تُعد عملية التمكين الإداري من أهم الأدوات التي تسهم في رفع الروح المعنوية لدى الموظفين أو فريق العمل، وتعزيز ولائهم للشركات أو المؤسسات التجارية، الأمر الذي أدى إلى اتجاه أنظار الكثير من رواد الأعمال وأصحاب الشركات نحو استراتيجية جديدة وهي «التمكين الإداري»؛ من خلال مشاركة العاملين والموظفين في اتخاذ القرارات التي تتعلق بمستقبل الشركات والمؤسسات بشكل فعلي.
لم يعد العمل الجاد وإنجاز المهام كافيًا لتحقيق النجاح داخل الشركات والمؤسسات التجارية، وفي ظل المنافسة الشديدة التي يشهدها السوق العالمي والحاجة المستمرة لتحسين المستقبل الذي يليق بكل شركة ومؤسسة، لجأ الكثير من رواد الأعمال وأصحاب الشركات لاتباع استراتيجية الذكاء في التعامل مع الموظفين وفريق العمل ومنحهم الفرصة الحقيقية للتصرف في المواقف الصعبة التي قد تتعرض لها المؤسسة، والوقوف على النتائج التي توصلوا إليها بعد مشاركتهم الفعلية في إدارة تلك المواقف.
إذن، فعلى رائد الأعمال؛ إذا كان يرغب في تعزيز السلوك الإبداعي لدى موظفي شركته أو مؤسسته التجارية، اتباع استراتيجية التمكين الإداري؛ من خلال إتاحة الفرصة للموظفين للمشاركة في اتخاذ القرارت وإدارة بعض المواقف التي تتعرض لها شركته.
لذا يُمكننا القول إن عملية التمكين الإداري لها تأثير قوي وفعال في الموظفين وفريق العمل وتحديد مستقبل الشركات والمؤسسات، وهو ما سنتعرض له في هذا المقال والتحدث عن أهمية التمكين الإداري وتأثيره في السلوك الإبداعي لدى الموظفين.
التمكين الإداري ونظرية الإبداع
في بادئ الأمر، علينا معرفة ما هو التمكين الإداري؟ ببساطة هو إشراك الموظفين والعاملين بالشركات والمؤسسات في عملية اتخاذ القرارات التنظيمية للشركات والمؤسسات بشكل فعلي، ومنحهم الفرصة الحقيقية لحل المشكلات التي قد تواجه هذه الشركات، وإعطائهم الحق في التصرف مع المواقف التي تتعرض لها المؤسسة.
لو أمعنا النظر جيدًا في الناحية الإبداعية داخل الشركات، سيتبن لنا أن الإبداع لم يكن أبدًا مقتصرًا على الإنجازات الخارقة وإنما يشمل التغيير والإتيان بالجديد الذي يعود بالفائدة على الشركة وتقديم الحلول للمشكلات التي قد تتعرض لها، بالإضافة إلى إدخال تحسينات طفيفة للنظام الموجود داخلها.
أهمية التمكين وتعزيز الإبداع
ربما تفتقر بعض الشركات والمؤسسات إلى نظرية التمكين الإداري، والتي من الممكن أن تتلخص في إشراك الموظفين وفريق العمل في عملية اتخاذ القرار، وبلا أدنى شك أن هذه العملية تعمل على زیادة جودة الخدمات والإنتاجیة، وبالتالي تزید من تنافسیة الشركة.
تُسهم عملية التمكين الإداري، أيضًا، في تحفیز الموارد البشریة داخل الشركة وتحقیق أهدافها والحصول على أكبر قدر ممكن من الإبداع، ولا یمكن كل هذا وذاك دون إشراك الموظفين في الشركة؛ إذن فالتمكين الإداري یمثل الطریق الأمثل للحصول على إبداع الموظفین.
أهمية السلوك الإبداعي وتنميته
مما لا شك فيه أنه لا يُمكن لأي شركة تحقيق أهدافها وقدرتها التنافسية وضمان استمراريتها دون وجود السلوك الإبداعي بين أفرادها؛ لذا ينبغي على رواد الأعمال وأصحاب الشركات تعزيز السلوك الإبداعي وتنميته بين الموظفين، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع استراتيجية التمكين بينهم.
إن السلوك الإبداعي وتنميته بين أفراد العمل، يُمكنهم من متابعة الأفكار وتطويرها، والقدرة على التغيير والانتقال من مستوى لآخر، والبحث عن كل ما هو جديد، وتقديم الاقترحات وتطبيقها على أرض الواقع.
في نهاية المطاف، يُمكننا القول إن نظرية التمكين الإداري وتطبيقها داخل المؤسسات والشركات، والذي يُمكن تمثيلها في تفويض الصلاحيات والمشاركة في اتخاذ القرار وتطبيق نظرية إدارة عمل الفريق، وتوفير البيئة الثقافة التي تُدعم العاملين، تعزز من دور الإبداع والابتكار داخل هذه المؤسسات، وهو ما يحقق كل أهدافها وزيادة قدرتها التنافسية، ويضمن لها البقاء والاستمرارية في السوق العالمي.
اقرأ أيضًا: أساسيات تكاملية.. الخدمات المُصغرة والشركات الناشئة