تقول جانيت لي إن طريقتها المفضلة لافتتاح الأحاديث هي: «كنت ممثلة لمدة ثماني سنوات». كثيرون يُفاجأون، خصوصًا بعدما أصبحت تعمل اليوم في قطاع التكنولوجيا.
كما توضح أنها نشأت في أسرة مهاجرة لم يكن التمثيل ضمن الخيارات المطروحة. لكنها كانت دائمًا تنجذب إلى الأداء الاستعراضي. وبعد التخرج الجامعي، قررت ألّا تمضي حياتها تتساءل: «ماذا لو؟». فإذا كانت ستخوض غمار التجربة، فذلك يجب أن يحدث فورًا.
البدايات والخطوات الأولى
بدأت جانيت لي العمل في عروض الأزياء. ما قادها إلى أول وظيفة حقيقية لها في إعلان لشركة (كاديلاك). بعدها تسارعت خطواتها، لتشارك في حملات لـ«سامسونج» و«سوني» و«ماكدونالدز»، إضافة إلى أدوار ناطقة في أعمال مثل «جريز أناتومي» و«ذيس إز أس» و«شيمليس».
كما تروي أن أعلى أجر حصلت عليه بلغ نحو 63 ألف دولار مقابل تصوير إعلان لماكدونالدز استمر يومين فقط. لكن الدفعات وصلت إليها على مدى أشهر طويلة. ومع ذلك، تؤكد أن الوصول إلى هذه المرحلة تطلّب سنوات من المثابرة.
رهان شاق وإعلان ماكدونالدز
كذلك تحكي لي أنها كانت تجلس ثلاث ساعات في زحام لوس أنجلوس فقط من أجل انتظار تجربة أداء لا تتجاوز دقيقتين. كما خاضت دورات تمثيل في مختلف أنحاء المدينة. وفي الفترة التي عملت فيها في مدرسة طبية بكوريا. كانت تتوجه ليلًا إلى استوديوهات الرقص في «جانجنام» لتجارب أداء لدى الوكالات نفسها التي أطلقت فرقًا مثل «بلاكبينك» و«بيج بانج» و«توايس».
وأخيرًا وليس آخرًا تضيف لي أنها كانت تعتقد في تلك المرحلة أنها تتعلم الغناء والرقص والأداء. لكنها كانت في الواقع تبني الصلابة نفسها التي ستحتاج إليها لاحقًا في قطاع التكنولوجيا وريادة الأعمال.

مصدر الصورة: CNBC
منهجية الانضباط
كذلك بعد دخولها عالم التمثيل، بات واضحًا أنها بحاجة إلى طريقة لفهم كل ما يجري. لذا فعلت ما يفعله أي شخص منظم: أنشأت جدول بيانات.
كما كانت تتبع فيه كل شيء: تجارب الأداء، الأدوار، مخرجي الكاستينج، ردود الاتصال. وحتى الملابس التي ارتدتها. وكان هدفها إيجاد عنصر تحكم في عملية تبدو عشوائية بالكامل. وبالتدريج، بدأت أنماط معيّنة تظهر لها: أي المكاتب تستدعيها مجددًا. وأي أوقات السنة تكون أكثر نشاطًا.
ومع مرور الوقت، حصلت على وكلاء أفضل وتجارب أداء أكبر. تروي أنها لن تنسى اللحظة التي أُبلغت فيها أنها حصلت على دور في «ذيس إز أس» بينما كانت على موقع تصوير «جريز أناتومي»، حيث صفق لها كامل فريق العمل.
63 ألف دولار في يومين فقط
كما تشير لي إلى أنها حصلت على نحو 63 ألف دولار لقاء تصوير إعلان ماكدونالدز في ديسمبر 2020. وفقًا لما وثقته في جدول البيانات الخاص بها لأعوام 2021 و2022.
أما فكرة الإعلان، فكانت تسليط الضوء على تطور علاقة شخصية ما بماكدونالدز من مرحلة المراهقة حتى البلوغ. وقد اختار المنتجون أن تؤدي لي مختلف الأعمار بدلًا من الاستعانة بعدة ممثلين.
تقول إن مثل هذه الأعمال نادرة، فالإعلان كان جزءًا من حملة ضخمة لعلامة كبيرة واستمر عرضه لفترة طويلة. معظم هذا الدخل وضعته في المدخرات، بينما استخدمت جزءًا منه لإطلاق عملها الخاص.
مرحلة انتقالية ودروس مستمرة
من أهم ما تعلمته لي من التمثيل هو قدرتها على تقديم أفضل أداء حتى عندما لا يصفّق أحد. تؤكد أن مواقع تصوير الإعلانات تتحرك بسرعة كبيرة. وعليك أن تظهر، وتستمع للتوجيهات، وتنفذ رؤية شخص آخر بحرفية.
كما توضح أنها أصبحت أكثر قدرة على التكيف واستقبال الملاحظات. ومع الوقت، رغبت في امتلاك قدر أكبر من الحرية، فانتقلت إلى مسار مهني يوفر ذلك.
اليوم تشغّل جانيت لي أعمالها الخاصة المتخصصة في الرفاه المالي. تقول إنها ما زالت قادرة على الإبداع، وحل المشكلات، وابتكار أفكار جديدة كما كانت في التمثيل.
النجاح بين عشية أو ضحاها
في نهاية المطاف تضيف لي أن الناس يندهشون حين يعلمون أنها كسبت هذا المبلغ من إعلان واحد. لكنهم لا يرون السنوات الثماني التي قضتها في تجارب الأداء، والدروس. ورفض 98% من محاولاتها الـ847.
كما أن الدرس الأهم لديها:
«يستغرق الأمر عشر سنوات ليصبح نجاحك مفاجئًا».
وتقول إن هذا لم يثبت صحته في التمثيل فحسب، بل في العمل والحياة أيضًا.
اليوم، وبعد إطلاق شركتها الخاصة، ما زالت تواجه الصعوبات نفسها: عملاء يتراجعون، وفرص لا تكتمل. لكنها مستمرة في المحاولة لأنها تؤمن بما تفعله.
المصدر: CNBC


