«سفر عياد»: الأزمة سرّعت بعض الإجراءات المهمة مثل الدفع الإلكتروني
للتقنية جانب إنساني، وعلى الرغم من أن أنسنة التقنية كانت محل جدل وخلاف كبيرين بين المفكرين والخبراء في الاقتصاد والاجتماع والفلسفة، إلا أن هذا البعد الإنساني، أمسى، بفعل الأزمة الراهنة، واضحًا وجليًا؛ فالدول التي كانت سباقة في التحول الرقمي، وإلى الاستثمار في التقنية هي ذاتها الدول التي لم تكن كلفة كورونا عليها عالية.
وكلما كانت الشركات، على الجانب الآخر، أكثر تمكنًا من الجانب التقني، وأكثر توظيفًا للتقنية والاستفادة من عطاءاتها المختلفة كانت قادرة على التأقلم مع الأزمات، بل تحويلها إلى فرص ومكاسب كذلك.
وفي هذا السياق، قال سفر عياد؛ المدون المهتم بالاقتصاد والتقنية، في تصريحات حصرية لموقع «رواد الأعمال»، إن الأزمة الحالية سرعت من بعض الإجراءات المهمة مثل: الدفع الإلكتروني، والرعاية الطبية؛ حيث كان المُشرّع الحكومي في كل دول العالم ينظر لها كإجراءات غير مهمة بل ربما مجرد ترف.
وأضاف أنه، ومع اشتداد الأزمة، وجدت كثير من الدول المتقدمة في مجالات الدفع الإلكتروني والرعاية الصحية وبنية التوصيل اللوجيستي القوية نفسها في مراحل متقدمة عن دول كثيرة، وتفادت حدوث أعداد كبيرة من الوفيات.
ورأى المدون في الاقتصاد والتقنية أن الدول التي استثمرت في التقنية منذ وقت مبكر نجحت لحد ما في تخطي الأزمة وكان لها أفضلية كبيرة.
اقرأ أيضًا: «وائل كابلي»: ريادة الأعمال الصحية تسد الثغرات التي تتركها الشركات الكبرى
مستقبل التطبيقات الإلكترونية
وبسؤاله عن أبرز التطبيقات الإلكترونية التي سيكون لها مستقبل بعد الأزمة الحالية، رأى «عياد» أنه ليس هناك تطبيق محدد بعينه يمكن أن تكون له الغلبة، موضحًا: «لكن دعنا نقول أن تطبيقات عقد الاجتماعات أون لاين، وتطبيقات العمل عن بُعد، ربما يزداد الطلب عليها أكثر، وتخرج من دائرة (الشركات الناشئة) وتجد لها سوقًا في الشركات الكبرى والضخمة، بل حتى القطاع الحكومي».
وقال «كما حدث مع تطبيق مايكروسوفت تيمز، الذي نجحت شركة مايكروسوفت في جعله الخيار الأفضل للشركات الكبرى والمنظمات الضخمة من خلال حزمة مايكروسوفت ٣٦٥؛ لذا من المرجح أن تنشأ حركة من التطبيقات الموجهة للمنظمات الكبيرة».
ولفت إلى أن التنافس بين Messenger Rooms وGoogle Meet وMicrosoft Teams قد ينبئ عن تطبيقات أكثر، موجهة لقطاع الحكومات على غير التطبيقات الموجهة لقطاع الأعمال.
اقرأ أيضًا: عمر العمر لـ”رواد الأعمال”: أمن المعلومات يركز على تأمين البيانات
نصائح للشركات الناشئة
وذهب المدون المهتم بالاقتصاد والتقنية إلى أنه من الصعب تقديم النصح خلال هذه الأزمة بشكل عام؛ إذ يتطلب تقديم النصح دراسة كل شركة على حدة، وفهم آلية عملها ونموذجها الربحي؛ حتى يمكنك تقديم نصح مناسب ومتوافق معها.
وتابع: لكن النصيحة العامة هي أنه من الواجب على الشركات الناشئة: مراجعة كل مواردها، والتركيز على الأهم منها وليس المهم، ومحاولة البقاء في السوق قدر الإمكان، والاقتداء بإجراءات بعض الشركات.
وقال: ولنأخذ شركة “البيك” في السعودية والمتخصصة في الغذاء؛ حيث أطلقت وجبة إفطار، وهو القرار الذي استغربه الجميع؛ إذ كانت تقدم وجبتي الغداء والعشاء فقط، لافتًا إلى أن الشركة ركزت على مورد مهم جدًا وهو وجبة جديدة وبسعر مناسب، ويمكن الحصول عليها من الجميع خلال وقت فتح الحظر الصباحي، بعكس وجبة العشاء التي لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال تطبيقات التوصيل بسبب إجراءات الحجر.
اقرأ أيضًا: فواز نشار: المملكة هيأت للتحول الرقمي عبر الإنفاق على البنية التحتية
وبيّن أن الشركة استطاعت، من خلال هذه الاستراتيجية الجديدة، أن تبيع أكثر، كما أن القرار له علاقة بسلاسل التوريد؛ لذلك على الشركة أن تراجع كل مواردها وتحاول البقاء في السوق.
وأوضح «سفر عياد» أن تقليل النفقات إجراء مهم، كما أن الاستغناء عن الموظفين يعتبر من أشد القرار ألمًا لكن الوضع الحالي يتطلب ذلك، مشيرًا إلى أنه يمكن تعويض الموظفين من خلال التعاقد معهم للعمل عن بُعد، من خلال منصة (بعيد) كمثال، وهكذا تضمن الشركة حصولها على مواهب يمكنها تأدية الكثير من الأعمال بسعر أقل.
اقرأ أيضًا:
الصحة والتقنيات الناشئة.. كيف تساهم طائرات الدرون في مكافحة كورونا؟
رقمنة الأعمال.. دليل الشركات إلى الربح والنجاح
«فواز نشار»: الاقتصاد الرقمي سرّع دورة العمل وادخر الكثير من الوقت والجهد