شهد قطاع الشركات الناشئة في المنطقة العربية حراكًا استثماريًا ملحوظًا خلال الفترة من 16 إلى 22 مارس 2025؛ حيث تم الإعلان عن سبع صفقات استثمارية متنوعة، عكست رغبة المستثمرين في دعم الابتكار وريادة الأعمال بالمنطقة.
وتوزعت هذه الجولات الاستثمارية على قطاعات مختلفة؛ ما يشير إلى تنوع الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق العربية.
علاوة على ذلك، فإن هذا النشاط الاستثماري يعكس الثقة المتزايدة في قدرة الشركات الناشئة العربية على تحقيق نمو مستدام والمساهمة بالتنمية الاقتصادية.
وبحسب الرصد الأسبوعي الذي أجراه “رواد الأعمال” فإن قيمة الجولات الاستثمارية المعلن عنها بلغت 51.5 مليون دولار أمريكي. وهو رقم يعكس حجم الاستثمارات المتدفقة إلى الشركات الناشئة في المنطقة.
من ناحية أخرى، فإن هذا الرقم يشير إلى التحديات التي تواجه الشركات الناشئة في الحصول على تمويل كافٍ لتوسيع عملياتها وتحقيق أهدافها.
وفي حين أن هناك العديد من الصناديق الاستثمارية والمستثمرين المهتمين بالاستثمار في الشركات الناشئة العربية. إلا أن هناك أيضًا حاجة إلى المزيد من الدعم والتمويل لتلبية احتياجات الشركات الناشئة المتزايدة.
تنوع الجولات الاستثمارية
وبينما تباينت قيمة الجولات الاستثمارية المعلن عنها، اتفقت في هدفها المتمثل في دعم الشركات الناشئة العربية ومساعدتها على تحقيق النمو والتوسع.
كما أن هذه الجولات الاستثمارية تعكس اهتمام المستثمرين بالقطاعات الواعدة في المنطقة، مثل: التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية. ومن الضروري الإشارة إلى أن هذه الجولات تسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز الابتكار بالمنطقة.
في هذا السياق، شهدت بعض الشركات الناشئة جولات استثمارية ضخمة؛ ما يشير إلى قدرتها على جذب اهتمام المستثمرين وتحقيق نمو سريع.
على سبيل المثال، حصلت شركة NymCard الإماراتية التي تعمل في مجال التكنولوجيا المالية على جولة استثمارية بقيمة 33 مليون دولار.
بينما حصلت شركة ClearGrid الإماراتية التي تعمل في مجال التقنية المالية على جولة استثمارية بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي.
علاوة على ذلك، فإن هذه الجولات الاستثمارية تسهم في تعزيز مكانة الشركات الناشئة العربية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
تأثير الجولات الاستثمارية في الاقتصاد
تسهم الجولات الاستثمارية في دعم الشركات الناشئة العربية وتحقيق النمو والتوسع. ما يؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية وتحفيز الابتكار.
من ناحية أخرى، فإن هذه الجولات تسهم في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى المنطقة. وهو ما يعزز النمو الاقتصادي ويحسن المناخ الاستثماري.
وفيما أن هناك تحديات تواجه الشركات الناشئة بالمنطقة، إلا أن هناك أيضًا فرصًا كبيرة للنمو والنجاح. وذلك بفضل الدعم المتزايد من المستثمرين والحكومات.
ومن المتوقع أن يشهد قطاع الشركات الناشئة بالمنطقة العربية نموًا متزايدًا في السنوات القادمة. وذلك بفضل الدعم المتزايد من المستثمرين والحكومات.
كذلك، فإن هناك العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى دعم الشركات الناشئة وتوفير التمويل اللازم لها.
ومن الضروري الإشارة إلى أن هذه التوقعات الإيجابية تعتمد على استمرار الجهود المبذولة لتطوير بيئة استثمارية أكثر جاذبية للشركات الناشئة.
تفاصيل الجولات الاستثمارية
من خلال استعراض متعمق لأحدث الجولات الاستثمارية، وفقًا للجدول المرفق، تتضح لنا صورة جلية للاتجاهات السائدة بهذا القطاع الحيوي. وأبرز القطاعات التي تستقطب أنظار المستثمرين. وهو ما يوفر رؤى قيمة حول مستقبل الاستثمار في الشركات الناشئة.
الشركة | الدولة | المجال | القيمة (بالدولار الأمريكي) |
NymCard | الإمارات | التقنية المالية | 33,000,000 |
ClearGrid | الإمارات | التقنية المالية | 10,000,000 |
PlaysOut | الإمارات | تطوير الألعاب الإلكترونية | 7,000,000 |
ORO Labs | الإمارات | منصة ترميز ذهب | 1,500,000 |
Grinta | مصر | حلول الرعاية الصحية | غير محدد |
MENA Analytics | فلسطين | تحليل البيانات | غير محدد |
Juridoc | تونس | التقنية القانونية | غير محدد |
إجمالي قيمة الاستثمارات | 51,500,000 |
المملكة في صدارة مشهد الجولات الاستثمارية
تتصدر المملكة العربية السعودية، مشهد الجولات الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ حيث حافظت على ريادتها للعام الثاني على التوالي. مستحوذة على 40% من إجمالي الاستثمار الجريء، عام 2024، بما يعادل نحو 750 مليون دولار، وفقًا لبيانات منصة “ماجنيت”.
هذا التفوق يعكس جاذبية السوق السعودية للمستثمرين، وقدرتها على استقطاب رؤوس الأموال لدعم الشركات الناشئة.
وهو ما يعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي للاستثمار والابتكار. علاوة على ذلك، فإن هذه الجولات المتواصلة تسهم في تنويع الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل جديدة، وتحفيز النمو المستدام.
تحديات وفرص في السوق
وعلى الرغم من تصدر المملكة لقائمة الجولات الاستثمارية، تشير البيانات إلى تراجع قيمة الاستثمار الجريء، بنسبة 44% مقارنة بعام 2023. ويعزى ذلك إلى الانخفاض الملحوظ في عدد وقيمة الصفقات الضخمة التي تتجاوز 100 مليون دولار. والتي انخفضت بنسبة 85%.
من ناحية أخرى، شهدت صفقات الاستثمار الجريء أرقامًا قياسية من حيث العدد؛ حيث بلغت 178 صفقة، مرتفعة بنسبة 16% على أساس سنوي، مدفوعة بزيادة نشاط المرحلة المبكرة.
وفيما أن انخفاض الصفقات الضخمة قد يمثل تحديًا، تشير الزيادة في عدد الصفقات إلى حيوية القطاع، وتنوع الفرص الاستثمارية المتاحة للشركات الناشئة بمراحلها الأولى.
مشاركة واسعة للمستثمرين
شهدت المملكة العربية السعودية، مشاركة واسعة من المستثمرين عام 2024؛ حيث بلغ عدد المستثمرين الذين دعموا الشركات السعودية الناشئة 135 مستثمرًا، بزيادة قدرها 6% مقارنة بعام 2023. كما بلغت صفقات الاندماج والاستحواذ 7 صفقات، مساوية للأرقام المسجلة في العامين السابقين.
بينما تُمثل الصفقات الخمس الكبرى 39% من إجمالي قيمة الاستثمار الجريء في 2024، مسجلة انخفاضًا من 69% عام 2023، على خلفية انخفاض الاستثمار في الصفقات الضخمة.
ومن الضروري الإشارة إلى أن هذا التنوع في المشاركة الاستثمارية يعزز استدامة القطاع، ويسهم في توزيع المخاطر، وتوفير الدعم اللازم للشركات الناشئة بمختلف مراحل نموها.
تأثير القطاعات الواعدة
احتلت التجارة الإلكترونية المرتبة الأولى بين القطاعات في المملكة خلال عام 2024؛ حيث بلغت قيمة الاستثمار فيها 247 مليون دولار. مساهمة بنسبة 33% من إجمالي قيمة الاستثمار الجريء، مدفوعة بصفقة سلة البالغة 130 مليون دولار.
من ناحية أخرى، جاء قطاع التقنية المالية في المرتبة الثانية بقيمة 182 مليون دولار، منخفضًا بنسبة 74%، ولكنه تصدر من حيث عدد الصفقات بـ 32 صفقة.
بينما تمثل هذه القطاعات الخمسة الكبرى 78% من إجمالي قيمة الاستثمار الجريء في عام 2024، هناك قطاعات أخرى واعدة تشهد نموًا ملحوظًا، مثل: التكنولوجيا الصحية، والتكنولوجيا التعليمية، والتكنولوجيا اللوجستية.
كذلك، فإن هذا التنوع في القطاعات يعكس تطور الاقتصاد السعودي، وتوجهه نحو تبني التقنيات الحديثة، وتعزيز الابتكار بمختلف المجالات.
المملكة في المرتبة الثانية إقليميًا
علاوة على ذلك، حافظت المملكة العربية السعودية، على المرتبة الثانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث عدد الصفقات، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق بـ 178 صفقة. ما يمثل 31% من إجمالي عدد الصفقات، ويجعلها ثاني أكبر الأسواق بعدد الصفقات في المنطقة بعد دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويتوقع أن يشهد قطاع الجولات الاستثمارية في المملكة نموًا متزايدًا في السنوات القادمة. وذلك بفضل الدعم المتواصل من الحكومة، والجهود المبذولة لتطوير بيئة استثمارية جاذبة، وتنوع الفرص الاستثمارية المتاحة للشركات الناشئة.
إلى جانب العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى دعم الابتكار، وتعزيز ريادة الأعمال، وتوفير التمويل اللازم للشركات الناشئة.