ثمة أسباب تدفع إلى ضرورة التمييز بين بناء مجتمع حقيقي على وسائل التواصل الاجتماعي ومجرد تجميع عدد من المتابعين. إذ يتسم الأول بالمشاركة الفاعلة، ولا يقتصر المتابعون في الغالب على تلقي المحتوى دون أي تفاعل يذكر.
يعد بناء مجتمع متماسك من الأولويات التي ينبغي التركيز عليها خلال العصر الرقمي الحالي؛ لدوره في تعزيز الروابط الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة.
ومن أبرز العلامات التي تدل على الحاجة إلى بناء مجتمع بدلًا من مجرد متابعين هو غياب التفاعل الحقيقي والمشاركة الفاعلة. فإذا كان جمهورك يقتصر على الإعجاب بالمحتوى دون أي تعليق أو مشاركة، فهذا يعني أنك بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتعزيز التفاعل وخلق بيئة تفاعلية تشجع على المشاركة. ويمكن تحقيق ذلك عبر طرح الأسئلة، وإجراء استطلاعات الرأي، وتنظيم المسابقات والفعاليات التي تشجع على التفاعل.
بناء مجتمع
كما أن غياب الشعور بالانتماء لدى المتابعين يعد مؤشرًا آخر على الحاجة إلى بناء مجتمع حقيقي. فإذا كان متابعوك لا يشعرون بأنهم جزء من مجموعة أو مجتمع يجمعهم هدف مشترك، فهذا يعني أنك بحاجة إلى تعزيز الشعور بالانتماء من خلال خلق هوية مميزة للمجتمع.
وتنظيم فعاليات وأنشطة تجمع الأعضاء، وتسليط الضوء على قصص النجاح والإنجازات التي يحققها الأعضاء.
ويهدف بناء مجتمع متكامل إلى تحقيق التكافل الاجتماعي والتضامن بين الأفراد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد على الأرقام فقط دون الاهتمام بجودة التفاعل يعد خطأً شائعًا. فعدد المتابعين ليس المعيار الوحيد لنجاح المجتمع، بل الأهم هو جودة التفاعل والمشاركة.
فالمجتمع الحقيقي يتميز بالتفاعل العميق والمشاركة الفاعلة؛ حيث يتبادل الأعضاء الأفكار والخبرات، ويقدمون الدعم والمساندة لبعضهم البعض.
ويسعى بناء مجتمع رقمي إلى تحقيق الاستفادة القصوى من التكنولوجيا في تعزيز التواصل والتفاعل بين الأفراد.
علامات تدل على ضرورة بناء مجتمع فاعل
لطالما شكل “بناء مجتمع” هدفًا ساميًا يسعى إليه الكثيرون، إلا أن التمييز بين هذا الهدف النبيل ومجرد السعي لزيادة أعداد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون أمرًا ملتبسًا.
ففي عصرنا الرقمي، تتزايد أعداد المتابعين كثيرًا، ويصبح ضروريًا التمييز بين التفاعل السطحي والتأثير الحقيقي. فبناء مجتمع حقيقي يتطلب رؤية واضحة والتزامًا بقيم مشتركة، وليس مجرد جمع أرقام.
-
المشاركة السطحية:
كثيرون تتزايد لديهم مشاعر الإحباط، نتيجة الاعتماد على المشاركة السطحية في الفضاء الرقمي؛ إذ يقتصر التفاعل على الإعجابات السريعة دون أي حوارات حقيقية.
هذا الأمر يدفع إلى ضرورة بناء مجتمع يتسم بالتفاعل العميق والمشاركة الفاعلة، يتبادل فيه الأعضاء الأفكار والخبرات، ويقدمون الدعم والمساندة لبعضهم البعض.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال طرح الأسئلة، وإجراء استطلاعات الرأي، وتنظيم المسابقات والفعاليات التي تشجع على التفاعل.
-
أنماط متكررة:
تتكرر أنماط التحديات والعقليات المتشابهة لدى كثيرين في الفضاء الرقمي. وهو ما يشير إلى ضرورة بناء مجتمع يجمع بين أفراد أصحاب اهتمامات مشتركة. فالمجتمع الرقمي الفاعل يتجاوز حدود الاختلافات الفردية، ويحرص على تحقيق الأهداف المشتركة من خلال التعاون والتضامن.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال خلق هوية مميزة للمجتمع، وتنظيم فعاليات وأنشطة تجمع الأعضاء، وتسليط الضوء على قصص النجاح والإنجازات التي يحققها الأعضاء.
-
تأثير الأرقام:
يفضل كثيرون التأثير في حياة 100 شخص على الوصول إلى 100 ألف متابع سطحي. ما يعكس أهمية جودة التفاعل على حساب الكمية.
فالمجتمع الرقمي الفاعل يتميز بالتفاعل العميق والمشاركة؛ حيث يتبادل الأعضاء الأفكار والخبرات، ويقدمون الدعم والمساندة لبعضهم البعض.
ويسعى بناء مجتمع رقمي إلى تحقيق الاستفادة القصوى من التكنولوجيا في تعزيز التواصل والتفاعل بين الأفراد.
-
دور الموصل الطبيعي:
يشعر كثيرون بالسعادة الغامرة عند رؤية موظفيهم يتعاونون ويتشاركون الأفكار. ما يعكس أهمية دور الموصل الطبيعي في بناء مجتمع فاعل.
فالمجتمع الرقمي الفاعل يتميز بالتعاون والتضامن، ويعمل الأعضاء فيه معًا لتحقيق الأهداف المشتركة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال خلق بيئة تفاعلية تشجع على المشاركة، وتسليط الضوء على قصص النجاح والإنجازات التي يحققها الأعضاء.
-
الشعور بالصراخ في الفراغ:
يشعر كثيرون بالملل من النشر الأحادي الجانب؛ إذ يقتصر التفاعل على تلقي المحتوى دون أي حوارات حقيقية.
هذا الأمر يدفع إلى ضرورة بناء مجتمع يتسم بالتفاعل العميق والمشاركة الفاعلة يتبادل فيه الأعضاء الأفكار والخبرات، ويقدمون الدعم والمساندة لبعضهم البعض.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال طرح الأسئلة، وإجراء استطلاعات الرأي، وتنظيم المسابقات والفعاليات التي تشجع على التفاعل.
التفاعل العميق والمشاركة الفاعلة
في النهاية، يتضح جليًا أن بناء مجتمع حقيقي على وسائل التواصل الاجتماعي ليس مجرد تجميع لأعداد المتابعين، بل هو عملية تتطلب رؤية واضحة والتزامًا بقيم مشتركة. فالمجتمع الحقيقي يتسم بالتفاعل العميق والمشاركة الفاعلة، يتبادل فيه الأعضاء الأفكار والخبرات، ويقدمون الدعم والمساندة لبعضهم البعض. ويحرص على تحقيق التكافل الاجتماعي والتضامن بين الأفراد، وتحقيق الاستفادة القصوى من التكنولوجيا في تعزيز التواصل والتفاعل.
وتذكر أن تكوين مجتمع متماسك من الأولويات التي يجب التركيز عليها في العصر الرقمي الحالي؛ حيث يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة. لذا؛ يتعين على صانعي المحتوى والمسؤولين عن إدارة المجتمعات الرقمية أن يدركوا أهمية تكوين مجتمع حقيقي يتجاوز حدود الأرقام. وأن يسعوا جاهدين لخلق بيئة تفاعلية تشجع على المشاركة والتفاعل وتعزز الشعور بالانتماء لدى الأعضاء.