هدفنا تطوير صناعة المحتوى العربي على غرار الشركات العالمية
الكتاب المميزون أصعب التحديات التي تواجه مجال عملنا
“عرب نت الرياض” نقطة تحول في حياتي دفعتني لريادة الأعمال
عقدنا شراكة مع حاضنة الأمير محمد بن سلمان للإعلام الرقمي
حاوره : حسين الناظر
ولد محمد الموسى في أسرة أدبية؛ فقد عشق محمد عبدالعزيز الموسى الأدب منذ نعومة أظفاره، ورغم أنه حلق بعيدًا في المرحلة الجامعية بدراسة علوم الصيدلة، إلا أنه أصر على تحويل هوايته وعشقه الأول للكتابة لمشروع تجاري ناجح وهو ” نص ” للكتابة الإبداعية الذي أسسه مع زملاء له. فكيف كانت تجربته، وكيف جاء التحول؟..الإجابة في الحوار التالي …
بداية محمد الموسى مع عالم الأعمال :
بدأت القصة بهواية تقديم المؤتمرات داخل الجامعة، وكان نجاحي دافعًا لترشيحي لتقديم المؤتمرات الكبرى خارج أسوار الجامعة، فكانت هذه وسيلتي الأولى للتعرف على عالم الأعمال.
وفي عام ٢٠١٢م، جاءت نقطة التحول الكبرى في حياتي؛ حيث كنت أقف على مسرح “عرب نت” كأول تجربة تقديم لي على مستوى الفعاليات الخاصة بريادة الأعمال. وقتها كانت فرصة لم أحلم بها لأكون في قلب دائرة تضم رموزًا في هذا المجال. حينها، قررت ألا أضيع الفرصة وألا أكتفِ بمقعد المشاهد؛ فتقدمت مباشرة لكسب أكبر قدر من الخبرات من خلالهم، فاكتشفت أن الأمر أقل تعقيدًا مما كنت أتخيل، وأن العالم الخيالي الذي كنت أضعهم فيه غير حقيقي، وأنهم مجموعة من الشخصيات الطموحة والمجتهدة جدًا والمستعدة للتعلم مهما بلغ بها العلم. هذا الخليط المتشابه بينهم أوضح لي ماذا يجب علي فعله كي أستحق يومًا الوقوف بينهم .
ــ ما العلاقة بين دراستك للصيدلة وريادة الأعمال؟
نظريًا لا يوجد رابط ، فالصيدلة تخصص علمي بحت ، وأثناء دراستي كان عالم الصيدلة بالنسبة لي معزولًا تمامًا عن كل جهودي في أي مجال آخر، ولكن الآن وبعد أن انتهيت من دراستي، وبدأت أتعمق أكثر في المجال العملي ، انتبهت إلى أنه لا يوجد شئ أكثر إلهامًا من دراسة جسد الإنسان، و كيف يتأثر بالمرض ؟ و كيف يقاومه؟ ومتى يصنع الدواء من أجل ذلك؟ و متى يعمل؟ و بأي طريقة؟. سلسة من التفاصيل المترابطة بطريقة عبقرية تُذهل عقلك وتجعله أكثر انتباهًا و ترتيبًا من السابق. وهذا التأثير ينعكس في طريقة نظرتك لأي فكرة أو مشروع أو فرصة، ويمنحك زاوية للرؤية قد لا يملكها غيرك .
ــ كيف جاءت فكرة “نص” ؟ وهل تعكس ميولًا أدبية لديك ؟
نشأت في أسرة أدبية ، فقد كان والدي رحمة الله عليه يملك دار نشر ، نجح فيها لفترة طويلة قبل أن يهبط سوق النشر، ثم يغلقها. ولأن الكتب كانت حولنا بشكل مستمر؛ فكان من الطبيعي أن أحب القراءة والكتابة. وبعد ذلك بفترة طويلة، ومع بداية ” تويتر”، بدأت أجرِّب الكتابة الأدبية، وأعتقد أنني كسبت دائرة معارف ممتازة لم أتوقعها ؛ إذ تعرفت على مجموعة من الكتاب المميزين؛ منهم صديقي الشاعر محمد العتيق، والذي بدأت معه فور انتقاله من حائل للرياض، البحث عن فكرة مشروع يمكن استخدام مهارتنا في الكتابة من خلاله، ويكون مصدر رزق جيدًا. ولأننا نعرف النقص الكبير في المحتوى و رغبة كثير من الجهات في كتَّاب يقدمون لهم هذه الخدمة، اجتمعنا مع الصديقين عبدالرحمن البدر وأنس الثنيان اللذين كانا يشاركاننا نفس الفكرة تقريبًا، فأصبحنا وقتها أربع كُتاب برغبة واحدة هي أن نؤسس شركة الكتابة الإبداعية “نص”.
ــ هل هناك حاجة ماسة للخدمات التي تقدمها “نص” ؟
كنا نعتقد أن هناك حاجة كبيرة للخدمات التي نقدمها، لكن اكتشفنا أن كلمة “حاجة كبيرة “ ليست كافية لتوضيح مدى النقص الكبير في المحتوى عند كثير من الجهات، بل وجدنا أن صناعة المحتوى تعتبر معدومة عندنا؛ حيث كانت تعتمد على جهود أفراد موهوبين، والذين برغم موهبتهم الكبيرة، إلا أنها لم توفر لهم عملًا دائمًا.
ــ من تستهدفون من هذه الخدمات ؟
نستهدف كل من لديه مشكلة في خلق محتوى لغوي يُعبر عنه أو يقدمه بالشكل المناسب، كل من يريد نبرة كتابة خاصة به تشبهه وتميزه، سواء كانت جهة حكومية أو تنتمي للقطاع الخاص أو حتى الأفراد، مهما كان شكل هذا المحتوى اللغوي، سواءً كان خطابًا أو ملفَا تعريفيًا أو خبرًا صحفيًا أو حتى سيناريو لفيديو إعلاني ، مرورًا بتسميات المشروعات والعبارات الدعائية. ببساطة، نرى أن المحتوى أساسه واحد، لكنه يُقدَم بأكثر من طريقة و قالب و شكل.
ــ ما النجاح الذي تحقق حتى الآن ؟ وما مدى رضاك عما تحقق ؟
الحمد لله، أكملنا عامًا كاملًا منذ بداية “نص”، كانت أسرع مما نتخيل؛ حيث ارتبطنا فيها مع جهات حكومية كبرى؛ مثل وزارة العمل و المدن الصناعية وغيرها. وكثير من المشروعات أنجزناها مع جهات من القطاع الخاص، لكن أكبر إنجاز لنا هو قدرتنا على إقناع كثيرين بأن ما نقوم به هو خدمة تستحق أن يُدفع مقابلها ، وأنها صنعة و عمل إبداعي من المهم أن يُسلم لمتخصصين فيه. وقد اختتمنا العام بعقد شراكة مع حاضنة الأمير محمد بن سلمان للإعلام الرقمي لكتابة المحتوى الذي تحتاجه الشركات الناشئة المحتضنة ، والذي أعتقد أنه كان ختامًا مرضيًا جدًا وشراكة مهمة بالنسبة لنا .
ــ ما التحديات التي واجهتك في تنفيذ المشروع ؟
تحديان أساسيان:
- الأول: كان عدم فهم ما يمكن أن نقدمه، فاعتقد البعض أننا شركة تسويق، والبعض الآخر كان يرانا شركة نشر.
– الثاني: كان في الكتاب أنفسهم .
ــ وكيف أمكنك التغلب عليهما ؟
ارتكز التغلب على التحدي الأول في استمرارنا بالعمل و التواجد، أما التحدي الثاني فكان أكثر تعقيدًا ؛ لأن محاولة إيجاد كتاب مميزين أمر في غاية الصعوبة، فاضطررنا -مع بحثنا المستمر عن كتاب متخصصين- إلى البدء في تطوير كتاب جدد من خارج الدائرة المعتادة ؛ وهو ما يتطلب وقتًا و جهدًا مستمرين.
ــ هل استفدت من البرامج الحكومية الداعمة لرواد الأعمال ؟
ساعدتنا بيئة ريادة الأعمال والحركة النشطة خلال الفترة الأخيرة في هذا المجال من دون شك في تقديم أنفسنا، لكننا لم نندرج تحت حاضنة أو نطلب دعمًا ماديًا من صناديق دعم رواد الأعمال؛ لأننا لم نكن في حاجة إلى ذلك في بداية الأمر. ولا يمنع ذلك، أن نستفيد مستقبلًا من هذه الخدمات، متى ما وجدنا أن ذلك مهم لتقدمنا وتوسع أعمالنا.
ــ ما طموحاتك المستقبلية ؟
أطمح مع زملائي في شركات الكتابة الإبداعية الأخرى إلى تطوير “سوق صناعة المحتوى” وخلق ثبات أكبر له واحترامًا حقيقيًا للأثر الذي يمكن أن تخلقه الخدمات التي نقدمها.
ــ من مثلك الأعلى في عالم الأعمال ؟
هناك كثير من الشركات خارج المجال الذي نعمل فيه، لكنها مثال ممتاز للشركات الريادية في الترتيب الإداري والتطور المستمر وجودة الخدمات. وفي مجالنا، أعتقد أننا جميعًا نحاول رفع المعايير سويًا، ونستفيد من التجارب المتقدمة للشركات العالمية المتخصصة في صناعة المحتوى.
ــ كيف ترى حركة ريادة الأعمال في المملكة ؟
أراها مبهرة، خاصة وأنني قريب من هذا المجال طوال السنوات الخمس الماضية، قبل حتى التفكير في تأسيس “نص”. وكنت متابعًا للكثير من العثرات المفاجئة والنجاحات الرائعة، وتعرفت على العقبات الأكبر، ورأيت كيف استطاع الكثيرون تخطيها أو مناورتها للتقدم. وأعتقد أننا أمام نقلة ضخمة في هذا المجال خلال السنوات القادمة؛ لأن رواد الأعمال أصبحوا أكثر نضجًا واحترافية، فلم يعد الحماس فقط من يقودهم، بل الخبرة أيضًا، وهو توازن قادر على نقل كل الجهود لمنطقة جديدة لم نصل لها من قبل في ريادة الأعمال .
ــ وما الذي تحتاجونه كشباب ؟
نحتاج إلى اقتراب الجهات الحكومية أكثر منا، لفهم ما نقوم به وما نطمح إليه، فعليها تسهيل الإجراءات والقضاء على البيروقراطية، فليس أمامنا وقت للتباطؤ؛ فالعالم يتغير من حولنا كل ثانية. لكننا نلاحظ محاولات الاقتراب والتعاون، وهو مؤشر ممتاز، إلا أننا نحتاج إلى أن يكون ذلك على نطاق أوسع و بتأثير أكبر؛ لأن الشباب يحاولون الآن صنع مستقبل البلد، وإن امتلكوا الفرصة والمساندة سنُبهر العالم الذي يعتقد أننا لا نملك إلا آبار البترول.
ــ لا تزال نسب إقبال الشباب السعودي على ريادة الأعمال ضعيفة؛ بم تفسر هذا ؟ وكيف يمكن التغلب عليه ؟
هنالك إقبال، لكنه ليس دائمًا في الاتجاه الصحيح. البعض يعتقد أن ريادة الأعمال قاصرة على المجال التقني، والكل يقول في نفسه:” ابتكر برنامجًا للهواتف أو منصة رقمية لعلك تصبح مارك زوكربيرغ أو إيفان شبيغل القادم “. وهذا بالطبع يحد من التفكير ويضيق عليهم الفرص، رغم أن المجال متسع جدًا؛ لأن هناك مساحات إبداعية لم تُمس بعد. و أرى أن التغلب عليها يتطلب تسليط الضوء على أكبر قدر من التجارب الناجحة وتوضيح تفاصيلها وتنوعها؛ لعل ذلك يعيد تعريف مفهوم ريادة الأعمال ويساعد على استيعابه والدخول فيه .
للأبد يا محمد فخورة فيك، بكل نجاح لك تلهمني .. بأبسط شي تقوله سواء اقرأه على حسابك في تويتر او سناب شات تلهمني، ربي عطاك القبول .. جميع من اعرفه ويعرفك يذكرونك بالخير، الحمدلله
كن بخير ، الله يحميك
*من متابعاتك القدامى
شكرا لك روان على مشاركتك الرائعة