الخوف، أيًا كان هذا الذي تخاف منه، هو الخطوة الأولى على طريق الفشل؛ فمن يخاف لن يحاول أبدًا، لكن المؤلف ورجل الأعمال آدم كيرك سميث يقدم، في كتاب The Bravest You، عدة خطوات لمحاربة مخاوفك ، ويشدد في الوقت ذاته على أن الشغف هو كلمة السر في النجاح سواءً بالنسبة لرواد الأعمال أو لغيرهم، فالحياة محض مغامرة، وتنطوي، بطبيعة الحال، على بعض العقبات والعراقيل، ومن ثم فإن تخطي هذه العقبات يستلزم شغفًا من نوع خاص.
ويتقدم المؤلف خطوة أخرى إلى الأمام فيشدد على أهمية الشغف ليس بنجاحك الشخصي فحسب، وإنما بالرغبة في خدمة الآخرين والتأثير الإيجابي فيهم؛ معللًا ذلك بكون التركيز على نفسك فقط سوف يريك عيوبك، ويضعها أمام ناظريك طوال الوقت، أما تركيزك على خدمة الآخرين ومساعدتهم سوف يعكس الأمور.
اقرأ أيضًا: الأفكار كرأس مال.. قراءة في كتاب «تحويل الفكرة إلى فرصة»
الخوف من انعدام الكفاءة
لعل الدافع الأول وراء تأجيل أي مبادرة، أو عمل.. إلخ هو كون المرء يتصور أنه غير مؤهل لهذه المهمة، لكن هذا الخوف من عدم الأهلية والكفاءة يمكن التعامل معه على النحو التالي: اقبل، في مرحلة أولى، كونك غير مؤهل لهذه المهمة وإنما بشكل مؤقت، ثم قم بحصر وتعداد المواهب والمهارات التي تمتلكها بالفعل.
لا تتوقف عند هذه المرحلة، بل حاول إيجاد الطريقة التي يمكن لمهاراتك أن تساعدك في تحقيق هذه المهمة، المشروع.. إلخ، ولا مانع أبدًا من أن تعثر على شخص يتعاطف معك، ويشد من أزرك، فما من أحد قال إن المهام الكبرى والمحورية سهلة، بيد أنها تسهل بالتشجيع على أدائها، والتغلب على صعوباتها ومعوقاتها.
غاية ما هنالك، أن تعرف نفسك وما لديك من مهارات بالفعل، ثم أن تعرف هدفك، وإلى أين تريد أن تصل، فساعتئذ سينجلي الطريق أمامك من تلقاء نفسه.
اقرأ أيضًا: رواد الأعمال المبتكرون.. كيف يُغيّرون العالم؟
التقييم الموضوعي للمخاوف
الخوف من الفشل أمر وارد ومنطقي؛ إذ إن الفشل أحد الاحتمالات المطروحة على طاولة رواد الأعمال وكل من يقرر خوض غمار تجربة ما، لكن لا يجب أن ننسى أن الفشل هو أحد الاحتمالات فقط، ولكنه ليس كل شيء.
إذا كنت تخشى الفشل، وتريد أن تتغلب على هذا الخوف، فعليك أن تقيّم مخاوفك بشكل موضوعي، بمعنى أن تحدد الأسباب التي تجعل الفشل محتملًا أو واردًا، ثم حاول القضاء عليها أو الحد من تأثيرها واحدًا تلو الآخر.
والأمر الأهم من ذلك كله أن تدرك أن التجربة خير معلم، وأن كل محاولة ستفشل فيها، ستفيدك في التي تليها، وهكذا يمكن القول مع آدم كيرك سميث:
“يأتي خوفنا من الرفض في كثير من الأحيان من التفكير في أن الحياة كلها أو لا شيء”.
اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال والأمان الوظيفي.. العمل الحر كسيناريو بديل
تركيز الأهداف
لن يمكنك العثور على كل شيء، فحدد أهدافك، وركز على الأهم منها والأكثر جدوى، ومن هنا _أي من الرغبة في الحصول على كل شيء_ يأتي الفقدان الحقيقي للأشياء، وتلك مفارقة غريبة، فعلى الرغم من كونك حريصًا على تحصيل أكبر قدر من المكاسب إلا أنك لن تحصل إلا على أقل قدر منها.
بيد أن رواد الأعمال المخضرمين هم أولئك الذين يركزون أهدافهم في الأكثر نفعًا والأعلى قيمة، ليس هذا فقط، ولكنهم يقررون ما يخسرونه كذلك. بالطبع هذه مهارة محورية سوى أنه لن يتم التوصل إليها والتمكن منها بسهولة، ففن الخسارة كفن المكسب سواءً بسواءً، ولن يتعلم كيف يكسب من لم يتعلم كيف يخسر أولًا.
إذًا، يمكن التغلب على الخوف من الفقدان _أيًا كان هذا الذي تخشى فقده_ من خلال تركيز الأهداف، واستهداف أكثرها نفعًا وجدوى.
اقرأ أيضًا: ثورة ريادة الأعمال.. فن مخالفة المألوف
وهم فقدان السيطرة
يمكن للفشل أن يحدث، هذا أمر طبيعي بل ربما يكون شرطًا من شروط النجاح، لكن أهم نتيجة يمكن أن تخرج بها من إحدى تجارب الفشل هو أنك المسؤول الوحيد عن حياتك وقراراتك، ولتتذكر، أيضًا، أنك أنت من تختار مقدار السلطة الذي تمنحه للآخرين.
وعلى ذلك فإن خوفك من انعدام السيطرة على مجريات الأمور من حولك ليس إلا تعبير أو تجلي لوهم آخر أكثر رسوخًا وهو خوفك من فقدان السيطرة. لن يستطيع أحد أن يسيطر عليك ما لم تمنحه أنت هذه الفرصة.
وكلما كنت شغوفًا _ولنتذكر أن الشغف هو سر النجاح بالنسبة لآدم كيرك سميث وعلى رأس هذه الـ 5 خطوات لمحاربة مخاوفك التي نحاول الحديث عنها هنا_ كنت أكثر قدرة على الثقة بذاتك وبأفعالك، وعلى السيطرة على ذاتك ومجريات الأمور من حولك.
اقرأ أيضًا: ما وراء خطة العمل.. مهارات يحتاجها رواد الأعمال حقًا
المرونة في مواجهة الصعاب
وإذا كنا نتحدث عن 5 خطوات لمحاربة مخاوفك فهذه هي الخطوة الخامسة والأخيرة لكنها تنطوي على قدر كبير من الأهمية؛ إذ إن توقع حدوث الأسوأ غالبًا ما يصد الناس عن أي محاولة، لكن لما لا نفكر في الأوقات العصبية والشدائد _التي هي لا بد واقعة كي نكون صادقين_ على أنها فصل واحد في كتاب كبير اسمه الحياة.
إن رواد الأعمال الذين يرون الأمل في أحلك الأوقات هم وحدهم الذين يمكنهم العبور بسلام، بل تحويل الأزمات إلى فرص، أما إذا تملكنا الخوف من حدوث الأسوأ فلن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام.
حاصل القول، إن هذه الـ 5 خطوات لمحاربة مخاوفك التي نحاول بسطها على هدى كتاب آدم كيرك سميت The Bravest You يمكن إجمالها في كلمة واحدة: «الشغف»، فالشغوف يمكنه أن يتحدى الصعاب بصبر وحب كبيرين، وهذان شرطان أساسيان للنجاح، أن تكون صبورًا حتى تحصل على ما تريد من نتائج، وأن تعمل بحب كي تصل إلى مرادك.
اقرأ أيضًا:
نجاح رواد الأعمال.. السرعة كعامل أساسي
أوهام ريادة الأعمال.. ما هو ثمن النجاح؟
العمل في زمن ريادة الأعمال.. تأملات فيما بعد الكورونا