لقد تطورت المسؤولية الاجتماعية للشركات، التي تفسر على أنها سياسات وممارسات الشركات التي تتجاوز المتطلبات القانونية وتؤثر على مختلف مجموعات أصحاب المصلحة. ذلك لتصبح ضرورة تجارية في جميع أنحاء العالم.
ومن المعتقدات الأساسية الكامنة وراء هذا التغيير الجذري في عمل الشركات وتفكيرها، أنه إذا ما تم تنفيذ سياسات وممارسات المسؤولية الاجتماعية بشكل جيد، يمكن أن تولد العديد من الفوائد للشركات. كما أن بعض العلماء يجادلون بأن سياسات وممارسات المسؤولية الاجتماعية يمكن اعتبارها أداة رئيسية لإدارة العلاقات مع أصحاب المصلحة.
ممارسات المسؤولية الاجتماعية للشركات
تعتمد سياسات وممارسات المسؤولية الاجتماعية على عدد من الركائز الأساسية. والتي يمكن تنظيمها في أربعة مجالات أساسية:
- الأنشطة الموجهة نحو العملاء.
- الأنشطة الموجهة نحو الموظفين.
- الأنشطة الموجهة نحو البيئة.
- الأنشطة الموجهة نحو الأعمال الخيرية.
وفي حين أن الدراسات البحثية استندت إلى المسؤولية الاجتماعية فيما يتعلق بأصحاب المصلحة الخارجيين، وخاصة العملاء. كان هناك اهتمام متزايد بالمسؤولية الاجتماعية للشركات فيما يتعلق بأصحاب المصلحة الداخليين مثل الموظفين الحاليين.
كما تشمل الأبحاث حول المسؤولية الاجتماعية وأثرها على الموظفين قضايا؛ مثل أداء الموظفين وتكلفتها. فضلًا عن مشاركة الموظفين. إضافة إلى المسؤولية الاجتماعية كاستراتيجية تسويق داخلية. وكذلك ردود فعل الموظفين على المسؤولية الاجتماعية للشركات من منظور العدالة التنظيمية.
وقد أظهرت الأبحاث السابقة أنه يمكن توقع تأثيرات إيجابية على النتائج المتعلقة بالوظيفة؛ مثل الرضا الوظيفي أو الفخر التنظيمي أو الكلام الإيجابي عن المشاركة في المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة عندما يدرك الموظفون مشاركة صاحب العمل فيما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية للمؤسسة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن المجال الذي لم يتم بحثه بوضوح هو الدور الذي يلعبه التواصل والإعلان عن المسؤولية الاجتماعية في تقييم الموظفين للمسؤولية الاجتماعية للشركة، وكيف يؤثر ذلك على سلوكيات الموظفين المتعلقة بالعمل؟
وغالبًا ما تقوم الشركات بإيصال أنشطتها المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية إلى أصحاب المصلحة الخارجيين والداخليين.
دور المسؤولية الاجتماعية في تقييم الموظفين
تلعب المسؤولية الاجتماعية دورًا محوريًا في دفع الموظفين لتقييم مدى التزام مؤسساتهم بمبادئ المسؤولية الاجتماعية.
وبالنسبة للمستهلكين، أظهرت أن تقييم الإعلانات التي تربط بين الجاذبية والمسؤولية الاجتماعية يؤدي إلى نظرة أكثر إيجابية للمنتج وزيادة تصور المستهلكين لمسؤولية الشركة الاجتماعية.
وكلما أعجب موظفو الشركة بإعلانات المسؤولية الاجتماعية ، كان تقييم الموظفين لإعلانات المسؤولية الاجتماعية للشركات أكثر إيجابية.
وبالتالي سوف تؤثر رسالة الشركة إيجابيًا على تقييم الموظفين لمشاركة شركتهم في المسؤولية الاجتماعية للشركات. حيث إن التوافق بين القضية والشركة يشير إلى التطابق المتصور بين الأعمال الأساسية للشركة وقضايا المسؤولية الاجتماعية التي يتم التواصل بشأنها.
كما كشفت الأبحاث السابقة حول المستهلكين أن التوافق الأفضل بين القضية والشركة أدى إلى تحسين تقييمات المستهلكين للشركة المرتبطة بالتمويل.
أما بالنسبة للموظفين على وجه الخصوص، قد يكون التوافق المتصور بين القضية والشركة عاملًا ومؤشرًا حاسمًا لتقييم مشاركة شركتهم في المسؤولية الاجتماعية. حيث إنهم على دراية بممارسات الأعمال السائدة وكيفية توافقها مع الاحتياجات البيئية أو التنظيمية أو المجتمعية.
وبالتالي، قد يكون التوافق المتصور بين القضية والشركة عاملًا مهمًا في ضمان تصور الموظفين الإيجابي لمشاركة شركتهم في المسؤولية الاجتماعية .
تأثير تقييمات الموظفين للمسؤولية الاجتماعية للشركات
وتشير نظرية الهوية الاجتماعية إلى أن الموظفين لديهم رغبة في التماهي مع شركتهم بسبب صورتها المحترمة. حيث إن أنشطة المسؤولية الاجتماعية تساهم في تعزيز هذه الصورة.
وبالتالي، من المحتمل جدًا أن التقييمات الإيجابية لشركتهم الناتجة عن مشاركتها في المسؤولية الاجتماعية تدفع الموظفين إلى الشعور بالرضا والفخر بالانتماء إلى شركة تحظى بتقدير اجتماعي.
وقد أجريت العديد من الدراسات التي تكشف أن المسؤولية الاجتماعية لها تأثير إيجابي على مواقف الموظفين وسلوكهم في مكان العمل. مثل الرضا الوظيفي.
علاوة على ذلك، يعد الرضا الوظيفي بناء محوري في الأبحاث لأنه يمكن اعتباره مؤشرًا قويًا للسلوكيات المتعلقة بالموظفين. مثل التغيب عن العمل والأداء الوظيفي. حيث تشير الأبحاث السابقة إلى أن الموظفين يشعرون برضا وظيفي أكبر عندما يعتبرون أن صاحب العمل يتسم بالأخلاق.
كما يمكن توقع أن تعكس المشاركة المؤسسية في المسؤولية الاجتماعية المعايير الأخلاقية وممارسات العمل المرغوبة. والتي بدورها تحفز الموظفين على الشعور بالرضا والرضا عن العمل لدى الشركة.
المقال الأصلي: من هنـا