ريادة الأعمال هي الجواب عندما تفكر أن تكون سيد قرارك ومالك وقتك هو “الحلم المطلق” الذي يراود غالبية الأمريكيين، إذ تظهر الإحصاءات أن 62% من البالغين يطمحون أن يصبحوا رؤساء أنفسهم يومًا ما.
ومع ذلك، تبقى الفجوة واسعة بين الطموح والواقع؛ إذ إن مجرد جزء بسيط يقتحم عالم ريادة الأعمال فعليًا. لماذا يتوقف الحلم عند عتبة التفكير؟
وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب ونُشر في 6 يونيو، يرغب 62% من البالغين في الولايات المتحدة أن يكونوا رؤساء أنفسهم يومًا ما.
ومع ذلك، فإن جزءًا بسيطًا منهم يقفز إلى عالم ريادة الأعمال: يوجد حاليًا 36.2 مليون مشروع صغير في الولايات المتحدة. مقارنة بحوالي 258.3 مليون بالغ إجمالي، وفقًا لبيانات من إدارة الأعمال الصغيرة ومكتب الإحصاء الأمريكي.
الخوف من الفشل
من السهل الحلم بـ ريادة الأعمال بدوام كامل، لكن النجاح فيها أمر صعب للغاية. قد تختار ساعات عملك بنفسك، لكن من المرجح أن تعمل أكثر من 40 ساعة أسبوعيًا لبناء مشروعك. وتأمين التمويل، وإيجاد عملاء يدفعون، وتطوير ميزة تنافسية، وفي النهاية كسب ما يكفي من المال للعيش.
وفي استطلاع غير رسمي أجرته CNBC Make It لمتابعيها على إنستغرام في 2 سبتمبر، وجهوا أسئلة: “ما الذي يمنعك من بدء مشروعك الخاص الآن؟” كانت الإجابات الأكثر شيوعاً هي: الشؤون المالية، والخوف من الفشل، ونقص المعرفة التجارية.
كيف تبدأ مشروعًا؟
يقول برايان موران، خبير التسويق والأعمال الصغيرة والمتوسطة الذي يتمتع بخبرة تزيد على 10 سنوات في تدريب رواد الأعمال. إنه يجب أخذ هذه العوامل على محمل الجد، لكن لا ينبغي بالضرورة أن تمنعك من خوض التجربة.
إليك الأسباب، وفقًا لموران— وهو أحد الخبراء الرئيسيين في الدورة التدريبية القادمة من Smarter by CNBC Make It بعنوان “كيف تبدأ مشروعًا: للمؤسسين لأول مرة”— وخبراء آخرين في ريادة الأعمال:
1. الشؤون المالية
قد تعتقد أنك بحاجة إلى مئات الآلاف من الدولارات في البنك قبل أن تبدأ مشروعك الخاص. لكن موران يوضح أن “الانتظار حتى تكون قد ادخرت المبلغ المثالي من المال هو أحد أكبر الفخاخ التي يقع فيها رواد الأعمال الطموحون”.
ويضيف: “إذا استمررت في إخبار نفسك أنك ستبدأ بمجرد تغطية نفقات سنة كاملة، فقد لا تتخذ الخطوة الأولى أبداً”.
وينصح موران بحساب قيمة نفقاتك الشخصية ونفقات عملك لمدة ستة أشهر، وتحديد ذلك كهدف للادخار: “أنت بحاجة إلى معرفة مقدار المال المطلوب شهريًا لتغطية النفقات الأساسية — السكن، والطعام، والمرافق، والتأمين… وإذا كان تحقيق شبكة أمان لمدة ستة أشهر كاملة يبدو مستحيلًا، فحدد هدفًا أصغر— ربما شهرين أو ثلاثة أشهر من النفقات— وقم بتمديد الجدول الزمني الخاص بك وفقًا لذلك”.
ويقترح موران اختبار فكرة عملك كعمل جانبي (Side Hustle) خلال الليالي أو عطلات نهاية الأسبوع، وبناء دليل على أنه سيجلب لك ما يكفي من المال قبل أن تخاطر بالتخلي عن راتبك الثابت.
وإذا كنت قلقًا بشأن نفقات بدء التشغيل، يمكنك التفكير في تجربة الأعمال القائمة على الخدمات. مثل الاستشارات أو التصميم الجرافيكي.
أشار الملياردير مارك كوبان إلى أن هذه الأعمال تميل إلى طلب تكاليف تشغيل (Overhead) أقل من الأعمال القائمة على السلع. ويمكن أن تساعدك على الاستفادة من المهارات التي تمتلكها بالفعل.
2. نقص المعرفة التجارية
لا يتعين عليك أن تكون خبيرًا في جميع جوانب الأعمال لتبدأ، ولكنك تحتاج إلى أساس جيد لتحقيق النجاح على المدى الطويل، حسب موران.
يقول: “قبل ترك وظيفتك اليومية، قم بإنشاء هيكل متين يمكنك الاعتماد عليه”. “يبدأ ذلك بالوضوح بشأن عرضك: من تخدم، وما المشكلة التي تحلها، ولماذا يجب على شخص ما أن يختارك أنت دون غيرك. إذا لم تتمكن من شرح ذلك في جملة بسيطة، فأنت لست مستعدًا بعد”.
وينصح موران ببناء علاقة مع العملاء المحتملين لمعرفة كيفية تحويل منتجك أو خدمتك إلى شيء سيدفعون مقابله. وبناء علاقات مع أشخاص نجحوا في “فعل ما تريد أن تفعله”. قد تجد هؤلاء الموجهين (Mentors) في شبكتك المهنية. أو عن طريق إرسال بريد إلكتروني مدروس بـ سؤال محدد إلى رائد أعمال معجب به.
ويؤكد موران: “يمكن للمرشد أو مجموعة العقول المدبرة أو زملائك من رواد الأعمال أن يختصروا منحنى التعلم لديك بشكل كبير”.
3. الخوف من الفشل
يمكن أن يكون الفشل مُحبطًا ومحرجًا، وغالبًا ما يكون مدمرًا— خاصة في ريادة الأعمال، حيث تكون سمعتك وأموالك على المحك. لكنه أيضًا جزء لا مفر منه من الحياة، مما يجعل درجة معينة من المرونة أمرًا مهمًا لامتلاك عمل تجاري.
لقد مر كل رائد أعمال ناجح تقريبًا — بمن فيهم شخصيات بارزة مثل بيل جيتس (المؤسس المشارك لمايكروسوفت) وجيف بيزوس (مؤسس أمازون) — بدرجة معينة من الفشل أو الانتكاسة أثناء بناء أعمالهم. وتقول باربرا كوركوران، مؤسسة شركة “كوركوران غروب” العقارية، إنه يمكنك التغلب على خوفك من الفشل عن طريق القفز مباشرة إلى الأفكار التي تخيفك.
وقالت كوركوران لـ CNBC Make It في يناير 2020: “يمكن التغلب على الخوف من اتخاذ قرار خاطئ أو نقص المعرفة الكافية للبدء، إذا دفعت نفسك إلى الأمام ونفذت فعلًا”. وأضافت: “إذا كنت رائد أعمال، فهذا هو عدوك. الخوف هو عدوك”.
قد لا يختفي خوفك تمامًا، لكن يمكنك التغلب عليه بما يكفي لمنعه من التحكم في خياراتك أو قدرتك على اتخاذ القرارات، وفقًا لكوركوران.
علاوة على ذلك، يقول موران إنك إذا خططت واستعددت بما فيه الكفاية، فستكون مجهزًا جيدًا للتعامل مع معظم التحديات التي ستواجهها بمجرد البدء: “الشغف يطلق شرارة العمل، لكن الإعداد هو ما يبقيه واقفًا على قدميه”.
المصدر: (CNBC)



