التفكير في التقدم أمر لا بد منه، في بعض الأحيان يكون هذا التقدم حتميًا وميكانيكيًا، أي أنه يحدث هكذا من تلقاء ذاته، لكن هذا، وللأسف، لا يحدث على صعيد الشركات والمؤسسات التجارية، فعند الحديث عن مراحل نمو المشاريع لا يعني أن المشروع، سواءً كان صغيرًا أو متوسطًا أو كبيرًا، سيمر خلالها من تلقاء ذاته هكذا، بل إن العكس هو الصواب.
فلن ينتقل المشروع من مرحلة إلى أخرى إلا عبر جهد ممنهج ومنظم تمامًا، ومن خلال الكثير من الخطط والاستراتيجيات المحكمة التي أخذت في اعتبارها وخططت من أجل الانتقال من هذه المرحلة إلى التي تليها، فمن خلال ذلك يمكن للمشروع أن يتقدم خطوة إثر خطوة حتى يصل في النهاية إلى مرحلة النضج النهائية.
وإذا كان الإلمام بهذا الأمر على قدر كبير من الأهمية؛ فلكي نسير في طريق ما علينا أن نعرف ما درجاته، وما تلك المسافات التي علينا قطعها قبل الوصول إلى وجهتنا الأساسية، فسنرصد في «رواد الأعمال» مراحل نمو المشاريع التي يجب أخذها في الاعتبار عن التفكير في إطلاق مشروع ما أو حتى تطوير مشروع قائم. وهذه المراحل هي:
اقرأ أيضًا: مستقبل المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالمملكة
تطوير الفكرة
هذه المرحلة هي مرحلة محاكمة الأفكار أملًا في تطويرها؛ فإذا كان لديك أكثر من فكرة فإن الحل الوحيد للعثور على أفضلها وأنسبها أو، بالأحرى، أكثرها احتمالية لجلب الربح، هو محاولة اختبار هذه الأفكار جميعها، ثم تطوير تلك الفكرة التي ثبتت جدواها وفعاليتها.
بعد ذلك يأتي التفكير في وضع خطة عمل محكمة، صحيح أنها ستتغير فيما بعد لكن وفقًا للوقائع الراهنة وقت ذاك، تحكم مسار المشروع بشكل عام.
وفي هذه المرحلة، يجب على رواد الأعمال طرح الأسئلة التالية على أنفسهم:
-
هل يلبي هذا المفهوم/ المنتج/ الفكرة حاجة في السوق؟
-
هل سيكون مقبولًا في السوق؟
-
كيف أنشئ هيكل الأعمال؟
-
هل ستحقق لي هذه الفكرة أي أرباح؟
اقرأ أيضًا: مشروعات نجحت في ظل الأزمات
إطلاق المنتج
هذه هي أصعب المراحل وأعسرها على الإطلاق، وهي، غالبًا، مرحلة الضغط والإرهاق الكبير، بمعنى أنها قناة النار التي من الواجب على رواد الأعمال عبورها للوصول إلى المرحلة التي تليها.
وهذه المرحلة أيضًا هي مرحلة التأسس الفعلي والحقيقي لكل شيء: قواعد العملاء، تعيين الموظفين، إدارة الحسابات.. إلخ، فضلًا عن أن أمور النفقات المالية والالتزامات المادية تكون حاضرة وبقوة في هذه المرحلة، ومن ثم تسبب ضغطًا هائلًا.
لكن وعلى الرغم من صعوبة هذه المرحلة، إلا أن فائدتها الأساسية والجوهرية تكمن في أن المشروع الذي يتخطاها لن يعود إلى الوراء، صحيح أنه من الممكن أن يتلكأ في النمو والتطور ولكنه لن يعود إلى الوراء في أغلب الأحوال.
اقرأ أيضًا: استدامة المشاريع الصغيرة.. نمط اقتصادي بديل
في هذه المرحلة يكون المشروع تغلب بالفعل على كل عقبات المرحلة السابقة، وبدأ يأخذ طريقه الواضح للنمو والازدهار، ويكون بالفعل عثر لنفسه على موطئ قدم في السوق، لكن لكل مرحلة تحدياتها أيضًا.
فهنا، على سبيل المثال، يجب التفكير وإعادة النظر في الاستراتيجيات والخطط المتبعة، فضلًا عن تعظيم الربح، والتعامل مع ضغط المنافسين، فكونك موجودًا في السوق، يعني أن لك منافسيك، والتعامل معهم والتغلب عليهم والاستمرار في الاحتفاظ بالعملاء الحاليين وجذب عملاء جدد من أبرز تحديات هذه المرحلة من مراحل نمو المشاريع بوجه عام.
اقرأ أيضًا: قبل إطلاق المشروع.. فكر في هذه الأمور
النضج والتوسع
الآن بدأ المشروع في الثقة بنفسه والزهو بنجاحه السابق، وتخطيه لكل العقبات سالفة الذكر، فيتم التفكير في التوسع والدخول إلى أسواق جديدة، لكن هذا معناه التغلب على المنافسين الموجودين بالفعل في هذه الأسواق قبلك، كما أنه من المحتم، والحال كذلك، أن تقدم المزيد من الخدمات طالما أنك تبغي العثور على المزيد من العملاء.
وبالجملة فإن مراحل نمو المشاريع هي أمر عام، بمعنى أن كل المشاريع، الشركات.. إلخ لا بد أن تمر بها واحدة تلو الأخرى، وأن تتغلب على التحديات الخاصة بكل مرحلة من هذه المراحل؛ كي نضمن بقاء المشروع واستمراره.
اقرأ أيضًا:
تصنيف المشروعات الصغيرة.. طوق النجاة من الفقر
رؤية المشروع.. هل تعرف إلى أين تسير؟
تطوير المشروع الناشئ.. دليلك لتحقيق ذلك