أفصحت حملات مواجهة كورونا في المملكة عن قدرتها على التعاطي الفاعل مع الأزمات، والتأقلم معها، والعمل على الحد من غلوائها والتقليل من آثارها، فمن المعروف أن الأزمات تطرح، في كل وقت وحين، العديد من التحديات، وهو ما يتطلب سرعة في التجاوب، وقدرة على التأقلم.
وهو ما أفلحت فيه المملكة العربية السعودية عن جدارة، فلما كان الفيروس آخذًا في الانتشار كانت حملة «كلنا مسؤول» له بالمرصاد؛ حيث تم تفعيل قرار الحجر المنزلي، والحق أن المواطنين والمقيمين أثبتوا وعيًا كبيرًا، والبقاء في المنزل، واتباع كل إجراءات التباعد الاجتماعي خير شاهد ومثال على ذلك.
ولما كان لا بد من العودة _لابد أن تعود إلى الحياة من جديد، لابد أن تحيا الحياة على أي حال_ كانت حملة «نعود بحذر» موجودة وبقوة.
اقرأ أيضًا: المملكة وبرامج العودة.. مظاهر دعم المواطنين والمقيمين
حملات مواجهة كورونا في الممكلة
ويتطرق موقع «رواد الأعمال» إلى بعض حملات مواجهة كورونا في المملكة وذلك على النحو التالي..
-
كلنا مسؤول
دشنت حكومة المملكة، بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا، حملة واسعة الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان «كلنا مسؤول»؛ والتي تهدف إلى توعية المواطنين والمقيمين بأهمية الالتزام بالحجر المنزلي (وقتما كان معمولًا به)؛ لمواجهة فيروس كورونا.
وحظي شعار حملة “كلنا مسؤول” التي قادتها وزارة الصحة مع دخول أول حالة مصاب بفيروس كورونا المستجد إلى الوطن من الخارج في الثاني من مارس الماضي، بانتشار واسع.
ويعني شعار «كلنا مسؤول» أن السعوديين قيادة وحكومة وشعبًا مسؤولون من أجل مواجهة ومحاربة هذا الفيروس القاتل.
وشاركت، وقتذاك، عدد من الهيئات والوزراء والجهات الحكومية والخاصة في حملة «كلنا مسؤول»، وذلك من خلال نشر تغريدة موحدة تقول: “البقاء في المنزل سلاحنا الأقوى بإذن الله لمواجهة فيروس كورونا”.
وشارك في الحملة وزارة الصحة _التي أطلقتها وقامت عليها_ وبنك التنمية الاجتماعية، إلى جانب وزارة الموارد البشرية، وعدد كبير من الجهات الحكومية والمسؤولين المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وسعت حكومة المملكة، من خلال حملة «كلنا مسؤول»؛ إحدى حملات مواجهة كورونا في المملكة، إلى تأكيد أهمية البقاء في المنزل من خلال عدد من الحملات التوعوية؛ خاصة في ظل تزايد أعداد الإصابات.
اقرأ أيضًا: كيف تمكنت حكومة المملكة من حماية المواطنين والمقيمين من “كورونا”؟
-
نعود بحذر
لم تضع حرب مواجهة كورونا في المملكة أوزاها بعد، ولكن، وعلى الرغم من ذلك، وبعد استمرار الإغلاق لفترة ليست بالوجيزة، كان مهمًا أن تعود الحياة إلى المسار الصحيح، ومن ثم فعّلت وزارة الصحة السعودية، مطلع يونيو الماضي، حملة “نعود بحذر”؛ بهدف توعية المجتمع بكيفية العودة تدريجيًا للحياة الطبيعية مع أخذ الحيطة والحذر؛ للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد “كوفيد – 19”.
وتأتي هذه الحملة _إحدى حملات مواجهة كورونا في المملكة_ بعد إغلاق تام استمر لمدة 70 يومًا؛ حيث شارك فيها العديد من الهيئات الحكومية والخاصة والوزراء؛ لبث الرسائل التوعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة للعودة تدريجيًا إلى الحياة الطبيعية كما كانت قبل كورونا.
ويأتي إطلاق حملة “نعود بحذر” امتدادًا للمبادرة التوعوية التي أطلقها مركز التواصل الحكومي بوزارة الإعلام “كلنا مسؤول” واستمرت لمدة 69 يومًا، وجزء من طرق مواجهة كورونا في المملكة.
وحظيت الحملة _كما غيرها من حملات مواجهة كورونا في المملكة_ بتفاعل كبير في حسابات الجهات الحكومية والخاصة والأفراد عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وحققت نجاحًا كبيرًا، ما عكس الشراكة المسؤولية من كل أطراف المجتمع لمكافحة جائحة كورونا.
وأوضحت وزارة الصحة، في وقت سابق، أن شعار الحملة يعكس مرحلة جديدة للعودة لممارسة الحياة بشكل تدريجيّ، ويعزز أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، الواجب اتخاذها كأسلوب حياة، إضافة إلى التحذير من العادات التي توسّع انتشار الفيروس، مع ضرورة تعاون المجتمع، وجميع القطاعات من أجل اجتياز ھذه الفترة بأمان.
اقرأ أيضًا: تدشين مرافق “سال” بقرية الشحن النموذجية استعدادًا لوصول لقاح “كورونا”
جهود صحية واقتصادية
سوى أن مواجهة كورونا في المملكة لم تقتصر على إطلاق هاتين الحملتين، ولا على العمل على الصعيد الصحي فحسب؛ إذ قررت المملكة، بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ وفي لفتة إنسانية من قيادتها الرشيدة، تحمل كل نفقات المصابين بفيروس كورونا سواءً من المواطنين والمقيمين، وهو واحد من الأمور التي تبين مدى تميز المملكة في التعامل مع هذه الجائحة.
وفيما يتصل بمسألة مواجهة كورونا في المملكة أمر خادم الحرمين الشريفين بتوفير علاج كورونا مجانًا لجميع المواطنين والمقيمين حتى لمخالفي الإقامة دون أي تبعات عليهم، فيما يتابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، سير العمل، ويؤكد أن الإنسان له الأولوية القصوى.
وأعلنت وزارة الصحة السعودية كذلك عن أن لقاح كورونا سيكون مجانيًا لجميع من هم على أرض المملكة.
ولكن ليس هذا كل شيء، فجهود مواجهة كورونا في المملكة لم تقتصر على هذا الجانب الصحي أو التوعوي فحسب، وإنما أطلقت حكومة المملكة، علاوة على ما سبق، طائفة مبادرات عاجلة لمساندة القطاع الخاص خاصةً المنشآت الصغيرة والمتوسطة والأنشطة الاقتصادية الأكثر تأثرًا من تبعات هذا الوباء؛ حيث يصل حجم هذه المبادرات إلى ما يزيد على 70 مليار ريال.
ويتمثل بعض هذه المبادرات في إعفاءات وتأجيل بعض المستحقات الحكومية لتوفير سيولة على القطاع الخاص؛ ليتمكن من استخدامها في إدارة أنشطته الاقتصادية، إضافةً إلى برنامج الدعم الذي أعلنت عن تقديمه مؤسسة النقد العربي السعودي للمصارف والمؤسسات المالية، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بمبلغ 50 مليار ريال في المرحلة الحالية.
بالإضافة إلى الإعفاء من المقابل المالي على الوافدين المنتهية إقاماتهم؛ وذلك من خلال تمديد فترة الإقامات الخاصة بهم لمدة ثلاثة أشهر دون مقابل، وتمكين أصحاب العمل من تمديد تأشيرات الخروج والعودة التي لم تُستغل خلال مدة حظر الدخول والخروج من المملكة لمدة ثلاثة أشهر دون مقابل.
اقرأ أيضًا:
لقاح كورونا.. هل يعيد الأمل للبشرية؟
قطاعات استفادت من كورونا.. دروس لرواد الأعمال
تطبيق «توكلنا».. تعزيز الكفاءة التقنية للمملكة