات الجماعية، يمكن للمشرفين أو المعلمين تقديم خيارات للمشاركة مثل تقديم الأفكار كتابيًا مسبقًا أو السماح بوقت للتفكير قبل الإجابة.
4. الرعاية الذاتية والصحة النفسية
- ممارسة التأمل واليقظة الذهنية: هذه التقنيات تساعد على تهدئة العقل وتقليل التوتر الناتج عن التحفيز الزائد.
- قضاء الوقت في الطبيعة: الطبيعة لها تأثير مهدئ وتساعد على استعادة الطاقة.
- ممارسة الهوايات الفردية: الانخراط في الأنشطة التي يستمتعون بها بمفردهم يعزز شعورهم بالراحة والسعادة.
- وضع حدود صحية: تعلم كيفية وضع حدود واضحة لحماية وقتهم وطاقتهم من المطالب الخارجية.