نحن محظوظون بأن نشهد حقبة ذهبية جديدة في المملكة العربية السعودية تحت قيادة وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين. أمة تشجع شبابها لتحقيق العظمة. أنا -كشاب سعودي- لم أكن على يقين مثل الآن، بأن مستقبل السعودية في أيد أمينة بإذن الله.
من الحقائق الثابتة، أن عصر البترول شارف على النهاية، وهو ماتجاهلناه لفترة طويلة جدًا، وكان من الممكن أن نواصل العمل كالمعتاد لفترة طويلة فقط؛ لكي نعاني من العواقب الشديدة في وقت لاحق.
في الواقع، إنها لمهمة طموحة أن ننوع اقتصادنا، ونخلص أنفسنا من الاعتماد على عائدات النفط والغاز، وأن نتحرك نحو مجتمع قائم على المعرفة؛ لذا يجب البدء بهذه المهمة.
يحزنني أن أقول إن المملكة- وهي بلد لديه مثل هذه الإمكانيات الهائلة- كانت تفتقر إلى كثير من الأمور في جوانب متعددة لسنوات طويلة؛ إذ يقول الأمير محمد بن سلمان: “ليس بعد الآن!”، وجميعنا نؤيده؛ أنا وأبناء جيلي.
هناك كثيرٌ من العمل يمكن القيام به، فمن بين التحديات الرئيسة التي تواجهنا، إشراك المرأة في القوى العاملة؛ إذ يشترك حاليًا 20% فقط منهن في سوق العمل؛ ما يُعد إهدارًا للمواهب والإمكانيات التي يمكن استخدامها في تقدم المملكة، فالتطورات الحالية -مثل قيادة النساء للسيارات، كما كان في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات – تساهم في تحقيق هذا الهدف.
لقد اكتسب الشباب السعودي- الذي يشكل 70٪ من السكان- في السنوات العشر الأخيرة، المعرفة والخبرة العملية؛ من خلال الدراسة في أفضل الجامعات في العالم، فعمل في شركات عالمية رائدة داخل المملكة وخارجها. وأدرك جيدًا مدى حرصهم على تطبيق مهاراتهم ومعرفتهم في وطنهم، لكن الفرصة الآن أقوى من ذي قبل لفعل ذلك.
نادرًا مايمر أسبوع دون تغطية لأخبار المملكة، لكنَّ المختلف في هذه التغطية حاليًا، أنَّ أهم المصادر الأخبارية تغطي التقدم الهائل للمملكة في الشهور الأخيرة.
في الواقع، نحن نعيش أوقاتًا مثيرة، فما كنا نعتقد أن ماكان غير ممكن، أصبح الآن واقعًا؛ إذ يوصف بلدنا الآن بكونه مركزًا عالميًا للابتكار والإبداع؛ وهو ما جعلني أؤمن بأن جيلنا- الذي يشكل70% من السكان- يمثل أهم المصادر ذات القيمة للوطن.
لقد أذهل الأمير محمد بن سلمان العالم، بالإعلان عن مبادرات مثل الاكتتاب العام المرتقب لأرامكو، والمشاريع الضخمة مثل نيوم؛ تلك المشاريع التي لا نظير لها في حجمها، والتي تضمن مواكبتنا للركب في عصر مابعد النفط.
إنها القيادة الحاسمة في الوقت المناسب، فإذا نظرنا إلى ما حققناه اليوم، من عضويتنا في مجموعة العشرين، ودورنا البارز على المستوى الدولي- على الرغم من أوجه القصور في الماضي- سنعرف أن ذلك يحمل مستقبلًا واعدًا كبيرًا.
إن الشباب الموهوب والقادر إلى حد كبير بإرادته على ترك بصمة في التاريخ، هو منْ سيمكننا من التغلب على أصعب التحديات، لما فيه الخير لأمتنا.
يمكن لأي شخص زار المملكة العربية السعودية منذ عامين فقط، أن يلاحظ التغيرات في كل جوانب الحياة؛ وهذا يعني أنه ” لن يوقفنا شيء، سوى الموت”، كما قال ولي العهد الأمير؛ محمد بن سلمان.
صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالعزيز