تعد فرق العمل الماهرة حجر الأساس لتحقيق النجاح والتميز التنظيمي. فالفريق المتماسك القادر على تحقيق الأهداف بكفاءة لا يسهم فقط في رفع الإنتاجية. بل يعزز أيضًا الابتكار والرضا الوظيفي بين أعضائه. ولكن كيف يمكن بناء مثل هذه الفرق؟
بناء فرق عمل ناجحة
نوضح في “رواد الأعمال” ثلاث خطوات إستراتيجية لبناء فرق عمل ناجحة. بدءًا من اختيار الأفراد المناسبين. ومرورًا بتعزيز التواصل والثقة، ووصولًا إلى وضع أهداف واضحة وتوفير البيئة الداعمة للإنجاز. وفقًا لما ذكره موقع “leaddev”.
ماذا تعني “الأهداف”؟
توفر الأهداف الواضحة والمحددة جيدًا اتجاهًا وغرضًا مشتركين. إنها تساعد على مواءمة الجهود الفردية. وتغذية الدافع، وإعطاء فهم واضح لما يبدو عليه النجاح. كما تمكن الأهداف الفرق عالية الأداء من إجراء تخطيط فاعل واتخاذ قرارات وتقييم التقدم. وهذا بدوره يدفعها إلى التعلم والتكيف والتفوق معًا.
1. إعداد استطلاع لفريقك
اطرح أسئلة محددة على الفريق ضمن استطلاع نبض شهري لجمع وجهات نظر أعضاء الفريق بشأن الأهداف والأدوار والمعايير العامة. ويستخدم المشاركون مقياسًا من 1 إلى 10 لمدى موافقتهم بشدة على كل عبارة. بالإضافة إلى ذلك اسمح بإضافة تعليقات داعمة؛ ما يضمن فهم السياق.
بمجرد تجميع نتائج الاستطلاع يتم تزويدك برؤى لا تقدر بثمن حول ما يعوق فريقك عن أن يصبح عالي الأداء.
قياس مدى فهم فريقك لأهداف الفريق
عند تقييم فهم الفريق للأهداف استخدم الاستطلاع لتطلب منهم تحديد مدى موافقتهم على العبارة أدناه بحسب المقياس المحدد مسبقًا:
اعرف وافهم أهداف الفريق للشهرين القادمين:
تسمح لي هذه العبارة، على الرغم من بساطتها، باستكشاف نظرة الفريق المستقبلية للعمل القادم مع ضمان توصيلها بطريقة سهلة الفهم.
كيفية حل المشكلات المتعلقة بالأهداف غير الواضحة:
إذا كشف الاستطلاع عن فجوة في فهم الفريق لأهدافهم فهناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها معالجة ذلك.
وبالنظر إلى النتائج عليك تقييم ما إذا كانت هناك أي اتجاهات فيما تخبرك به البيانات. وفي حالة كان الجميع يفتقرون إلى وضوح الأهداف اعمل على توضيحها لهم بشكل متكرر. واعقد ورشة عمل مع الفريق للتفكير في مهمة الشركة وتدريبهم على كيفية تحقيقها.
وقد يكون وجود انفصال بين الأفراد والهدف مؤشرًا على أن عمل الفريق يفتقر إلى غرض شامل. لذلك اعمل مع سد هذه الفجوة في الفهم؛ من خلال تحديد المقاييس الرئيسية.
2. تحديد دور كل عضو في الفريق
ماذا يعني “الدور”؟
يعد تحديد الأدوار أمرًا بالغ الأهمية لزيادة الإنتاجية وضمان التعاون السلس. ويجب أن يتوفر لدى كل عضو في الفريق فهم واضح لمسؤولياته وكيف تتناسب مساهماته مع الصورة الأوسع.
يقلل هذا من الارتباك، ويمنع الجهود المتداخلة، ويعزز المساءلة؛ ما يمكّن كل عضو من المساهمة بأقصى إمكاناته.
استخدام استطلاع شهري لمعرفة مدى فهم فريقك لأدوارهم
لقياس كيفية تصور مرؤوسيك لأدوارهم ارجع إلى الاستطلاع الشهري. واستخدم العبارات أدناه، للحصول على منظور أفضل:
- أعرف وأفهم دوري والمهام التي سأشارك فيها لتحقيق الأهداف القادمة.
- باستثناء دوري أشعر بأن فريقنا لديه جميع الأدوار اللازمة لتحقيق أهدافنا.
لكي يكون الفريق فعالًا ينبغي أن يفي جميع الأدوار بالتوقعات. وفي حين أن العبارة الأولى تسعى إلى فهم ما إذا كان الفرد يفهم دوره في الفريق أم لا. فإن العبارة الثانية تقدم رؤى لزملائه في الفريق حول ما إذا كانوا جميعًا يوفون بالتوقعات أم لا.
كيفية حل المشكلات المتعلقة بالأدوار والمسؤوليات غير الواضحة
ربما يكون مقياس الأدوار مؤشرًا على أن شيئًا ما لا يسير بتناغم في الفريق. يمكنك دفع المشكلات المتعلقة بالأدوار إلى الأمام بعدة طرق.
إذا كان هناك دور معين لموظف لا يبدو أنه يساعد الفريق على تحقيق أهدافه فمن المفيد التحدث إلى هذا الشخص أو مديره لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى دعم إضافي. فقد يحتاج إلى بعض التدريب الإضافي أو لديه مجموعة خاطئة من المهارات للمهمة المطروحة.
بالإضافة إلى ذلك ربما يسلط الفريق الضوء على وجود فجوة لدور معين. أو لا يستطيع مهندسو الواجهة الخلفية مواكبة متطلبات مهندسي الواجهة الأمامية. استخدم هذه الملاحظات لضمان وجود خطة لتوظيف الدور المفقود.
3. إنشاء معايير الفريق والحفاظ عليها
ماذا يعني “المعيار”؟
المعايير هي توقعات مشتركة تحدد كيفية تفاعل أعضاء الفريق وتواصلهم وتصرفهم. إنها توفر بيئة شاملة وداعمة تعزز التعاون والثقة. كما تشكل ثقافة الفريق، وتؤثر في حل النزاعات وعمليات صنع القرار والتماسك العام للفريق.
كيفية حل المشكلات المتعلقة بالمعايير
غالبًا ما تبدو المشكلات الناجمة عن المعايير المتضاربة معقدة. لذلك ينصح بمحاولة إعادة الفريق إلى الأساسيات والعمل بشكل متكرر على التحسينات.
على سبيل المثال: في هذا العصر لدى كل من ينضم إلى شركة أو فريق تسليم جديد تعريف خاص به لما تعنيه لهم كلمة “أجايل” أو “سكروم”. والأكثر من ذلك غالبًا ما يفترض الناس خطأً أن تعريفهم الشخصي هو نفس تعريف الجميع. وهذا يؤدي بهم إلى الاعتقاد بأنهم لا يحتاجون إلى مناقشة معايير فهمهم مع الآخرين. لتجنب هذه المشكلة تأكد من تطوير سياق مشترك ليصبح أساس التحسينات المستقبلية لبعض العمليات.
وقد يكون الفريق على دراية بوجود مشكلة دون فكرة عن كيفية حلها، أو غير قادر على التوصل إلى توافق في الآراء حول كيفية تصحيحها. حينها نظم ورش عمل حول طرق العمل (WOW) لفهم المشكلة بشكل أفضل والاتفاق على طريقة للمضي قدمًا.
خريطة طريق للنجاح
من خلال تجميع هذه العناصر الثلاثة خلصت نتائج البحث في برنامج “ماكنولتي للقيادة” إلى أن الفرق عالية الأداء تشترك في مجموعة متفق عليها من المعايير التي تضمن وجود كل دور وعمله بفاعلية نحو هدف شامل. ولم تحدد هذه الفرق عالية الأداء هذه العناصر الثلاثة فحسب، بل تولت أيضًا مراجعتها بانتظام للتأكد من أنها لا تزال مناسبة للغرض.
وبصفتك قائدًا تحتاج إلى مراقبة الرؤية الإستراتيجية طويلة الأجل للفريق. لإدراك مشكلات التوظيف. أو نقص التوجيه على مستوى الإدارة التنفيذية، أو الحاجة إلى تدريب إضافي. وبذلك تتوفر لديك خريطة طريق حول كيفية قيادة فريقك نحو أداء أعلى.