قادت الدكتورة ليزا سو تحوّل AMD إلى شركة رائدة في مجال الحوسبة عالية الأداء وواحدة من أسرع شركات أشباه الموصلات نموًا.
وحظيت الدكتورة ليزا سو؛ الرئيس التنفيذي رئيس شركة ADVANCED MICRO DEVICES (AMD)، باحترام كبير في صناعة التكنولوجيا؛ فهي معروفة برؤيتها الاستراتيجية وقيادتها في هندسة أشباه الموصلات.
من هي ليزا سو؟
وُلدت ليزا في تاينان، تايوان، عام 1969، وهاجرت إلى الولايات المتحدة في سن مبكرة، وأظهرت كفاءة قوية في الرياضيات والعلوم؛ ما دفعها إلى ممارسة مهنة في الهندسة الكهربائية.
وحصلت على درجة بكالوريوس العلوم في الهندسة الكهربائية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في عام 1990. وبعد دراستها الجامعية واصلت دراستها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لإكمال درجتي الماجستير في العلوم والدكتوراه بالفلسفة.
بدأت مسيرة ليزا المهنية كعضو في الطاقم الفني لشركة TEXAS INSTRUMENTS. حيث عملت في مركز معالجة أشباه الموصلات والأجهزة. وانضمت إلى شركة IBM عام 1995. في البداية كباحثة؛ حيث ساعدت على تصميم شرائح تعمل بشكل أسرع بنسبة 20%. باستخدام أشباه الموصلات ذات الدوائر النحاسية بدلًا من الألومنيوم التقليدي. وفقًا لمجلة “فوربس”.
شركة IBM
خلال فترة وجودها في شركة IBM شغلت ليزا العديد من المناصب القيادية الهندسية والتجارية. بما في ذلك نائب رئيس مركز أبحاث وتطوير أشباه الموصلات. والمسؤولة عن التوجيه الاستراتيجي لتقنيات السيليكون الخاصة بشركة IBM. وتحالفات التطوير المشتركة وعمليات البحث والتطوير لأشباه الموصلات.
وفي عام 2007 انضمت إلى شركة FREESCALE SEMICONDUCTOR. حيث شغلت منصب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا. وتضمن دورها الإشراف على استراتيجية الشركة التكنولوجية وجهود البحث والتطوير. ما زاد من صقل مهاراتها القيادية في صناعة التكنولوجيا. وعززت تجربتها تلك سمعتها كشخصية رائدة في مجال تكنولوجيا أشباه الموصلات وإدارتها.
عينت AMD ليزا نائبًا أول للرئيس في عام 2012. وفي عام 2014 أصبحت رئيسة تنفيذية؛ لتكون أول امرأة تقود شركة كبرى لأشباه الموصلات.
وفي مقابلة مع مجلة “فوربس” تذكرت ليزا أيامها الأولى في مجال الهندسة قائلة: “كنت أسير في غرف بها 25 شخصًا. وربما كنت المرأة الوحيدة. إن ما يشغلني كثيرًا هو المهندسات الشابات”.
وتحت قيادتها شهدت AMD تحولًا ملحوظًا. إذ استعادت القدرة التنافسية في السوق ضد عمالقة الصناعة مثل: INTEL وNVIDIA.
كما ركزت استراتيجية ليزا داخل AMD على تطوير منتجات حوسبة ورسومات عالية الأداء. مستهدفة قطاعات مثل: الألعاب ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي. كان هذا التحول بمثابة خروج كبير عن التركيز السابق للشركة وتطلب إعادة هيكلة عمليات تطوير المنتجات.
وكان قرارها بالتعاون مع شركات التكنولوجيا الأخرى. بما في ذلك صفقة تاريخية مع SONY حول جهاز PLAYSTATION 5، عاملًا أساسيًا في نجاحات AMD الأخيرة.
نجاح مبادرات ليزا الاستراتيجية
وتحت قيادة ليزا سو شهدت AMD انتعاشًا في أدائها المالي. وارتفع سعر سهم الشركة وحصتها في السوق بشكل كبير؛ ما يعكس نجاح مبادراتها الاستراتيجية.
ومع ذلك فإن تأثيرها امتد إلى ما هو أبعد من AMD. إنها نموذج يحتذى به للنساء في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؛ حيث كسرت الحواجز في المجال الذي يهيمن عليه الذكور. وحظي أسلوبها القيادي، الذي تميز بالتركيز على التعاون والابتكار والتفكير الاستراتيجي، بإشادة واسعة النطاق.
زميلة في معهد مهندسي الإلكترونيات
نشرت ليزا سو أكثر من 40 مقالًا تقنيًا وتم تعيينها زميلة في معهد مهندسي الإلكترونيات والكهرباء عام 2009. وفي عام 2018 تم انتخابها لعضوية الأكاديمية الوطنية للهندسة وحصلت على جائزة القيادة المثالية للدكتور موريس تشانغ من الجمعية العالمية لأشباه الموصلات.
وخلال عام 2020 تم انتخابها لعضوية الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم وحصلت على جائزة GRACE HOPPER TECHNICAL LEADERSHIP ABIE.
مجال أشباه الموصلات
وفي عام 2021 كرمها معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) بأعلى وسام في مجال أشباه الموصلات وهو “وسام روبرت إن نويس”. وعينها الرئيس الأمريكي جو بايدن في مجلس مستشاري الرئيس للعلوم والتكنولوجيا.
وكانت ليزا عضوًا في مجلس إدارة شركة CISCO SYSTEMS منذ يناير 2020. وتعمل أيضًا في مجلس إدارة صناعة أشباه الموصلات.
أقوى النساء في المجال التكنولوجي
لكن ليزا؛ التي أصبحت الآن واحدة من أقوى النساء في مجال التكنولوجيا. تحب التحدي. وتقول إن هذا هو السبب الذي جعلها تصبح مهندسة في المقام الأول. وكان عليها أن تجري رهانات جريئة -بعضها لن يؤتي ثماره قبل خمس سنوات- لتغيير AMD.
وقالت: “أحدث شريحة لدينا لمراكز البيانات هي في الواقع 40 مليار ترانزستور. عليك أن تتقن كل واحدة منها بشكل صحيح، وهناك الكثير من الهندسة لتحقيق ذلك”.
وقررت ليزا سو؛ التي حصلت على درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الهندسة الكهربائية. من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن تتوسع الشركة في بناء التكنولوجيا لتطبيقات الحوسبة عالية الأداء. أدى ذلك إلى تمكين AMD من تشغيل تقنيات الجيل التالي. بما في ذلك: الحوسبة السحابية ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي والألعاب.
هذه التقنيات هي المهيمنة في عام 2020. ولكن كان على ليزا بدء وضع الأساس عام 2014.
أعمال محفوفة بالمخاطر
تتميز صناعة أشباه الموصلات بطول دورة تطوير المنتجات؛ حيث تستغرق عدة سنوات لإطلاق منتج جديد. هذا يتطلب من الشركات التخطيط بعناية للمستقبل والتنبؤ باحتياجات السوق المستقبلية. ويجب عليها أن تكون واثقة من أن التقنيات التي تعمل عليها اليوم سوف تكون ذات قيمة عالية للعملاء بعد عدة سنوات.
ولتحقيق هذا الهدف ينبغي أن تتبنى الشركات خططًا تكنولوجية واضحة المعالم، تُظهر للعملاء قدرتها على تطوير منتجات جديدة وأكثر تقدمًا بمرور الوقت. كما تختار بعناية الأسواق التي تركز عليها، مع الأخذ في الاعتبار التطورات التكنولوجية المستقبلية.
اكتشاف ما تعتبره AMD “جيدًا حقًا”
قبل تولي ليزا سو منصب الرئيس التنفيذي لـ AMD اتخذت الشركة قرارات بتقليص بعض أنشطتها بهدف التركيز على مجالات عمل أكثر ربحية. وعندما تولتليزا زمام الأمور، أكدت أهمية تحديد المجالات التي تتميز فيها الشركة حقًا، وقررت التركيز على تطوير هذه المجالات بشكل كبير.
وبكلمات أخرى: رأت ليزا أنه على الشركة اختيار المجالات التي تستطيع أن تكون فيها الأفضل، وتتجنب دخول مجالات جديدة قد لا تتمكن من المنافسة فيها بقوة. لذلك قررت الشركة التخلي عن تطوير تكنولوجيا الهواتف المحمولة وأجهزة الاستشعار، وركزت بدلًا من ذلك على تطوير التقنيات التي تتمتع فيها الشركة بقدرات تنافسية قوية.
معالجات الكمبيوتر القوية
وبدلاً من ذلك قررت الشركة أن تراهن بشكل كبير على بنية الحوسبة عالية الأداء. بما في ذلك: معالجات الكمبيوتر القوية ورقائق الرسومات للألعاب، والذكاء الاصطناعي. والحوسبة الفائقة وغيرها. كانت AMD تصنع شرائح سريعة وقوية، وغالبًا ما كانت تتفوق على منافسيها من حيث السعر.
وكانت هذه الاستراتيجية مهمة بشكل خاص بالنسبة لشركة كانت حينها تكافح من أجل إنشاء مكانة لنفسها في صناعة يهيمن عليها عدد صغير نسبيًا من اللاعبين الرئيسيين.
إن منتجات AMD مقنعة للغاية لدرجة أن وزارة الطاقة الأمريكية اختارت رقائق AMD لتشغيل مشروع الكمبيوتر العملاق الخاص بها في مختبر “أوك ريدج الوطني” بولاية تينيسي. وسوف تساعد تقنيتها أيضًا على تشغيل الكمبيوتر العملاق القادم من فئة إكساسكيل في مختبر لورانس ليفرمور الوطني. وهو الكمبيوتر عالي الأداء الضروري للردع النووي.