من السهل أن تنجح لكن ليس سهلًا أن تنجح من جديد؛ ففرص نجاح الموظف الذي لا خبرة لديه إطلاقًا أكبر بكثير من ذاك الذي يتمتع بقدر كبير من الخبرة، والسؤال الآن هو: كيف تنجح عندما تغير وظيفتك؟ لدى إلوود هولتون وشارون إس ناكين إجابة واضحة ومحددة عن هذا السؤال.
إذ يرى الرجلان، وفقًا لما جاء في كتابهما “So You’re New Again”، أن الحل الوحيد لكي تنجح في وظيفتك الجديدة يكمن في أن تنسى خبرتك السابقة؛ ففي معظم الأحيان تكون هذه الخبرة عبئًا أكثر من كونها ميزة، كما أنها تثير أحقاد وأضغان زملائك الجدد ضدك.
ليس هذا فقط، بل يجب عليك، لكي تحقق نجاحًا في وظيفتك الجديدة، أن تتعلم فن البدء من جديد، فكل ما تعلمته في الشركة القديمة يجب أن يُدفن فيها؛ فلكل شركة ثقافتها الخاصة، وعليك أن تتأقلم مع هذه الثقافة.
اقرأ أيضًا: مستقبل إدارة الموارد البشرية.. 7 اتجاهات أساسية
كن منفتحًا على الجديد
صحيح أن لديك خبرة اكتسبتها من وظيفتك السابقة، لكن كن حريصًا من هذه الخبرة بالذات؛ فقد تجلب الكثير من المتاعب، أو تثير أحقاد زملائك في العمل الجديد؛ ولذلك نحِّ هذه الخبرة جانبًا، في هذه المرحلة على الأقل، وكن منفتحًا على التعلم من مدرائك الجدد.
وكن حريصًا كذلك على بناء روابط وعلاقات جيدة مع الزملاء الجدد، ومن الجيد أن تعثر على صديق في هذه الوظيفة الجديدة يخبرك بخفايا الأمور وبالقوانين غير المكتوبة.
الشركات كأندية ثقافية
ثمة عامل حاسم في نجاحك بوظيفتك الجديدة، وهو ذاك المتعلق بتماهيك مع ثقافة الشركة الجديدة التي انتقلت إليها لتوك، ومن ثم فإذا أردت أن تعرف كيف تنجح في وظيفتك الجديدة؟ فكن حريصًا على الإلمام بثقافة الشركة، والتماهي معها، والالتزام بها.
لكل شركة ثقافتها الخاصة، ونظامها الخاص، وقوانينها غير الرسمية، بل أساطيرها كذلك، وجميع العاملين في هذه الشركة يحفظون تلك القوانين عن ظهر قلب، ويطيعونها مغمضي الأعين، فإذا خالفت هذه الثقافة فستكون مطرودًا من الوظيفة في الحال.
اقرأ أيضًا: جذوة الشغف.. 7 طرق لإبقائها مُتقدة
يمكنك النظر إلى الشركات باعتبارها أندية ثقافية، لديها قوانينها الخاصة، وإرثها النظري الخاص، بل تحالفاتها كذلك، فإذا أردت النجاح في هذه الوظيفة الجديدة التي انتقلت إليها لتوك فتعلّم هذه الثقافة، وكن ملمًا بهذا الإرث النظري الذي تم تكوينه على مدى سنوات طوال.
الموظف العابر للحدود
كيف تنجح عندما تغير وظيفتك؟ كن موظفًا عابرًا للحدود، لكن هل تعرف كيف؟ الأمر بسيط جدًا، تبدأ السنة الأولى في خبرتك في هذه الوظيفة أو تلك منذ اليوم الأول الذي تمارسها فيه، لكن لا علاقة لذلك بخبراتك.
اقرأ أيضًا: تنشئة عادات جديدة.. أفضل طريقة للقضاء على الفشل
أن تكون موظفًا عابرًا للحدود يعني أن تخلّف وراءك كل تقاليد وتعاليم شركتك القديمة عندما تنتقل إلى شركة جديدة؛ فهذان الشركتان (السابقة والحالية) قد تكونان ينافسان بعضهما البعض، وقد تكون أنت فريسة ذاك الصراع.
تخلّ، إذًا، عن كل ما تعلمته في السابق، وأصغ كلية لتعاليم وقوانين الشركة التي انتقلت إليها حديثًا، وعنئذ سيكون انتقالك سلسًا، وفرص نجاحك أكبر.
اقرأ أيضًا:
«نقب بداخلك».. سر السعادة والنجاح
الشخصية القيادية.. وقود الشركة الذي لا ينضب